Test Footer 2


كتاب السر (مترجم بالعربية)الكتاب الذي هزّ العالم

0 التعليقات

كتاب السر

The Secret

(مترجم بالعربية)

الكتاب الذي هزّ العالم والرد عليه بالوثائق



كتاب السر (مترجم بالعربية)الكتاب الذي



احد الكتب الاكثر تأثيرا ومبيعا
كتاب "السر"، الذي ترى كاتبته أن أعظم سر في الحياة هو قانون "الجذب" الذي ينص على أن للأفكار قوة مغناطيسية تجذب الأمور التي تحصل لك في حياتك، فهي ترسل إشارات وذبذبات إلى الكون لتلتقط كل الأشياء التي تحمل نفس الذبذبة. لأن كل شيء ترسله يعود إلى مصدره(أنت).
مما يعني أن الإنسان قادر على تغيير حياته بتغيير أفكاره. وأفكارك الحالية تشكل مستقبلك لأنها تتطور لتصبح هي الأمور والأشياء التي تحصل لك، ولتحدد أفكارك عليك أن تعرف شعورك، لأن المشاعر تعد أدوات قيمة لمعرفة ما تفكر فيه، فمن المستحيل أن تشعر بسوء وتكون أفكارك جيدة في الوقت نفسه.
لذا عليك أن تحرص دائماً على أن تشعر بمشاعر إيجابية، لأنك ستجلب المزيد من الأفكار والأشياء الجيدة لحياتك. وعليك أن تستعين بأي شئ يساعدك على تغيير أفكارك، كالذكريات السعيدة  

لتحميل الكتاب حجمه 13 ميغا بايت من الرابط أسفله ''بدون أن تدعم الموقع"

http://www.chayfile.com/p5620otocou3.html

لدعم دخل الموقع أدخلو الرابط أسفله

http://sh.st/tDEsS

قانون الجذب -السر الأعضم-

3 التعليقات

قانون الجذب - الجاذبية
إعداد: إميل سمعان
 

تكثر في السنوات الأخيرة الكتابة حول موضوع قانون الجذب وكأنه إختراع أو إكتشاف جديد تم التوصل له من قبل أخصائيين معاصرين.

لكن الحقيقة فإن قانون الجذب هو قانون قديم الزمن إستعمله الفراعنة والبابليين واليونانيين في الفترات القديمة من الزمن وكان من أسرار الكهنة في تلك الفترة.

ما هو قانون الجذب:

قانون الجذب هو قانون كوني, أي بأنه موجود منذ نشأة الكون, وهو لا يقتصر على الإنسان بل يمتد للحيوانات والطيور والحشرات والنباتات أيضاً. 

في الكون هناك الطاقات المختلفة مثل طاقة السعادة, الفرح, الحزن, المال, الشر, الخير, المحبة, الحب, الجنس,النجاح, الفشل والخ من الطاقات الإيجابية والسلبية معاً. هذه الطاقات عبارة عن ذبذبات وموجات متواجدة في الهواء والكون الفسيح, عندما نفكر بواحدة منها فنحن نجذب هذه الطاقة إلينا. مثالاً عندما نفكر بالحزن نحزن وعندما نفكر بالفرح نفرح. 

يقول هذا القانون: الإنسان كالمغناطيس, يجذب إليه الأشخاص والأحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره. فقانون الجذب يعتبر من أقوى السنن الكونية وينص هذا القانون على: أن الإنسان يجتذب الأحداث والأشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسية غير مرئية عن طريقعقله الباطن. 

طبعاً هناك أمور لا يمكن أن تتحقق فقط من خلال الأمنيات. مثالاً لا يمكن أن يتمنى الشخص الحصول على اللقب الجامعي إذا لم يلتحق بجامعة. حتى إذا إلتحق بالجامعة لا يمكن له النجاح إذا لم يدخل المحاضرات أو يقرأ المواد المقررة.

يدّعي أنصار هذا القانون بأن من يطبقه يحقق كل ما يريد, ويحصل على متمناه بلا عناء ولا كد, المهم من كل الفكرة أن تكون إيجابي لكي يعمل معك هذا القانون إيجابياً. وإن كنت سلبي فهذا سيكون سلبي معك.

يعمل قانون الجذب بممارسة أربع خطوات:

الخطوة الأولى: هي أن تتمنى أو تتخيل ما تريد الحصول عليه وكأنه أصبح لك وملكك.
الخطوة الثانية: هي الإيمان المطلق بأنك ستحصل على ما تريد.
الخطوة الثالث: هي الإستجابة أو تحقيق الأمنية.
الخطوة الرابعة:  عليك أن تشكر الكون على عطائه لك ليعطيك مجدداً.

قبل سنوات صدر كتاب السر للمؤلفة روندا براين وقد ترجم تقريباً لجميع اللغات العالمية, يتحدث كتاب السر عن قوة الجذب أو الجاذبية وهناك الكثير من الأمثلة التي وردت في الكتاب تتحدث عن نجاحها بسبب قانون الجذب.

الكثير من العلماء وفي مجالات تخصصهم المختلفة, ينتقدون قانون الجذب لأنه قانون لا يمكن إخضاعه للتجربة العلمية أو للملاحظة, فهو مجرد أراء وتجارب شخصية لا يمكن ملاحظتها أو الحكم عليها, ليس هذا فحسب بل إنه بمفهومه الحالي يخالف العديد من القوانين الكونية الأخرى مثل قانون السببية. (مختصر قانون السببية يقول بأن لكل شيء أو حدث بالكون يوجد سبب ما).

لهذا كما في جميع المجالات, هناك من يؤيد وهناك من يعارض, ويبقى لك الخيار عزيزي القاريء بتجربة قانون الجذب لتعرف مدى مصداقيته أو عدمها.


ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
 

لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....


وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.

الموضوع منقول للأمانة و حافضة على حقوق الكاتب

قصتي مع الجني

4 التعليقات

تاريخ النشر : 21/06/2014

كانت تلك الليلة أكثر الليالي رعبا فقد سلطت الطبيعة جام غضبها على سكان الأرض ...وخصوصا تلك المدينة التي أسكن فيها ..فالأمطار لم تهدا طيلة الليل ..والرعد الذي كان نادرا حدوثه في المدينة قد زمجر حتى هرب النعاس من أجفاننا...وعلمت أن الطبيعة في ذلك اليوم تتمخض لتلد شيئا جديدا ...ماهو ؟لا أعلم ...مر اليوم بسلام وحينما اصبحنا ...شاهدنا مافعلته الطبيعة ...وما احدتته من دمار .... ان مدينتى مدينة سلا ..مشهورة بالأولياء والصلحاء من خلق الله ..وهي مشهورة منذ القدم بمدينة المجاهدين ...وقد سالت عددا من الشيوخ هل نزل مثل هذا المطر من قبل ؟...لا ياولدي إننا لم نرى منذ صغرنا مثل هذه الليلة المرعبة ...المهم نترك هذه الليلة المرعبة السوداء وسنعود إليها في أحدات لاحقة ... فان لها دورا كبيرا في هذه الواقعة ....
في يوم من الأيام .. بعد مرور أشهر على تلك الليلة ...كنت جالسا في الليل ..ومن المعلوم اننى اسكن في بيت بنيته فيسطح منزلنا ...واسكن فيه ...وقد غطيته بالزنك او ما يسمى بالقصدير ...وبيتي يطل على جبل صغير ..وبالليل لا تستطيع ان ترى ماعليه بشكل واضح ...المهم كنت جالسا وأنا استمتع بمشاهدة ذلك المنظر الجميل ..وكان الصيف يضفى على المكان رونقا جميلا ...والنجوم متلالاة مسرورة بذلك النسيم العليل الذي كنت استمتع به صراحة ...بعد برهة وبعد مرور أكثر من ساعتين وأنا جالس هناك ...بدأت ألاحظ وكان شئ يتحرك من اعلى الجبل .. لم أتبين في بداية الأمر شيئا ...ولم اعره اهتماما ..ولكن المشهد تكرر ولكن هذه المرة زاد الوضوح في الرؤية شيئا .. بدا قلبي يدق بشدة ..لا اعرف لماذا ولكن بدا يدق ويدق ..وركزت انتباهى على الشئ الذي أراه ...ولكنني للمرة الثانية لم أتبين بوضوح ...كان شيئا يشبه الجسم البشري .... لذلك خلته بشرا ...وكان من الاشياء العادية عندنا ان الناس بالنهار ينزلون ويصعدون في ذلك الجبل وهو شئ عادي ولكن بالليل يكون ذلك الشئ نادرا ...فلا تستطيع ان ترى أحدا بالليل نازلا او صاعدا إلا نادرا ...المهم ظننت أن أحدا من الناس متوعكا هناك ..فقررت أن اساعده ...وصراحة هذا الأمر حدث معي ثلاث او أربع مرات نهارا ...فكنت أجد أناسا كبار السن فأساعدهم ...أما بالليل فلم يحدث ذلك مطلقا ...كما ان كبار السن لايذهبون إلى الجبل ليلا ...ولكننى لم انتبه لهذه النقطة أبدا ...المهم نزلت من البيت وذهبت صوب ذلك الجسم الغريب ...كنت كلما اقتربت منه أتبين شكله الفيزيائي ..اي شكل إنسان وجسم إنسان ..ولكن الغريب والعجيب في الأمر اننى لااستطيع تبين ملامحه .... فلم أكن استطيع معرفة هل هو شاب ام رجل ام شيخ طاعن في السن...بدا قلبي هذه المرة يدق بعنف شديد ... يستطيع الواقف من بعيد في ذلك الليل ان يسمعه ..وندمت على خروجي في ذلك الليل ...ولكن الأفكار تجمدت في عقلي ...وأحسست أن شعر بدني قد توقف من مكانه ...وفجأة استدار إلى ذلك الشئ و نظر الي نظرة لم أتبين منها سوى عينين وقد خرج منهما ضوء ابيض ناصع مثل الحليب ...هنا تجمدت وسقطت مغشيا علي ...
في اليوم التالي وجدت نفسي نائما في بيتنا وامي بجانبي وهي تقرأ القرآن الكريم وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ...حينما استفقت أحسست بشئ غير طبيعي ...ولكنني سألت أمي ..ماذا جرى فنظرت الى وقالت :لقد سمعنا صرخة صادرة من الجبل فأسرعنا نحن ورجال الحى الذين خرجو أيضا ...ورأينا خيالين من بعيد ..فخفنا في بداية الامر ولكن لان عددنا كان كثيرا هرعنا الى المكان فرأيناك ساقطا على الأرض ورأينا شخصا يجري بيديه ورجليه صاعدا الى الجبل ...حاولنا تداركه ولكنه كان وكانه يطير ثم غاب عنا بعد ذلك ...وعندما عدنا اليك لم تستطع ان تستفيق فحملناك معنا إلى هنا ونحن لا نعلم ماذا جرى لك هناك ...
واسترسلت في نوم عميق لم استفق منه حتى اتى الليل بظلمته المخيفة .....حينما استفقت شعرت كاننى في مكان لا اعرفه أبدا ...واستوحشت الغرفة الموجود فيها وصعدت الى السطح وجلست فوق كرسي وتوجهت انظر الى الجبل وكاننى انتظر إشارة احد ...بعد برهة من الوقت أحسست أنني أخطو ...ثم عدت الى وعيي لاجد نفسي وقد اقتربت من الجبل وسمعت صوتا فرفعت راسي لاجد شيئا يشبه شكل الادمى وهو يصيح على ...وكان يتحدث بلغة لم افهمها....ولكنني كنت متاكدا اننى عندما كنت فاقدا للوعى كنت افهم مايقول واستجيب له ...تجمد الدم في عروقي ...وتوقف شعري في مكانه ...ولكننى استدرت وعدت وانا اجري وقدماي لا تكاد تحملانني ....بالصدفة كان ابي_وهو رجل مشهود له بالامانة ومعروف عنه الاستقامة والتدين _ قد رآني وانا ذاهب للجبل فرابه الأمر وتوقف ينتظر ....وكان يتقدم الى ببطء ...ولكنه حينما راني اجري عائدا اقبل يجري الي ورأسه مرفوعة نحو الجبل وامسكني والذعر يكاد يطبق على لسانه ....فقد رآى ما رأيت وشاهد ما شاهدت ...
كان أبي قد قرر ان يذهب بي الى فقيه الحي ....وكان هذا الفقيه رجلا صالحا وكان إمام الجامع.. وكان الناس يأتون اليه من مدن بعيدة في المغرب ليتداووا على يديه او لياخدو البركة منه ...لم يكن ساحرا ولكن كانت له سطوة على الجن كما نسمع... وكان لايداوي إلا بالقرآن ولا يتحدث إلا بالقران ....ذهبت انا وابي في صباح ذلك اليوم فوجدناه جالسا أمام باب الجامع ومعه رجلين اثنين يتحدث معهما ...سلم عليه ابي وكان يعرفه فقد كان صديقا حميما له ...ثم طلب منه التحدث على انفراد ....ابتعد ابى والفقيه وبقيا يتحدثان مدة ليست بالقصيرة ثم جاءا وودعا الرجلين وذهبنا الى منزل الفقيه .....بدا الفقيه يقرا علي القرآن الكريم....وهنا يتحدث ابي لامى قائلا :مافتئ الفقيه يقرا حتى أغمي على ...ثم بدأت تظهر على إشارات لايفهمها سوى الفقيه وحينها اومئ لابى بإشارة فهم منها الشئ الكثير....إنهما لايعرفان شيئا ولكن ماهما متأكدان منه أنني ممسوس بالجن ...ولهذا طال بال الفقيه معي في قراءة القرآن ...يقول ابي: بعد ان كدنا نيأس من ردة الفعل ....وإذا بمنزل الفقيه يهتز اهتزازا وكان زلزالا أصاب المدينة ....وبمجرد ان سكت الفقيه توقفت الاهتزازات ...وساد الذعر اهل المنزل ...وبدأت امارات الخوف تظهر على الفقيه فقد فهم اشياءا لم يستطع ان يبوح بها في ذلك الوقت .....وكان العياء قد اصابه فامر ابي بالعودة إليه غدا ....وكنت انا قد استفقت حينما انهى الفقيه تلاوته ..فخرجت مع ابي عائدا ومن خلال وجهه علمت ان شيئا خطيرا يقع لي ....في تلك الليلة قررت امي ان انام بقربها وان اترك غرفتي خاوية ...بينما نام اخوتي كلهم في غرفة اخرى .....في منتصف الليل كان الهدوء مخيما ونسيم الليل هادئا الا من صوت الصراصير واصوات بعض من الحشرات الصغيرة .....ثم صدر فجاة صوت آت من الجبل ....كان صوتا واضحا كل من كان نومه خفيفا يستطيع ان يستفيق عليه ....مصطفى.... مصطفى.... تجمدت من شدة الخوف وكذلك تجمدت أمي وأبي ذعرا ...وأشار إلي أبي أنا وأمي أن اصمت ...ثم ساد صمت رهيب....


في منتصف الليل كان الهدوء مخيما ونسيم الليل هادئا الا من صوت الصراصير واصوات بعض من الحشرات الصغيرة .....ثم صدر فجاة صوت آت من الجبل ....كان صوتا واضحا كل من كان نومه خفيفا يستطيع ان يستفيق عليه ....مصطفى.... مصطفى.... تجمدت من شدة الخوف وكذلك تجمدت أمي وأبي ذعرا ...وأشار إلي أبي أنا وأمي أن اصمت ...ثم ساد صمت رهيب وسمعنا وكان باب المنزل قد فتح ثم اغلق بشدة ...وأحسست كأنَّ شيئا ما مقبل الينا ...ثم فُتِح باب الغرفة ودخل عبد اسود مفتول العضلات ووقف أمام قدمى ....في الحقيقة لم استطع ان أتبين ملامح وجهه ولم استطع مشاهدة نصفه التحتاني ....ولكن كان يظهر على شكل عبد اسود.... ثم دخلت من ورائه هرة سوداء اللون ....وصاحت على قائلة :لماذا لاتجيب.. هل خرس لسانك ..وهنا أجابتها امى :ماذا تريدون منا نحن لم نؤذكم ....كان اللون الأبيض كالحليب يشع من عيني القطة بشدة يكاد يخفي شكلها....وفجأة اختفى العبد الاسود وخطت الهرة خطوات نحو الباب ثم استدارت ونظرت صوب ابي وقالت :لاتذهب الى ذلك العبارة (تقصد الفقيه)مرة أخرى ....وخرجت او تلاشت لا ادري .....في اليوم التالي قرر ابي الذهاب الى الفقيه وعدم الركون الى هؤلاء الشياطين ....فذهبت معه الى الفقيه...وهنا استوقف الإخوة قائلا أنني لست صغيرا فانا الآن ابلغ 28سنة وهذه الواقعة حدثت قبل 4سنوات اي في24سنة ....وصلنا إلى الفقيه وحكى له ابي ما وقع ...ففكر الفقيه قليلا ثم نصح ابي بالرجوع والعودة إليه في الليل حتى يستطيع أن يتحدث معهم وهكذا خرجنا على ان نعود للفقيه في الليل ......

في مساء ذلك اليوم كان أبي يستعد للذهاب إلى الفقيه ... وكان الفقيه قد أمره بالمجئ في منتصف الليل ...وهكذا استعددنا لخوض هذه المعركة مع هؤلاء الجن والشياطين ....وهنا أيها الأحبة تبدأ قصتي وتبدأ حكايتي... حينما خرجنا من البيت كان الصمت مطبقا على الحي ... لم نرى أحدا ولم يكن احد في ذلك الوقت المتأخر من الليل... كنت أمشي وأنا ممسك بيد أبي... وفجأة أحسسنا كأن أحدا ما يتبعنا ...استدار أبي ولكنه لم يرى أحدا فأكملنا طريقنا... حذت هذا منذ خروجنا من المنزل وكنا نقف أنا وأبي وننظر مرات ومرات دون أن نرى أحدا... استقبلنا الفقيه وأدخلنا ولكنه حينما أراد أن يغلق الباب أغلق لوحده وبعنف شديد... نظر إلي الفقيه ووضع يده على كتفي وذهبنا صوب غرفته... حينما جلسنا قال الفقيه وقد بدت عليه أمارات الخوف:اذهب يا سي حمد إلى منزل صديقنا سي عبد القادر و آت به... قام أبي من دون أن يرد كلمة وخرج... وبقيت مع الفقيه ... سألني :ماذا ترى في أحلامك ؟ فقلت له: أرى بعضا من الأحلام الغريبة وبعض الأشكال لحيوانات وأناس تشبه الماعز والأبقار....وكنت أتناء حديتي للفقيه أرى عليه أمارات الخوف بادية فقال لي :هل تحس كأن أحد ما يتبعك في الطريق؟ قلت:دائما..فقال لي: إنه معنا الآن ...فأصابني رعب شديد ولكن الفقيه خفف من روعي ... وقال :سأداويك من هذه الشياطين وسترى ما أفعله بهم.... ماإن أكمل الفقيه جملته حتى أحس بضربة شديدة على وجهه ألقته أرضا وصاح من الألم ... ثم سُحب من قدمه وهو يصرخ و ضربوه مع الحائط ...أما أنا فبدأت أصيح وأبكي والخوف يكاد يلجم لساني... وبدأنا نسمع صراخا وضحكات تتعالى في أركان الغرفة... وكان باب الغرفة قد أغلق بإحكام وأقبل أبناء الفقيه يتصايحون عليه ولكن الباب كان مغلقا ولم يستطع احد الدخول... وأطلقت زوجته البخور وبدأو يقرؤون القرآن خارج الغرفة... وكان الفقيه قد أغمي عليه فسكتُّ عن البكاء ,وحينها اختفت الضحكات وساد الصمت الغرفة ... وبدا شئ ما يتكون في ركن من أركان الغرفة لتظهر فتاة جميلة جمال القمر في تمامه ... وهنا أخبركم أيها الأحبة أنه كانت لي رفيقة أحبها وكنت ألتقي بها كل يوم ...فكانت هذه الفتاة في الغرفة تشبهها ولكن أجمل منها بكثير..ثم أقبلت إلي وجلست بقربي ربما كانت هناك مخلوقات أخرى ولكن إما أنها غير ظاهرة أو أنني لا أشعر بها... جلست بقربي وقالت لي: لاتخف فلن أؤذيك... في هذه اللحظة انكسر الباب وهربت الفتاة بعد أن رآها الكل... وهنا دخل أبي ومعه رجل آخر وأبناء الفقيه وكان يظهر على أبي وصديقه التعب الشديد... وبعد أن عاد للفقيه رشده تلونا بعضا من القرآن وقرر أبي البقاء هناك إلى الصباح... ونمت أنا وأبي بالقرب من الفقيه ونام معنا ذلك الرجل أيضا.... سمعت أبي يهمس بصوت مسموع في أذن الفقيه أنه حينما كان عائدا مع الرجل قطعت عليهم الطريق عجوز شمطاء مخيفة فهربوا منها ولكنها تبعتهم وهي تجري مثلما يجري الكلب وشعرها متدل إلى الأرض ولم تتركهم حتى دخلوا إلى إحدى المنازل ..... وبقو يتحدثون إلى الصبح فخرجنا وعدنا منهزمين إلى البيت ...لتبدأ معاناتي مع الجن والشياطين ....
لم يكن مايحصل لي شيئا عاديا ولم يكن شئ مألوف عندنا ...لأن معظم من مسهم الشياطين تتم مداواتهم بسرعة على أيدي الفقهاء ولكن حالتي هذه كانت من نوع غريب ...فقد بدأت تزورني جنية في كل منتصف ليل وتحدتني طوال ذلك الليل... كانت تتصور لي في أي صورة أحبها وأنتم تعلمون من كنت أحب... واذا دخلت علي أمي أو أبي فإنها تختبئ بسرعة ... وهم يعلمون أن أحدا معي في الغرفة ولكنهم لايستطيعون فعل شئ ...في يوم من الأيام أصيبت إحدى جاراتنا بمس وقد أخذوها إلى الفقيه ولكنه لم يفقه شيئا... وبقيت تلك المرأة في صياح وهيجان شديد ...في تلك الليلة جاءتني تلك الجنية وقالت لي أنني أستطيع أن أداوي تلك المرأة ادا أردت ...فقلت لها كيف ذلك والفقيه لم يستطع مداواتها ....فقالت لي إن ذلك العبارة(الفقيه) لايستطيع فعل شئ إلا بأمرنا ثم قالت لي اذهب إلى المرأة وضع يدك عليها وسوف ترى مايسرك ... في اليوم التالي ذهبت إلى أمي في الصباح وقلت لها أن تذهب معي إلى تلك المرأة وأنني أستطيع معالجتها ... وبالفعل فقد ذهبنا إلى تلك المرأة بعد لَأي وتمنع من أمي ... ولكن بما أنها كانت جارتها وتحبها فقد سلمت للأمر ... دخلت وجلست بالقرب من المرأة ووضعت يدي على رأسها ... ثم سألت الجني من هو وماذا يريد؟ ... وكانت المفاجأة التي جعلت كل من في البيت يعجب ويدخله الخبل... قال الجني:ياسلطان الجن إنني لم أعتدي عليها ولكنها داست علي أثناء مرورها في الجبل وقتلت إحدى بناتي ..فقلت له:وماذا كنت أنت تفعل في الجبل ..فقال لي أنه قدسكن هناك منذ فترة من الزمن ... فقلت له يجب عليك أن تعود إلى المكان الذي جئت منه... فقال :لا أستطيع ... لماذا ...فقال: أتذكر ذلك اليوم الماطر والعاصف الذي حدث قبل أشهر قليلة ...قلت نعم كلنا يذكر ذلك اليوم ... فقال لي أنهم قبيلة من قبائل الجن قد غمرت المياه منطقتهم التي كانوا يسكنون فيها فارتحلوا وسكنوا في الجبل الذي هو أمامنا ... فقلت له ومن رئيس قبيلتكم ... وهنا تجمد الجني فضغطت على رأسه وهو يصيح من الألم وأعدت عليه السؤال ... وهنا بدأ الجني يتلعثم وقال: أنت... وهنا ساد الصمت وبدأت فرائدي ترتعد وأحسست بيدي تضغط عليه وتضغط ... وهو يصيح ويستغيث وبعد لحضات ساد الصمت وأدركت أنني قد أحرقت الجني مع أنني لم أكن أريد ذلك ... واستفاقت المرأة فعدت أدراجي للبيت ... منذ ذلك اليوم تحولت نظرة الناس إلي ... تعجب يخالطه خوف وإنكار وشئ غير قليل من السخرية .... ومع أن خبري قد شاع في المدينة فإنني حافظت على هدوئي وتوازني وقد حاولت أن أظهر دائما أمام الناس وبشكل طبيعي لأنني إدا اختفيت عنهم فستكثر الأقاويل والخرافات أما إذا كان ظهوري دائما فإن الناس قد لا تصدق مايقال ... 
إلى هنا أيها الإخوة وفي هذه المرحلة حصلت لي واقعتان كلاهما أعجب من العجب وأغرب من الخيال ... وسأتحدث عن الأولى وأترك الثانية إلى الجزء التالي وهو الأخير وفيه ذكر إبليس اللعين ووصف قبائل الجن وأشياء أخرى حدثتني عنها الجنية أذكرها لكم في ذلك الجزء.. (نكمل) ...كنت جالسا في غرفتي إذ طرق باب المنزل بشدة ... فهرع أحد من إخوتي إلى الباب ليجد الفقيه فسأله عن أبي وكان أبي في ذلك الوقت(بعد منتصف النهار) موجودا .... فدخل الفقيه وسلم على أبي وقال له أن بعضا من الناس ينتظرون في الخارج ... أما أنا فكنت لست في كامل وعيي أبدا فقد ذهبت همتي ونشاطي وأصبحت أميل إلى الخمول ولم أعد أهتم بشئ ... ولم أعد كما كنت .... عاد أبي ونادى علي فخرجنا لأجد سيارة ركبنا فيها وانطلقنا .... في الطريق أخبرني أبي أن هؤلاء ناس من الأكابر ولهم فضل على حينا وأن الفقيه كان قد شفى لهم مريضا في الماضي فأكرموا الفقيه واشتروا مصاحف للمسجد وصبغوا الجامع وبنوا حديقة صغيرة له وكانوا دائما مايفتقدون حاجياته ... ومن أجل هذا كان الكل يحبهم خصوصا أبي والفقيه وكل من كان يصلي بالمسجد .... ثم أكمل أبي مستطردا ولكن زوجة هذا الرجل الكريم أصيبت بمس من الشياطين وهو متعلق بالحادثة الأولى وذلك لسبب يطول شرحه... والفقيه لم يستطع فعل شئ لها وقد اقترح عليهم هذا الاقتراح وهو أني أستطيع مداواتها ..كان هذا الرجل الغني يسكن في مدينة مكناس وهي بعيدة عن سلا ولكننا لم نذهب إليها مباشرة فقد عرجنا في الطريق إلى إحدى الفيرمات(مثل الفيلات) التابعة لذلك الرجل قضى فيها بعضا من أشغاله ثم أكملنا سيرنا لنصل قبل حلول الليل بقليل ... وكان المكان يعج ببعض من الخدم وحاشية ذلك الرجل .... وكان المسكن عبارة عن فيلا صغيرة تشتهيها الأنفس قبل الأعين... وبعد أن جلسنا وتحدتنا قليلا قال لي ذلك الرجل أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر أمور غريبة لاتفهم وبدأت تصدر أصوات في الليل وتظهر بعض من الخيالات والأشباح وفي آخر الأمر أصيبت زوجته وهو لايدري كيف حصل هذا ... ثم قمنا إلى الغرفة الموجودة فيها زوجته ...وحالما نظرتني صاحت علي أن أذهب وأن الأمر لايخصني ولكنني لم أهتم لها ووضعت يدي عليها وسألته من هو وماذا يريد ؟وما يهم في الحديث الذي جرى بيني وبينه أنه بعد أن امتلأ المكان الذي كانوا يسكنون فيه بالماء من جراء تلك الليلة العاصفة فإنهم انتقلوا للسكن هو وعائلته وعدد كبير منهم في مكان ما في تلك الفيلا وأنهم تأدو كثيرا مما كان يرمى عليهم من مخلفات وقاذورات ... وفي الأخير تأذى أبو هذا الجني من ذلك ومرض مرضا شديدا وكانت المرأة هي السبب في ذلك فحصل ما حصل ... وأقسم على أنه لن يخرج مهما حصل ... فلما ضغطت على رأسه بدأ يصيح ولكن سرعان ما بدأنا نسمع صرخات وأصوات مخيفة جدا وكأن معركة كبيرة واقعة وخاف صاحب الفيلا وظهر الذعر على الخدم خصوصا وأن الوقت حسبما أذكر كان بداية الليل ... فرفعت يدي عن الجني وسألته عن ما يحصل ... فقال لي أن سمران هي وأعوانها يحاولون إخضاعه لطلبي ولكن قبيلته يحاربون عنه ويساعدونه ... ثم إن الجني استحلفني أن أترك هذا الأمر وأذهب لحالي وإلا حصل مالا يحمد عقباه ... فنظرت إليه بتعجب وقلت :له من سمران هذه؟ فقال ابنة أمير الجبل الموجود في سلا فكل قبائل الجن يعلمون أنها خطبتك لنفسها وهي التي تساعدك فيما تفعل وقد سمتك أميرا على الجن في تلك المنطقة ... وهنا أيها الإخوة رفعت يدي عن الجني وقلت له :سأتركك الآن الى الغد وسيكون لنا حديت آخر ولكن عليك أن تترك هذه المرأة إكراما لي هذه الليلة الى الغد ... فوافق الجني مرغما واستفاقت المرأة من جديد ... وهنا أحب أن أنوه للأخوة الكرام أن الجنية تحدثت معها كثيرا وسألتها عن قبائل الجن وعن أشكالهم وأنواعهم وكيف يؤذون الناس وكيف يمكن التغلب عليهم وسألتها عن إبليس اللعين وعن مكانه ... ولكنني لم أسألها يوما عن اسمها أو عن ماذا تريد مني وقد تركت ذلك الجني لهذا السبب حتى أعرف منها كل شئ ... بقي الناس ينظرون الي وكأنني مقبل من عالم آخر وبدأو يتحدثون فيما بينهم وأرادوا أن يسمعوا قصتي ولكنني تركت أبي يتحدث بدلي لأنني إذا تحدثت بكل ماأعرف فلن يصدقني لأحد ... أما أبي فقد كان يعرف أشياءا قليلة كنت أخبرهم بها .... وجلست معهم وتلك المرأة جالسة بجانبي وهم يستمعون الى أبي وينظرون إلي وقد ساد صمت رهيب من جراء تعجبهم ... بعد ذلك وفي منتصف الليل سألت صاحب الفيلا أن كان يوجد بيت منعزل عن الفيلا فقال لي أنه يوجد بيت وراء الفيلا يسكن فيه العساس وخادمين آخرين فأخبرته أنني سأبيت في ذلك البيت وأن يأمر الخدم أن يبيتوا في مكان آخر ... دخلت البيت وانتظرت ظهور سمران ولكنها لم تظهر حتى مضى من الوقت ساعتان وأكثر ... وحينما سألتها عما يجول بخاطري قالت لي أنها تحبني حبا شديدا وتريد أن تبقى معي أبد الدهر وقالت لي أن اسمها سمران بنت الأمير (..) وأن الجن كلهم يعلمون أنها تحبني وقد حصل لها بسبب ذلك مشاكل مع أبيها وهو غير راض عما تفعل ... وسألتها عن القطة والعبد الأسود فأخبرتني أنها هي القطة والعبد الأسود هو خادم لها وأن سبب تأخرها هو أنها ذهبت الى قبيلتها وجلبت عددا كافيا منهم ليقضوا على ذلك الجني وعائلته إن لم يرضخ لي ...
إن ماحدت لي شيء غريب وعجيب ...وليكن أغلبكم متأكدا أنه كان بإمكاني أن أغتني وأحصل على مال وفير وأعيش في بحبوحة من العيش لو أني أردت ذلك ....ولكن هذا الطريق خطر للغاية وأنا أعلم .. وقرأت.. وقيل لي أيضا:أن نهاية الساحر بشعة جدا ومصيره إلى النار وبئس المصير ....
بعد أن حدثتني الجنية بما أسلفت لكم ... فإنه داخلني خوف ورعب شديد لأنني لم أنظر إلى تلك اللحظة فقط.. بل تخيلت لي حياتي كلها وكيف ستكون ... خصوصا وأن حياة الساحر كما نعلم كلها بؤس ومنكر وعدم احترام من الناس .. وكيف سيمكن لي أن أتزوج وكيف سأعيش مع أبنائي ...الخ... وبدأت أبكي وقلت لها أنا لا أريد مما قلت شيئا فقط أريد أن أعيش كما كنت ... وهنا أخبر الإخوة أن حب هذه الجنية لي يصل إلى درجة الجنون ...كان بإمكانها أن تقتل كل من أردت لأجلي وأن تفعل ماأردت لأجلي .... وأن الدمعة الواحدة مني إذا سقطت تستقبلها هي بيديها .. والخلاصة أنها كانت تستطيع قلب السماء على الأرض من أجلي (معنى مجازي؛ ... وحينما رأتني أبكي بدأت تبكي وابتعدت عني قليلا إلى أن هدأت (حصلت هنا حادثة طريفة وهي أن العساس كان يحرص الفيلا فسمع صوت البكاء فأقبل وهو لم يكن يعلم شيئا سوى أن صاحب الفيلا طلب منه أن لايقترب من ذلك البيت وكان يأتي بالليل ويذهب في الصباح وبمجرد أن اقترب من الباب أحس بلطمة على ظهره فقام يجري وهو يصيح من الألم ودخل غرفة الخدم في الفيلا وبقي مع الخدم إلى الصباح ) فقلت لسمران أنه يجب أن أصل معها إلى حل وأنها يجب أن تتنازل إلى شروطي وإلا قتلت نفسي ... فتنازلت ورضيت بشروطي قبل أن تسمعها وأهم هذه الشروط :أن لايحدت أي أمر غامض في البيت أو مع الجيران بحيث يصبح الأمر طبيعيا جدا كما كان ..أن لاتساعدني أو تغويني في مداواة أحد ...وإذا جاءت إلي فيكون مجيئها في وقت متأخر من الليل ولاتحضر معها أحدا ... وأن تعود حياتي طبيعية كما كانت ...مع أنني أخبرتها أنه في نهاية المطاف يجب أن تتركني وحالي (ولتعلموا أن أبوها ...وهو جن صالح ومن المعمرين ...لم يكن راضيا عما كانت تفعل وكان يأمرها أن تتركني وشأني ..وكان لي حديت شيق معه )..
ماحدت في اليوم التالي ..أن معركة كادت أن تنشب بين ذلك الجني وأتباع سمران ..ولكن المفاجأة أن أبا الجني المريض وهو سبب كل شئ تدخل في الأمر وحدثت أشياء يطول شرحها وتحدثت معه وكان الشرط أن يداويه جني طبيب من قبيلة سمران وهو معروف وانتهت الأحداث على خير ..رغم أن الجني وقبيلته لم يرضوا إلا مرغمين ....
وهنا سأحدثكم عن بعض محاوراتي مع سمران ...
قلت لها يوما حدثيني... عنكم عن كل شئ عن قبائلكم وعن شكلكم وعن الشيطان ماهو بالنسبة لكم ؟.. قالت :إننا نحن الجن هم الأصل والشياطين فرع منا ... وقالت لي أن كل شئ مذكور في القرآن يقول تعالى عن إبليس(كان من الجن ففسق عن أمر ربه) وبسبب هذا الفسق تغير شكله وشكل ذريته ... قالت لي أن الجن قبائل كثيرة وعددنا لايحصيه إلا الله تعالى وقالت أن هناك عدد كبير منهم من المسلمين وعدد كبير أيضا من الكفار والمسيحيين واليهود ... وهناك من لايدين بدين أبدا ... وأما شكلنا فلا يستطيع الإنسان أن يستوعبه ولا يستطيع عقله أو علمه .. مهما بلغ من العلم أن يصل إلى كنهنا أو إلى تخيل أشكالنا ... فقلت والشيطان ... قالت أما الشياطين فقد تغير شكلهم عنا وهم أقبح من أي شئ قبيح ...فقد مسخهم الله وصورهم قبيحة جدا فمنهم من له ذنب ومنهم من له أنياب ومنهم من له آذان كآذان الحمير وقوائم الحيوانات ... قلت فلهم إذن شكل ... قالت لاتستطيعون الوصول إلى كنه أشكالهم اللهم ما كان من أشكال الحيوانات الزائدة فيهم ...سألتها كثيرا عن أشكالهم ولكن ماتوصلت إليه أننا لانستطيع معرفة شكلهم الأصلي فذلك مما اختص الله به الأنبياء والصالحين ... قلت لها فكيف تستطيعون إيذاء البشر ... قالت أن ذلك شيء سهل بالنسبة لهم.. فهم يتنقلون داخل جسم الإنسان بكل حرية ويؤثرون عليه من أماكن في الجسم (أعرفها ولن أذكرها) فيقتلونه أو يشلونه أو يجعلونه أحمقا أو أو أو .... قلت فالشياطين ... قالت هم أكتر خبرة منا في هذا المجال فلا عمل لهم إلا ايذاء الإنسان والوسوسة له ... قلت لها والشيطان هل رأيته ...قالت لا .. قلت فأين هو ... قالت يسكن في البحر ... قلت أي بحر ... قالت لا أدري... قلت فكيف لاتستطيعين الوصول إليه ...فقالت لي أن مملكته كبيرة جدا وقد ضرب طوقا كبيرا عليه وملأه بقبائله وهم بعدد الرمل ومابين حدوده وقاعدة ملكه مئات بل آلاف الكيلومترات لايستطيع أحد أن يدنو منه إلا بأمره ... قلت فمن أعلمك بهذا ... قالت أبي ... قلت هل رآه ... قالت لا ... قلت فمن أخبره ... قالت لي أن له أصدقاء كثر من الجن الكافر وهم من المعمرين الكبار وإبليس لعنه الله يستقبل دائما كبراء الجن الكافر وله معهم اتفاقيات سرية ... أما الجن المسلم فهم أبعد شيء عن إبليس فهو يحاربهم دائما وناصب لهم العداء... قلت فكيف يمكن هزم الشياطين ...قالت إن الصلاة وحدها قد لاتكفي وقراءة القرآن أيضا قد لاتكفي في بعض الأحيان ... فهذا قد يحد من خطرهم ولا يبعده أبدا ... قلت كيف ... قالت أن الإنسان الذي يقوم الليل ويتلو القرآن كثيرا ويكون دائما على وضوء ولا يأكل سوى الحلال ... فهذا الشخص له فعل العجب فيهم ... فلو سلك شارعا لسلك الشيطان شارعا آخر وحتى الجن قد تتأذى إن لم تأخذ لنفسها الحذر ... فهذا الشخص تتكون له هالة كبيرة تحرق كل من اقترب منها ... قلت الى هذه الدرجة ...قالت وأكثر بكثير.. قلت فكيف يستطيع الإنسان العادي اتقاء شرهم ... قالت بآية واحدة (آية الكرسي)تفعل العجب مثل الهالة ولكنها لاتدوم كثيرا فيجب دائما قراءتها ... في أي وقت وأي مكان ... قلت والجن يتأذون كما يتأذى الشياطين .. قالت ليس تماما لأن الجن لايختلطون بالإنس إلا نادرا بخلاف الشياطين فهم يلتصقون بالإنسان كما تلتصق به ملابسه ... قلت فكيف تستطيعون التحول إلى أي شكل تريدون ... قالت لي يجب أن تعلم أنه ليس من السهل التحول فهذا أمر صعب كثيرا ولكن إذاا تحولنا فنستطيع التحول لأي شكل نريد ... فلماذا يؤذي الجني الإنسان ... قالت عادة الجن سواء كان مسلما أو كافرا لايؤذي الإنسان ولكن الإنسان هو الذي يؤذي الجن فالجن عادة يسكن في المراحيض والحمامات والأماكن المنعزلة في البيت والإنسان هو الذي يؤذيه فيها ... قلت فلماذا تسكنون في هذه الأماكن ... قالت أول شئ أنها منعزلة ولا يدخلها البشر إلا نادرا بخلاف الأماكن الأخرى ... وثانيا لأن هذه الأماكن بها رزقهم ويحصلون منها قوتهم ...قلت كيف ....قالت:هكذا ولا تسأل كيف ... وكانت كلما تحدثنا عن الفقيه تنعته بالعبارة ولم تقل عنه فقيه أبدا ... فطلبت منها أن تحترمه ولكنها رفضت وأخبرتني أنه رجل شرير وساحر وشيطان مريد ويخضع الناس ويستخدم السحر في أعماله ... وعندما أخبرت أبي لم يصدقني لأنني لم أخبره أن سمران هي التي أخبرتني ... ولكنني طلبت منها أن تطرد الجن الذين هم معه ولا أدري مافعلت معه بعد ذلك ...
هنا أيها الإخوة الكرام سأتوقف لأكمل لكم كيف تخلصت من سمران لأن هذا الأمر لو أنفقته في كتاب لعدت أوراقه بالمئات ...
كانت سمران في الأشهر الخمسة الأولى تأتيني تقريبا كل يوم وتخبرني وتحدثني أحاديث العجب ... ولكن بعد مضي هذه الأشهر بدأت زياراتها تخف وأصبحت تأتيني ثلاث مرات في الأسبوع تقريبا وربما أقل ... علمت منها أن أباها وهو شيخ من صلحاء الجن وهو غير موافق على ماتفعل وكثيرا ماغضب عليها ... كان هذا في الشهور الخمس الأولى أما بعد ذلك فقد زادت الخصومة بينهما وهي لاتستطيع مقاومة عائلتها وهذا ماشجعني بعد ذلك أن أطلب منها أن تتركني إلى الأبد خصوصا وأن حياتي بدأت تعود إلى طبيعتها ... ولكنني لم أطلب منها ذلك حتى مهدت له كثيرا فلم أعد أهتم لها وكنت أنام وأتركها قائمة وأتلهى دائما بأشياء ولا أولي لها بالا ... ثم بعد ذلك طلبت منها هذا الطلب ولم تتعجب فقد أدركت أنني لم أعد أهتم لها وأنني سأطلب منها الذهاب يوما ... وفي يوم طلبت أن تحضر أباها الى غرفتي فأعلمتني أن الأمر صعب وأن علاقتها بأبيها غير ودية بسبب هذا المشكل ...فقلت لها أخبريه أنني أستحلفه بالله أن يزورني وأنني أطلب منه ذلك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ... وبعد صعوبات وجدته يوما وهم يدخل علي ...دخل علي ذلك الأمير في صورة شيخ كبير ذو لحية بيضاء منحن قليلا ويبدو عليه الوقار... جلس الى جانبي والوقت قد جاوز منتصف الليل .. فسلمت عليه وسلم علي سلاما أجمل منه ثم بدأت أحاوره:بعد أن سألته عن اسمه واسم أبيه واسم جده وبعض من عائلته قلت له كم صار لك من العمر ... قال أن له أزيد من 800 سنة إلى 900 سنة ... وأبوك هل لايزال حيا .. قال نعم وأنا أصغر أولاده ... قلت كم له من العمر ... قال أزيد من ألفين سنة أو ثلاثة آلاف سنة.. قلت أنت دائما تقول لي كذا أو كذا سنة لماذا أعماركم غير مضبوطة... قال أنهم أولا لا يؤرخون وليس لديهم تاريخ وثانيا هم يعودون في معرفة أعمارهم إلى تاريخ الإنس والأحداث البارزة فيه وقال لي أن أباه مثلا أزداد قبل المسيح والمسيح عليه السلام له الآن أكثر من 2000 سنة فأبي إذا قد تكون له أكثر من 2000 وأقل من 3000 سنة والجن المعمرين يضبطون أحيانا التاريخ بالضبط ...قلت وهل رأى أباك المسيح ...قال لا ولم يسمع به إلا بعد مرور أزيد من مائتي سنة على دعوته وقد كان مسيحي قبل أن يسلم ... قلت إذن فقد رأى رسول الله ... قال لا لم يره أيضا ... قال لي يجب أن تعلم أنه في تلك الأيام كانت أغلب الأراضي خاوية وكنا لا نخالط أحدا من البشر ولا نعلم بما يجري حتى يحدث حدث يؤثر عليهم فيصلنا ... ونحن نتأثر بما يحدث لهم فحين ظهر الإسلام في الشام و العراق وفي المغرب خصوصا فقد آمنت به قبائل كثيرة من الجن متأثرة من ذلك بالإنس لأنها علمت أنه الحق ...وقد حدثني كثيرا عن الإسلام وحدتني أسرارا أقسمت على ألا أبوح بها ...قلت له فالساحر الذي يستخدم الجن ....قال لي لاشئ بدون مقابل ولكن مايجب أن تعرف هو أن الشياطين هي التي تتعامل مع السحرة أما الجن فهم غالبا يتم استحضارهم لمهمة ثم ينتهي عمله ... قلت فلماذا يحضر ... قال بسبب قوة الأسماء المتلوة خصوصا إذا كان الساحر يعلم اسم الجني واسم أبيه أو أمه أوصفته وعمله فيقسم عليه بها فيأتي ... قلت فكيف تؤثر عليه ... قال إن معظم الجن لايعرفون ولكن المعمرين منهم يعرفون ذلك ... قلت وأنت ... قال أعرف أخبرني جدي وأبي ايضا ... قلت فأخبرني ..قال لي هذا شئ مستحيل ونظر إلي في غضب وقال لي أتريد أن تمحى قبيلتي من الوجود إن هذا سر من الأسرار وبه استطاع سيدنا سليمان عليه السلام أن يملك رقاب الجن ...قلت هل رأى جدك سليمان عليه السلام ... قال لي نعم ولا تسألني كثيرا عنه فلا أعرف عنه شيئا فحتى أبي لم يكن في ذلك الوقت ... وفي محاولة له لتغيير الموضوع قال لي أن الساحر الذي يتعامل مع الشياطين تكون نهايته سيئة وحتى حياته تكون سيئة ... قلت كيف .. قال غالبا ما يأمرونه بالكفر وبالأشياء التي تجعله مخلدا في النار كحرق القرآن الكريم والسجود لهم من دون الله والنطق بكلمات الكفر ...الخ ولهذا لايجب على أي مسلم أن يذهب إلى هؤلاء السحرة ... قلت فهل رأيت إبليس ..نظر إلي بغضب وقال لا إنه يناصبنا العداء بسبب ديانتنا... قلت فأين هو ... قال في البحر ... قلت أي بحر ... قال هذا البحر الواسع الذي أمامك(يقصد المحيط الأطلسي)... قلت فأين بالضبط ... قال لا أدري ولكن في مكان ما في هذا المحيط ... قلت هل تعرف شكله .. قال إنه مثل الحمار ولكنه بشع جدا وإذا وقع نظرك في نظره فإن أعتى عتاة الجن يقعون مغشيا عليهم من شدة الخوف وله قوة جبارة وكبيرة جدا يستطيع وحده أن يهزم قبيلة من الجن .. ثم نظر الي وقال لي صدقني إن كلمة واحدة تقضي عليه هو وجنده .. قلت ماهي .. قال إذا قلت بصوت عال : الله أكبر فإنه يفر منك هو وجنوده ويختبئون في أي مكان يصادفهم وهذا هو سبب عدم سحقه لنا ... رغم أنه يرسل الجن لقتالنا أحيانا ولكن غالبا نحن لانتقاتل بسببه ... قلت فهل يتدخل الآن فيما يجري للبشرية من حروب ومآسي ... قال هذا لاشك فيه ولكن كيف لا أدري لأن وزرائه وأولاده ونوابه والقريبين منه هم من يتولون هذه المسؤوليات وهم أيضا لايستطيع أحدا من الجن الوصول إليهم ..وحتى الشياطين لايصلون إليهم أو إليه إلا بموافقتهم ... واستطرد ونحن أيضا نعلم أن له جنودا من الإنس يشتغلون معه عن طواعية أو كراهية ... وهنا تضايق كثيرا وسألني لماذا دعوته ... قلت له بقي لي سؤال أخير (بارك الله فيك وعليك) وهذه الكلمة أوصتني بها سمران فهو يحب من يقول له ذلك .... قلت كيف نستطيع نحن البشر أن نأمن من كيد الشياطين والجن ...(إن ما قاله لي يشبه كثيرا ماقالته لي سمران ولهذا لاداعي لذكره سوى مسألة واحدة قال لي أنه قبل أكثر من 300 سنة كان هنا في سلا رجل عالم جليل وكان هذا الجني يحضر دائما دروسه اسمه (الشيخ عمر) وكان هذا العالم يردد جملة يراها هذا العالم في الصميم وهي :أن أركان الإسلام تهدم أركان الشياطين والجان ... وقال لي حافظ على أركان الإسلام تفز في الدنيا والآخرة...ثم سألني لماذا طلبتني ... قلت له أريد أن أعيش حياة طبيعية مثل الناس وبدأت أبكي وتوسلت له بالرسول الكريم وبحياة جده وأبيه وأردد دائما (بارك الله فيك وعليك) فلما رأى بكائي وذلي أمامه غاب عني فجأة ولم يظهر ...فاسودت الدنيا في وجهي وظننت أن هؤلاء شياطين يتلاعبون بي ... وكما غاب ظهر فجأة ولكن هذه المرة معه سمران والعبد الأسود ... دار بيني وبينهم حديث طويل وبعد بكاء مرير توصلنا لما يلي : أن سمران ستتركني بعد شهرين وأقسمت لي أمام أبيها أنها ستتركني وذكرت لي أقساما مقدسة عند الجن وذكر لي أبوها كذلك وأقسم لي .. كان يريد منها تركي في تلك الليلة ولكن سمران أقسمت علي أن أتركها لمدة شهرين فوافقت ... منذ ذلك الوقت بدأت أقرأ القرآن وأطبق ماقاله لي أبوها فلم تعد سمران تستطيع الوصول إلي ... قابلتها مرتين في ذينك الشهرين وفي آخر لقاء ودعتها وداع الفراق ووفت بكلمتها وقسمها ...
و عدت لحياتي العادية و إن كنت تارة تارة أفتقد لسمرات و لتلك الأجواء...فرغم أنهم عالم موازي لعالمنا و لا يجب الاحتكاك بهم إلا أني لم أر منهم إلا الخير..و لولا خوفي من ما سيأتي به قادم الأيام لا بقيت معها و معهم...
هذه حياتي...أو جزء مضى من حياتي...أهم جزء.......أعرف أن ما ذكرته يفوق أعلى درجات الخيال....و ليس لكل شخص أن يصدق ما قلت....لكنها حياتي و يكفيني أني أعرف أني مررت من هذه المراحل....
و بهذا أنهي ذكرياتي مع هذا العالم العجيب الغريب المجهول للكثيرين المحرم من الكل...تحياتي


الكاتب : كمال عافية

الشيطانة

6 التعليقات

"الشيطانة".........كل أجزائها أسرعي سناء....فالكل ينتظر..... قالتها الأم لابنتها سناء....فالليلة عرسها...و الكل ينتظرها أن تأتي من عند "الكوافورة"... و ركبت سناء السيارة ...ليبدأ ضجيج السيارات الذي يعلن للجميع أن الليلة عرس...عرس سناء.......الإبنة الكبرى لأب اختار التقاعد عن عمله في مكتب السكك الحديدية ليسهر ما بقي من عمره في عبادة الرحمان و في تربية أبنائه..... كان زواج سناء...زواجا تقليديا.....حيث أن العريس رآها في أحد الأعراس حيث لمح فيها الأميرة و الجميلة و الملكة التي أرادها أن تشاركه عرش منزله....و بعد تدخل بعض قريبات سناء ...وافقت ...بعد جلسة معه بحضور أمهاتهما...فمن الصورة الأولية يظهر أنه شخص جيد..يكفي أنه يعرف دينه جيدا...و بعيد عن كل ما حرم الله من خمر و مخدرات و غيرها..... و اتفق الخطيبان على تاريخ ليلة العرس و على كل التجهيزات.....كان والدا سناء في قمة فرحهما...فسناء أول من سيتزوج في أسرتهم الصغيرة....و لم يبخلوا بأموال و جهد ليتم العرس في أحسن مستوى.... و دخلت العروس قاعة الحفلات..وسط تصفيق المدعووين و وسط زغاريت النساء....جو تملئه الفرحة.......و جلست العروس قرب عريسها..و كما التقاليد المغربية بدأت في تغيير ألبستها ..كل نصف ساعة لبسة جديدة....كانت سناء في قمة فرحها ..و كذلك في قمة خوفها...قلبها ينبض بقوة......و كأنها توقعت أمرا لن يكون بردا و سلاما عليها.... و بدأت احتفالات تلبيس الخواتيم و شرب الحليب و أكل التمر بين العريسين وسط زغاريت و تصفيقات و فلاشات تصوير المدعووين..... و صدحت الموسيقى الشعبية ...و الكل منغمس في الأجواء المفرحة...و العروسان يجلسان في "العمارية" و هم يتبادلان الكلمات و الضحكات.......و فجأة..... سكت كل الحضور ...و سكتت الموسيقى....الكل التفت لِ....لِ....للعروس سناء........و التي صرخت بكل قوتها.....قبض العريس على يد سناء ليعرف ما بها ...لتهجم عليه بأظافرها...في وجهه...و دفعته بقوة ليسقط أرضا و دمه يسيل من جروح وجهه..... كانت سناء كمن انقلبت وحشا كاسرا و هي تصرخ لا أريده....لا أريده...و بدأت في ضحك شيطاني...أرعب الحضور الذي ابتعد عنها و هم يهتفون إنها مسكونة....ليجيب البعض لا بل مسحورة.........مسحورة.... نعم كانت مسحورة........ولنعد إلى الوراء قليلا....... بعد انتهاء الزيارة لمنزل سناء.....و بوصولهما للمنزل...قالت الأم لإبنها.....فقط قل لي ما أعجبك فيها....حتى أنهت ليست جميلة...ليرد ابنها.....أحس بارتياح معها...و ما يهمني أخلاقها و أدبها...أما جمالها فهي فعلا جميلة...لتصرخ الأم ....ليست جميلة كابنة خالتك......ما الفرق بينهما......رد الإبن....الفرق بينهما...أني أحببت سناء..و غيرها لن أتزوج واحدة أخرى.... حتى لو كنت رافضة لهذا الزواج.......قالتها الأم ببرود.....ليجيب ابنها لا أعرف هل تهمك سعادتي أم سعادة ابنة أختك......لن أتزوجها أمي..لن أتزوجها حتى لو تطلب الأمر أن أعيش أعزب طول العمر.....قالها و غادر لغرفته......تاركا الأم تبحر في أفكارها الشيطانية.....نعم فهي زبون مخلص للسحرة و المشعوذين......مخلص لدرجة أن زوجها مات بسبب سم في بطنه...نعم سم....لم يكن هدفها قتله....فقط التحكم فيه....و لذلك كانت تضع تلك الوصفات التي كانت تأخذها من السحرة في طعام زوجه "التوكال"...زوجها المسكين الذي لم يكمل العام لتغادر روحه الجسد......و دُفن دون أن يعلم أحد سبب الوفاة.......فقط تلك الشيطانة تعرف الحقيقة...و خالق الخلق الذي سيجازيها بما فعلت يوم الحساب..... أمضت الأم كل ليلتها في التفكير في طريقة تتخلص من هذه الملعونة سناء...التي تحاول خطف إبنها منها..كما تعتقد... و في الصباح دخلت غرفة ابنها و هي تخبره أنها موافقة على زواجه...و أن سعادته هي المبتغى بالنسبة إليها........فرح ابنها بالخبر...و قبل يديها و عانقها...كانت تضحك و في داخلها نار مشتعلة ستمتد لتشتعل في سعادة سناء... و في العرس...و خفية من الأعين سكبت الأم قارورة صغيرة في الحليب الذي ستشربه سناء.....و لكي لا يقع الغلط و بدل سناء يشربه الإبن.....اشترت كأسين بثمن مرتفع..الأول مرسوم فيه عريس بلبسة سوداء و الثاني عروس بلبسة بيضاء و اشترطت على "النكافة" أن تستعملهما في شرب الحليب... تلك القارورة كانت تحتوي على قطرات من ماء غسل ميت و على قطرات بول كانت مباشرة بعد عملية زنى...نعم زنى الأم مع الساحر..فتلك القطرات كانت قطرات بول الساحر اللعين....و قطرات ماء غُسل بها جدول كتبه الساحر و كتب فيه أسماء لجن شياطين يعملون معه..... و شربت سناء من ذلك الكأس...لتصرخ بعدها و يقع ما يقع....... الوالد يمسك ابنته بقوة بعد أن حاولت الهرب ...و أحد المدعووين يقرأ القرآن على سناء...و المدعوون يتفرجون فيما يقع و كأنهم في فيلم رعب ثلاثي الأبعاد...أما ضعاف القلوب منهم فقد آثروا المغادرة و هم يستعيذون من الشيطان الرجيم... كان ذلك الرجل يقرأ....و جسد سناء يهتز في قوة...و حاولت الهرب دون جدوى..فأبوها و خالها و عميها يقبضون عليها ....و انقلبت ملامح وجهها و كأنها تختنق....و بدأت في السعال بقوة....سكت الرجل عن القراءة...و سناء لا زالت تسعل لتتقيء خصلات شعر...نعم خصلات شعر.....الجميع اندهش أكثر مما يرى....و لتستدير سناء لأبيها و لتقول بصوت خافت....أنقذني أبي.... انقلب الفرح ترحا....و سناء ممددة على الأرض...و العرق يتقاطر منها...و حولها التفت كل عائلتها التي لا تعرف ماذا تفعل..فالليلة كانوا يُمنون نفسهم بفرح و سعادة...و هاهو سحر الملعونة أم العريس قلب موازين الفرح......هذه الملعونة توجهت جهة إبنتها و جرته من يده و هي تصرخ ...هيا بنا نذهب....رد عليها ابنها....أين نذهب..و سناء ؟؟ ردت الأم...إحمد الله أن كل العيب ظهر في الليلة الأولى...إحساسي لم يخيبني.....هي مسكونة بالجن و كنت ستنخدع فيها ....قالتها الشيطانة بصوت مسموع.....سمعته الأسرة الصغيرة لسناء و التي لم تجب بشيء...فآخر همهم الآن هو هذا الزواج ......... لا أمي سناء أصبحت زوجتي و لن أتركها حتى لو كانت ممسوسة من إبليس اللعين نفسه......قالها زوج سناء وانضم للأسرة الصغيرة ليقرروا فيما يجب فعله...........كانت الأم الشيطانة ستنفجر بغيضها.......و خرجت مسرعة ...و قد نوت أن تفعل المزيد.... حمل والد سناء ابنته برفقة زوجها و عائلته و ذهبوا بها لمستشفى خاص......كانت سناء شبه مغمي عليها.....و سائل أصفر يخرج من فمها.........قام الأطباء في المصحة بالقيام بتحاليل لكل جسدها يبحثون عن سبب لحالتها...سبب علمي يظهر العضو المتضرر...و بلا نتيجة.......... طلب الطبيب المختص من زوج سناء و والدها مرافقته......و في مكتبه قال لهم....ابنتكم ليس فيها شيء عضوي......الليلة كان عرسها أليس كذلك....ليجيب الإثنان بصوت واحد...نعم..........ليكمل الطبيب....ارجو أن تعرضوا ابنتكم على راقي شرعي....أظن أن ابنتكم تعرضت لسحر.....فكل الاختبارات أظهرت أنها سليمة .... و ما يؤكد لي ذلك ما قلتم لي بأنها تقيئت شعرا......هربت الكلمات من والد سناء و زوجها و هما يخرجان من مكتب الطبيب...... و أمضوا الليلة في المصحة و هم ينتظرون شيئا جديدا..و سناء تغط في نوم اصطناعي بعد أن أعطتها الممرضة دواء مهدئا.... و في نفس الليلة....في الوقت الذي خرجت منه الشيطانة أم العريس من العرس....كانت وجهتها ......الساحر المشعوذ الذي تتعامل معه.......و كانت قد قررت من الأمور أشرَّها و أسوئها.......بوصولها...دخلت لمنزل الساحر و كأنها صاحبة البيت ....طبعا فهي الزبونة و الخليلة للساحر......و خاطبته بقوة....اللعينة ...أريدها أن تموت...أريد أن تسوء حالتها...أريدها أن تموت..قالتها و هي تضرب كأسا كان فوق الطاولة بيدها...تريد خطف إبني..و قد نجحت في أن تقلبه ضدي...رد عليها الساحر في برود....إهدإي فأمرها سهل جدا...استدارت نحوه ..أريد عمل شيء الليلة....الليلة........رد الساحر يلزمنا شيء من أثرها....لتخرج الشيطانة من حقيبتها لباسا داخليا....و تمده للساحر قائلة هو لها....فلن يفوتني شيء كهذا...فأنا تلميذتك.....تناوله الساحر و هو يضحك....يظهر أن التلميذة ستتفوق على أستاذها.....حسن الليلة يجب أن نذهب للجبل ... و ذلك ما كان ...توجهوا لأقرب جبل....هناك أعد الساحر خلطة سحرية بأعشاب و بقايا حيوانات كانت مدفونة.....و لباس سناء الداخلي....و خلط الكل و هو يتمتم بكلمات سحرية....يهتف بأسماء ملوك الجن الشياطين....بعدها قام بتمزيق اللباس لسبعة قطع....و طلب من الشيطانة بأن تتعرى كما ولدتها أمها...و تذهب حافية في الجبل...و هناك تختار سبع حجرات....و تكون "كركورا" بها...بحيث تضع قطعة من لباس سناء الداخلي و تضع عليه حجرا و تضع عليه قطعة من اللباس و فوقه حجر و هكذا....و تقوم بعمل هذا و هي تقول بصوت خفيف "مرطع..." ( لن أقول الإسم كاملا )... و قامت الشيطانة بالحرف بالقيام بكل ما طلبه منها الساحر.....و رجعت لمنزلها كما لم تفعل شيئا....... في الصباح أخذت الأسرة الصغيرة سناء و ذهبوا للمنزل حيث اتفقوا مع أحد الرقاة بأن يجتمعوا هناك.......الزوج استأذنهم في أنه سيذهب لمنزله ليبدل ملابسه و سيلتحق بهم للمنزل........و بوصوله لبيته وجد أمه غاضبة....و التي قالت له....فقط قل لي ما يعجبك فيها...فوق كل عيوبها ممسوسة...ليلتفت لها ابنها...يكفي أمي لقد تكلمنا سابقا في هذا و لن يثنيني شيء عن سناء....حتى أنتي مع احترامي لك أمي...لكن هي حياتي و أنا أقرر من يدخلها و من لا....و دخل لغرفته حيث بدل ملابسه بسرعة و خرج تاركا أمه تصرخ و تولول....أمه التي بعد خروجه هاتفت الساحر و قالت له...اسمع...أريد عملا لابني ليرجع كما في السابق يسمع كلامي أنا..أنا فقط....نعم......لا يهم المال.....اجلب ما تريد من مواد....لكن اسمع....لا أريده أن يموت مثل أبيه.....حسنا... بعد وصول الأسرة و سناء لمنزلهم بقليل ...سمعوا جرس الباب....كان الراقي....و الذي يظهر جيدا أنه متمكن مما يقوم به....بعد السلام و التحية ....وضع وسادة بينه و بين سناء و بدأ في القراءة....بدأ بسورة البقرة....تغيرت ملامح سناء.....و اسود وجهها.....و الراقي يقرأ بصوت مرتفع....و بدأت سناء في رفع يديها و رجليها.....و الراقي لا زال يقرأ دون اكثرات.....لتنطق سناء بصوت خشن ....يكفي أيها الحقير.... يكفي......لم يرفع الراقي حتى عينيه لرؤيتها و هو يكمل القراءة.....ذُهل الأب و الأسرة من سناء...بقع زرقاء كبيرة انتشرت في كل جسد سناء...و هي تصرخ بقوة ......و تسب و تلعن....و الراقي يقرأ و قد انتقل لسورة ياسين.......سناء تصرخ و تصرخ...و نهضت بسرعة و ارتمت من النافذة...وسط صرخات أسرتها...... و انطلقت سيارة الإسعاف بصفارات الإنذار...بسرعة ...تحمل سناء...و التي بعد سقوطها من النافذة ...من الطابق الأول تعرضت لكسور و جروح.......تبعها الزوج المسكين الذي يحمل لقب الزوج بالإسم فقط ..و والدها و والدتها بسيارته....... بعد تدخل الأطباء...نفس الطبيب الذي نصحهم بزيارة راقي شرعي....طلب من الزوج و الوالد أن يتبعوه لمكتبه...فالكلام الذي سيقول مخالف تماما للعلوم التي درسها....و غلق الباب و هو يقول.....الحمد لله...لقد تعرضت لكسرين في عظم الفخد....و ضلعين تكسرا لها و جروح في الوجه و اليدين......و أقول الحمد لله لأنه كان سيحصل الأسوء لولا عناية الله...........الحمد لله نطقها الوالد في استسلام.........و أكمل الطبيب ...هل زرتم أحد الرقاة أم ليس بعد........نعم و ذلك سبب ما وقع لسناء.....فبعد أن بدأ في قراءة القرآن ..ذلك الشيء فيها بدأ في الكلام و السب و الصراخ...و بعدها ارتمت من النافذة....قالها الوالد....ليقول الطبيب....حسنا اسمعوني...سأحاول أن أحقن سناء بمهدئات تجعلها تنام .....في انتظار أن تجدوا حلا... غادر الوالد المكتب هو و الزوج بعد أن شكروا الطبيب...و قد غلب عليهم الضياع...فأي وجهة سيأخذون فيما وقع لسناء...... وضعت والدة الزوج الشيطانة لفافة في حقيبتها اليدوية....كانت تلك اللفافة تحتوي على السحر الذي ستضعه لابنها أملا في أن يصبح ذلك الحمل الصغير الذي سيسمع كلامها...و كلامها فقط.........هل النتيجة مضمونة.....قالتها الوالدة...ليجاوب الساحر....بالطبع مجربة.....لتقاطعه الوالدة...هذا ما قلته لي بالضبط عندما أعطيتني السحر الذي وضعته لزوجي...و مات بتأثيرها......ليضحك المشعوذ في خبث و يمكل.....صراحة كنت أريده أن يموت....فهو لا يستحق زوجة منك.....حتى الشيطان يريدك زوجة له.....ليبدؤوا في الضحك......و ليكمل الساحر...اللفافة التي أعطيتها لك تحتوي بالإضافة لبعد المواد الغالية الثمن و التي لأجلك فقط طلبتها من السودان....و أضفت عليها مشيمة طفل سباعي الأشهر....و ذلك لتصبح علاقتك معه كعلاقة الطفل عندما يكون في بطن أمه....هي المتحكمة في كل أفعاله... دخل زوج سناء لمنزله...بدخوله اشتم روائح شهية لطعام يُطبخ .....طلت عليه الأم....الليلة تتعشى معي......ليرد ابنها...لا يجب أن أبدل ملابسي و أرجع للمشفى.......قالت الأم بنبرة حاولت أن تجعلها حزينة.....لقد مضى زمن لم تشاركني الطعام....لقد أعددت لك طاجين السمك الذي تريده...أعددته من أجلك...أنا أمك التي حملت بك و ولدتك لا تنسى ذلك...ليرضخ الابن لطلبها و يهز رأسه بالموافقة........ أعدت الأم المائدة بكل ما لذ و طاب....و وضعت طاجن السمك أمام إبنها...و بدأوا الأكل و الأم تحث على ابنها للأكل من الطاجن الذي طبخته بكل عناية من أجله...... نعم بكل عناية......فبعد أن أخذت السمك وضعت تلك اللفافة أدخلتها في بطن السمك..و وضعتها في ماء ساخن حتى انتشر ما كان في اللفافة في كل السمكة...و بعدها أعدت ذلك الطاجن الملعون....كان ابنها يعشق ذلك الطاجن بالسمك...... أكل الزوج و أكل ...و الأم تمني نفسها بنتيجة تكون لصالحها......ليأتيه اتصال هاتفي....نعم....ماذا......سناء....سآتي حالا......و نهض الزوج بسرعة حتى دون أن يبدل ملابسه و خرج ......لكن ما الذي وقع... سناء تنام بفعل المهدئات....و أمامها والدها و والدتها.......و فجأة فتحت سناء عينيها ...بشكل مخيف....أخاف حتى والدها.....و قالت بصوت رجالي خشن.......سناء لي..سناء لي .....و سآخذها معي....اقترب منها الوالد ليقرأ عليها آيات من الذكر الحكيم...لتقبض على عنقه بقوة و بدأت بخنقه....بدأت الوالدة بالصراخ....أغيثوني...أغيثوني.....ليسرع ممرضين للغرفة......و رغم خوفهما تقدما بحذر....سرعان ما تراجعوا للوراء...بعد أن ركزت سناء نظرها عليهما و كطفلة تحمل دمية...حملت سناء والدها و رمته بقوة على الحائط......وقفت على رجليها رغم الكسور في فخذها.....و صرخت بقوة....سناء لي...فتح الممرضان الباب و هربا....لتتبعهم سناء بسرعة ...و كأنه ليس بها كسور...لكن تسمع جيدا في جريها صوت عظامها المنكسرة.....ذلك الصرير الذي يحدث بالتقاء العظم المنكسر بالآخر.....الممرضان يجريان بسرعة و يحاولان نزول الدرج...لتدفع سناء أحدهما..و الذي سقط من فوق الدرج فاقدا للوعي و الدم يسيل من رأسه...في حين انقضت على الممرض الثاني ...و هي في أبشع صورة و كأنها وحش قادم من حكايا الجدات عن الغيلان....بشعرها المنفوش و عيناها الحمراوتان ...و ذلك الصوت المخيف...و صرخت...أو بالأحرى صرخ الشيء الذي فيها.....كل من يقترب من سناء سأقتله....أقفل الممرض عيناه...و انتظر الأسوء...... دلف رجال حراسة المشفى يسبقهم والد سناء و الذي ملئت الدماء وجهه....ليجدوا الممرضين مغشيا عليهما.....و سناء جالسة في الركن تبكي بحرقة.....أسرع نحوها الوالد لتعانقه و هي تقول....أرجوك أبي أنقذني....أنقذني أو ضع حدا لحياتي ....أرجوك.... عانقها الوالد و بدأ في البكاء ...فكل الطرق ولجها دون نتيجة.....أما الممرضان فاستفاقا ليهربا بسرعة من سناء.......كانوا متوازيين مع الموت مقدار شبر.... و حضر زوج سناء بدوره ليقترب من سناء و والدها الذي طلب منه أن يحملها معه بعد أن رفض كل الممرضين فعل ذلك..... نقلوها لغرفتها..حيث حقنوها بإبرة مهدئة و أعادوا جبيرة الكسر لمكانها ..... انفرد الوالد بزوج سناء....لقد حرت في ما يجري لسناء...أريد حلا حتى لو استعنت بالشيطان....قاطعه الزوج..استعد بالله يا عمي....هذا مقدر و مكتوب من عند الواحد الأحد......المؤمن مصاب ووجب علينا الحمد و البحث عن طريقة ترضي رب العباد ...بدأت الدموع تنزل من عينا الوالد الذي قال في حرقة ..هي أول فرحتي...و عجزي عن فعل شيء لها يقتلني....ربت الزوج على كتف أب سناء..و هو يقول لها مدبر حكيم..... قالها في ألم.....و هو يضع يده الثانية على بطنه......ما بك قالها الوالد.....ليرد زوج سناء...لا أدري...ألم في البطن يقطع أحشائي.......مسكه الأب من يده....هيا بنا نرى طبيبا......ليرد الزوج..لا داعي لذلك...يبدو أني أكثرت من الأكل لذلك معدتي تؤلمني.......سأعود للمنزل لأنام قليلا ...و بحول الله أصبح أحسن....و إن جدَّ جديد فهاتفني.... و غادر زوج سناء لمنزله...كانت أحشائه تتقطع...شرب كأس ماء وضع فيه ملعقتا كمون....و استلقى في غرفة الجلوس...و حاول النوم ....و ما إن بدأت عيناه في الاسترخاء..حتى أيقظه صوت فتح الباب....كانت أمه....و كانت تتكلم في الهاتف...أراد مناداتها..ليسكت بعد أن سمع أمه تقول الملعونة سناء......لا بد أنها تتكلم مع شخص عن زوجته...فاقترب من باب غرفة الجلوس ليسمع أكثر....نعم أريد سحرا آخر...سحرا أقوى.......أريدها أن تموت....حتى يتسنى لي أن أسترد إبني....لا ليس الآن.....إفعلها و بعدها أصبح حبيبتك و سأجازيك إن نجحت فيه..........الكلمات تدخل أذنا زوج سناء الذي أحس بالاشمئزاز و الخيانة و الخبث....و من ....والدته....راودته رغبة في مواجهتها و الصراخ بكل قوة عليها....لكنه آثر الصمت...و الإختباء.... انهت الزوجة المكالمة ....وضعت هاتفها و حقيبتها على الطاولة....و دخلت الحمام.... في خفة القطط ...اقترب زوج سناء من الطاولة...بحث عن آخر رقم في الهاتف...دونه في هاتفه....و خرج.....متغلبا على آلامه.. اجتمع بوالد سناء...و حكى له كل ما سمع...الوالد الذي ضرب كفا بكف.......و قال...ما العمل الآن.....رد الزوج....لقد بعثت الرقم لأحد أصدقائي في شركة اتصالات و أنتظر رده......و فعلا رن هاتفه ..أجاب ....و قطع الخط.....استدار للوالد....لقد كان صديقي....الرقم لساحر مشعوذ...و يبدو أن والدتي إحدى زبوناته المفضلات....قالها في يأس....و أكمل....عنوانه سيرسله لي في رسالة نصية.....ما العمل في نظرك...برقت عينا الوالد....سنزوره بالطبع....زيارة ودية... و رن الهاتف معلنا وصول الرسالة النصية.. قرأها زوج سناء...و توجها لبوابة المشفى دون كلمة.....فوجهتهما واحدة....منزل المشعوذ... اقترب والد سناء و زوجها ...من منزل المشعوذ...انتظرا حتى فرغ من الزبائن....و طرقا الباب....ليفتح لهم المشعوذ الباب و هو يظنهم زبناء جدد...ما إن فتح الباب...حتى عالجه والد سناء بلكمة في وجهه فجرت الدماء منه....تراجع للوراء...دخل الوالد بسرعة يتبعه..و أقفل زوج سناء الباب.... من أنتم....صرخ الساحر...ليكون الجواب ضربة من هراوة يحملها الوالد في رجل الساحر بقوة...انكسر لها العظم....و كأن الوالد ينتقم لصرخات إبنته.....و صرخ بقوة أنا هلاكك أيها الملعون.....أن الموت الذي سيخلص الناس من شرورك....قالها و أعقبها بركلة في بطن الساحر...الذي سقط أرضا و هو يتلوى من الألم .....أسرع زوج سناء نحو الوالد و أوقفه قبل أن يقتل الساحر....توقف عمي فلا زال لنا به حاجة..... ربطوه من يديه....كان يصرخ من ألم رجله المكسورة.......و قال بصعوبة..سأستدعي الشرطة........صفعة قوية كانت رد الوالد....بل استدع الجن الشياطين الذين يساعدونك...هيا ...قل طلاسيمك ليحضروا و يساعدوك و يخلصونك من يدي....الليلة أقتلك.....و أدفنك في هذا المنزل......و بدأ الوالد يصرخ في هستيرية....هيا يا خدام هذا الكلب...اظهروا ...أنا أواجهكم....اظهروا....أتحداكم..... و اقترب من الساحر.....هيا استدعيهم....و بدأ في ضربه لكمات متتالية....و هو يصرخ نادهم...هيا....أم تتجبر فقط على النساء و الفتيات....بدأ الساحر في الصراخ و البكاء و هو لم يفهم شيئا بعد مما يجري.... و أسرع زوج سناء ثانية ليقف أمام الوالد و الساحر.....و ليستدير للساحر...هيا أخبرنا كل شيء عن ما يجري لسناء...التي كنت سبب ما يجري لها الآن....اندهش الساحر...ليكمل زوج سناء.....نعم أنا زوجها و هذا والدها و ثق أنه يريد قتلك و فقط أنا أمنعه.....أنزل الساحر عينيه لأسفل....أنا فقط أبيع عملي لمن يدفع.......أمك السبب و ليس أنا........أمك التي أغوتني بالمال و بنفسها لأعمل لها كل هاته الأعمال السحرية ابتداء من والدك و انتهاء بك......تراجع زوج سناء للوراء و هو يقول ..أبي و أنا....كيف....قل كيف أيها الملعون....و ركله في وجهه مباشرة...ليغيب الساحر عن الوعي..... رش عليه الوالد الماء ليستفيق........صوت الباب يُفتح......ركن الزوج و الوالد لأقصى الغرفة في صمت....ليسمعوا صوتا أنثويا ينادي في دلال و غنج.....حبيبي...أين أنت ...جسدي اشتاق إليك...و دخلت نفس الغرفة لتتفاجأ بابنها و والد نجاة...و الساحر المربوط...........كان وقع المفاجأة عليها قويا لتجلس على أقرب كرسي....و ليصرخ زوج سناء.....لماذا.....لماذا يا أمي.......لماذا.....لا لست أمي....فليست هناك أم تفعل هكذا مع ابنها....و حتى مع زوجها......و كنت دائما أتسائل كيف يمكن لأبي أن يموت و قد كان بكل قوته....أنت السبب....سحرك هو السبب...قتلتيه......و لماذا ...لأجل هذا المسخ.....و بعدها تسحرين زوجتي التي أحب و تعدمين علي سعادتي....و بعدها تسحرينني...تسحرين إبنك.....أنت لست أما...أنت شيطانة........شيطانة... صرخت الأم و هي تبكي....كفى أرجوك....حاولت الاقتراب منه ليبتعد منها....من اليوم...أمي ماتت....لا أريد رأيتك بعد الآن.....فقط لأن ديننا يوصي أن أكون بارا بك ستتوصلين كل شهر بما يكفي حاجاتك من المال...و فقط....لتصرخ الأم...لا أرجوك ...أريدك أنت....أرجوك....ابتعد عنها ثانية و توجه للساحر...و هو يصرخ....أين السحر...تكلم ......ليشير الساحر لخزانة في الغرفة....توجه نحوها الوالد و فتحها...ليجد سطلا...ممتلئا بالتراب....استدار للساحر و قال ...ما هذا...ليرد الساحر....السحر مدفون في التراب في السطل..... خاطب الزوج والد سناء....هيا نذهب فهذا المكان يثير اشمئزازي بمن فيه.....و خطى نحو الباب...ليسقط أرضا ...و هو يتوجع من الألم....اسرع نحوه والد سناء و أمه....و الزوج يتوجع في قوة....و رغوة بيضاء تخرج من فمه......الأم تصرخ....قتلت إبني قتلتُ ابني....أنقذوه...أنقذوه........و استكان جسد زوج سناء بلا حراك.....و لتصرخ الأم....لاااااااا......إبنيييييييي....لاااااااااا و بدأت في تمزيق ملابسها و نتف شعرها و هي تصرخ إبني...ابني......... توقفت السيارة أمام المستشفى الخاص....و كأنه فندق......و خرج من السيارة....سناء الوردة التي رجعت لنضارتها و جمالها....و قبض على يدها زوجها ....و توجها لمدخل المستشفى.....مستشفى الأمراض العقلية و النفسية.........و انتظرا في القاعة الكبرى...حيث قدم ممرض رافقهما للغرفة ...حيث أمه....التي برأيته بدأت تضحك...و اقتربت منه...و هي تقول.....الليلة عرسي....فأحضر لي فستاني الأبيض....سأكون جميلة جميلات العرس....و سأنجب عدة أطفال......نعم أطفال....لا....أطفال لا.....سيأخذونهم ...سيخطفونهم.....لا......لا أطفال.... أسرع الممرض نحوها...حيث أعطاها حقنة مهدئة........و خرجت سناء و زوجها من المشفى بعين دامعة......لحال الأم ........الأم الشيطانة....... تمت بحول الله.......

الكاتب : كمال عافية

أنا منحوس

3 التعليقات

أنا منحوس..أنا منحوس.....هذا ما كان يدور في رأس ابراهيم..الذي طُرِد للتو من عمله...نعم كان النحس رفيق درب ابراهيم في كل شيء..نعم كل شيء..فقد طلَّق للتو ..و حُِرِم من رؤية إبنه ...حتى المحكمة حكمت عليه بنفقة مرتفعة....و ها هو يُطرَد من عمله..بعد أن اكتشفت كاميرات المراقبة في المصنع..أنه نام أثناء العمل...و كانت أول مرة ينام فيها لتصبح آخر مرة يتواجد فيها في الشركة....
منحوس....منحوس...منحوس..... يككرها و هو سائر في طريقه لا يعرف حتى أين يذهب..
ماذا سيقول لوالديه الذين يقطن معهم بعد أن طرده صاحب المنزل الذي يكتريه.....
سار في طريق لا يعرف أين نهايتها....طريق طويلة ....و هو يفكر في هذا النحس المبالغ فيه الذي أصابه..أ هي لعنة....أم سحر التابعة أم ماذا........
عندما أفاق من أفكاره وجد نفسه قرب مقابر الشهداء الموجودة في ضواحي المدينة..قطع المسافة دون أن يحس....و آن له الرجوع بعد أن أقنع نفسه أنه فعلا منحوس....في طريق عودته لاح له خاتم بفص أسود...حمله..و فحصه..كان خاتما من الفضة بفص أسود و كانت فيه زخارف عجيبة...يظهر أنه ثمين ..و يظهر أيضا أنه سقط لأحد الميسورين الذين يلجون المقبرة...فالمقبرة معروفة أنها فقط للميسورين من الناس...وضعه في أصبعه....يا سبحان الله نفس قياس أصبعه....فعلا خاتم جميل...أحس ابراهيم بالنخوة تجتاح كل جسمه...فأغلى ما ملك في حياته هذا الخاتم....
لم يكن يعلم أن الخاتم يحمل أكبر لعنة...و أن تلك الزخارف كانت في الأصل طلاسم سحرية..و أن مالك الخاتم الأصلي مات بسبب الخاتم و دُفِن في نفس المقبرة.....

فرح ابراهيم بالخاتم....رجع لبيته و أخبر والديه بما كان من طرده من المصنع...فطمئن الوالدان إبنهما أن هذا مكتوب من الله..و وجب عليه الصبر.......
في الليل ..كانت أحلام إبراهيم وردية...حلم بسيدة جميلة تزوره و تعاكسه و تراوده.....أحلام استيقظ ابراهيم صباحا بروح مرحة ..و مر زمن لم يعرف الفرح له طريقا.....أمضى يومه يفكر في تلك السيدة التي زارته في الحلم....جميلة كانت..بل أجمل حتى من اللبنانيات ..اللواتي كان ينتظر نوم والديه ليتفرج على كليباتهن.....
في الليل ..زارته نفس السيدة في الحلم...كانت تطلب منه أن يكون عشيقها...و ستحقق له كل أمانيه...وافق طبعا(في الحلم) اقتربت من وجهه و قالت له..الويل لك إن خنتني..تبدل وجهها لوجه مرعب ..وجه أسود مملوء بالشعر ..و عينين حمراواتين ....مرعب لدرجة أنه استيقظ مذعورا فزعا و هو يتعوذ من الشيطان الرجيم...أحس ببرودة في الغرفة...كان جسده يقشعر لا يعرف هل من الحلم أم من البرودة...و لما ألفتا عيناه الظلام لاح له شكل آدمي في السقف ..نعم في السقف ...و كأن الشكل الآدمي يراقبه.....
أضاء النور بسرعة..لا شيء ..ما هذا هل يتخيل أم ماذا...ليس غريبا أن يتهيء له هذا فهو منحوس...ما إن مد يده ليطفىء الضوء حتى جائه صوت نسائي حنون وراءه..ابراهيم اترك الغرفة مضائة..أريد الكلام معك....استدار بسرعة ليلمح تلك السيدة الجميلة التي كانت بطلة أحلامه..نعم هي..ماذا هناك من أنت..رددها ابراهيم مذعورا ....أجابته ببرودة..أنا جنية طلاسم الخاتم...و قد أصبحت عشيقتك... إسمي مطلاشة من الجن الطيار....صرخ ابراهيم و عقله لا يستوعب ما يقع له..ابعدي عني ابعدي عني...ما إن بدأ ابراهيم في الإستعاذة من الشيطان..حتى أحس بفمه يعوج.. و كلامه وصل لأذنه كهمهمات..لا تُفهم..ردت مطلاشة بنبرة قوية..إهدأ أو سأعاقبك بما هو أكثر..فلست الأول ممن ينال عقابي و لن تكون الأخير...سقط ابراهيم أرضا و أذناه تسمعان ما تقول هاته المخلوقة..و التي أكملت قائلة...لقد وافقت على عرضي في الحلم..و الآن أنت عشيقي ..سأغير حياتك إلى أحسن من الحياة المنحوسة التي تعيشها..و لكن ستكون لي..لي فقط...تغير شكلها إلى نفس الشكل المرعب في الحلم....فتحت فمها ليتدلى لسان مشقوق كلسان الأفعى...الويل لك إن خنتني ابراهيم..عقابي سيطال والديك و إبنك و سأدعك للنهاية...لتموت ألف مرة قبل أن تعرف الموت الحقيقي الذي ستتمناه إن خنتني....
عباراتها تدخل آذان ابراهيم كقطار وسط قطيع أغنام.....و ترددت لرأسه...أنت منحوس..منحوس........

بعد ما جرى لإبراهيم تلك الليلة...أمضى يومه كأبله معتوه..أفكاره مشتتة لا يستطيع تجميعها...أ معقول ما حصل له..كان حلما،و لكنه كان مستيقظا..و من حينها لم ينم...هي من الجن....نعم الجن ...ستبدل حياتي إلى أحسن..أم أنها فقط ضربة من ضربات نحسي المتكررة...قالت إنها سيدة الخاتم..نعم الخاتم.....حاول ابراهيم جاهدا نزع الخاتم بدون نتيجة..حاول بالصابون ...بالماء..و لم يتزعزع حتى...كأنه قطعة من جسده.......
في الليل و كان متحسبا لكل ما يجري في غرفته..حتى أنه ترك ضوء المصباح ليرى كل حركة تخرج عن المألوف....صمد ابراهيم لسلطان النوم...و تتثاقل جفناه..حتى سمع صوتا نسائيا ألفته أذناه.....حبيبي ابراهيم....التفت بسرعة ليرى مطلاشة جالسة بجانبه في السرير..بنفس شكل المرأة الجميلة...لماذا تخاف مني...و إن أكن جنية فإني أعشق الإنس،خصوصا الرجال...و بتلبيتك طلباتي سأجعلك في غنى و نعيم و ستودع حياتك السابقة لم هو أحسن..فقط كن طوعا لي ..ابراهيم يستمع لها دون أدنى حركة..يحاول التركيز..و خرجت كلماته متقطعة ....لماذا الخاتم لا يمكنني نزعه من أصبعي....ضحكت مطلاشة..لأنك أصبحت لي ..و لن يفارق جسدك حتى يأتيك هادم اللذات..اللذات..كررتها مطلاشة بشهوة...و هي ما أريده منك..و إلا..............
أحس ابراهيم بفمه يعوج ثم يعود ثانية كما كان....أجابها ابراهيم ..حسنا حسنا..لكن هذا النوع من العلاقات حرام و في حكم الزنى.......ضحكت الجنية و هي تقول ..حرام!!حتى أنك لم تضع جبهتك يوما في صلاة..و أطول ما تحفظ من السور الكوثر..فكيف تتكلم عن الحرام...ما قلته لك ليس اختيارا و لكن غصبا و قوة..فأنت لي...
صوت داخل رأس ابراهيم يقول له..أنت منحوس حتى مع الجن.....جرب فليس لك شيء تخسره إلا حياتك..و حياتك بيد هذه المطلاشة فجرب .....يا منحوس..
رد حسن على الجنية حسن سأذعن لكل طلباتك...و سأرى ماذا ستغيرين في حياتي التعيسة..ضمته مطلاشة لها في عناق حار و هي تقول هكذا أريدك حبيبي..و لينطفىء الضوء و يغوصا في عالم الشهوة....العالم الذي سيجر عليه كل لعنات الدنيا...الشهوة التي كانت الفتيل الذي سيفجر كل النحس الموجود في الدنيا في وجه ابراهيم.......الذي هو فعلا منحوس.......

و توالت ليالي ابراهيم على هذا الحال...ليال من السهر و هو في أحضان عشيقته الجنية مطلاشة..يشبع رغباتها الحيوانية .....في البداية أعجبه حاله..لكن بعدها و بعد أن هزل جسمه..و ظهرت عظام وجنتيه..و لم يعد يملك من الجهد شيئا....امتصته تلك المصيبة مطلاشة ...و أصبح لا جسد و لا روح...كان في لياليه معها عندما يمنعها من لمسه تغضب ..و تبدأ في ضربه ضربا مبرحا......أصبح كحيوان أليف وجب عليه هز ذيله عند رؤيته لعشيقته.......النحس رفيق دربه..فقد كل شيء و جاء الدور على صحته....وعود مطلاشة بتغيير واقعه كان مجرد كلام تبخر في تلك الليال التي أصبح فيها كعبد لرغبات الشيطانة الجنية..و لم تكن تشبع...الآن عرف لماذا مات صاحب الخاتم السابق....قرر في قرارة نفسه أنه وجب عليه فعل شيء..و إلا مقابر أولاد الشعب في انتظاره.......
تلك الليلة....توضأ و صلى...صلى لأول مرة في حياته...أحس بنوع من الراحة رغم حالة الإجهاد التي هو فيها....و شغل سورة البقرة في المسجل لتعم كل أرجاء المنزل بنوع من السكون....بقي الشريط يُعاد و لم تزره مطلاشة تلك الليلة...فرح ابراهيم..هل هذه نهاية مآسيه...قرر في نفسه أنه سيواظب على الصلاة و سيكون نعم العبد في علاقته مع ربه...نام بارتياح لأول مرة منذ زمن بعيد...ليستيقظ على صوت هاتفه ..جاوب..كان في الطرف الآخر والدة طليقته...ابراهيم ابنك في المشفى..لقد سقط من الشرفة..حمدا لله أنها في الطابق الأول و إلا كان سيموت...لقد تكسر من رجله و تعرض لبعض الرضوض......كان ابراهيم يسمع كلام أم طليقته...و يوازي معها كلام مطلاشة بأن عقابها سيكون عسيرا..و ها قد بدأ عقابها للتو...ترسخت عينا ابراهيم على الخاتم..و خطرت في باله فكرة رهيبة...سيقطع أصبعه لينزع خاتم الشؤم..............

قرر ابراهيم أن تكون فكرة قطع أصبعه هي آخر ما سيلجأ إليه...بعد أن زار ابنه في المشفى....ذهب ابراهيم عند إمام مسجد حيهم....سرد له كل ما تعرض له منذ أن وجد الخاتم....تأثر الإمام بما سمع...و قال له..يا أخي الكريم...إنما أخفى الله عنا عالم الجن لحكمة فقط سبحانه يعلمها...فلا خير في التعامل معهم..إلا إن كان تدخلا منهم في الخير دون مقابل و في الخفاء...أما أن تنتظر خيرا من الجن فكأنك تسكب مياها في الرمال....سآخذك عند صديق لي له علم أكثر بالغيبيات..جرجر ابراهيم رجليه وراء الإمام قاصدين بيت صديق الإمام الذي استقبلهم بحفاوة..بعد استماعه لابراهيم ..بدأ في رقيته ..بعدها أخبره أنه محظوظ...كلمة محظوظ دخلت رأس ابراهيم لتصطدم برسوبات نحس لها زمن...
كيف يا شيخ..أخبره الشيخ أنه ليس ممسوسا..و أن علاقته مع تلك الجنية علاقة خارجية...بدأ الشيخ في قراءة القرآن على الخاتم ..لا شيء...لاحت في رأس ابراهيم..قطع أصبعي هو الحل الوحيد.....
اتجه الشيخ ليبحث في كتب قديمة ...و جاء بعد مدة ليخبره أنه في قديم الزمن ..كان هناك سحر يسمى سحر الإنتقام ..حيث يعطي الشخص لمن يريد الإنتقام منه هذا الخاتم و الذي يحتوي على كتابات و طلاسم قديمة تتقيد بجني أو جنية ...على حسب نوع الإنتقام......و تعاسة حظك قادتك لهذا الخاتم الذي الله أعلم بمن كان يملكه و كيف...إن استطعت انتزاع الخاتم تنتزع اللعنة..واظب على صلاتك بني و تأكد أنها لن تلج منزلك إن شغلت سورة البقرة في البيت....و إن شاء الله سنرى ماذا سنفعل...
نحس ابراهيم أنساه أن يكلم الشيخ عن انتقام مطلاشة الموعود بأسرته.....
ذهب لبيته و نام ليله هانئا بعد أن ترك سورة البقرة توزع السكينة و الإرتياح في أرجاء المنزل ...استيقظ و هو يمني نفسه باقتراب الفرج.....استيقظ في العصر...بحث عن والديه فلم يجدهما..هاتف أباه ليخبره أنه سافر و أمه عند أخيه في البادية لمرض ألم بإبن أخيه...كان ابراهيم قد تناسى عقاب مطلاشة....
في الليل رن هاتفه يحمل الخبر المؤسف..لقد توفي والدك....سقط في البئر...سقط ابراهيم أرضا....ماذا ...أبي مات لا يمكن ..لا يمكن...إنها هاته الملعونة إنها هاته الملعونة...سأنتقم لك أبي ..أقسم أن أنتقم لك..و قبل أن تقتل كل أفراد أسرتي.....
كان ابراهيم و كأن صخرة نزلت عليه لتكسر كل مخاوفه...اكترى غرفة في فندق رخيص...انتظارا لعشيقته الجنية...و فعلا كان ما توقع..أحس ببرودة كما كان يحس كلما كانت تزوره...جائه صوت من خلفه..لم يا ابراهيم... لماذا...التفت ابراهيم في برود...لماذا أنت..لم تنفرين من عالمك بحثا عن الشهوة في عالمنا..لماذا أنا بالذات...لماذا تنتقمين من أسرتي...إن كان لكي شيء فهو معي....لماذا قتلتي أبي يا ملعونة...صرخها بقوة...أجابته..أنت من أراد هاته النتيجة..لقد حذرتك..تبدلت مطلاشة إلى نفس الشكل المرعب..لكنها لم تهز شعرة في رأس ابراهيم....لقد خسر كل شيء و لم تعد تهمه حياته..لأول مرة بدأ ابراهيم يستمد شجاعته من نحسه...................مفارقة غريبة......
اقتربت مطلاشة من ابراهيم..تعال حبيبي نرجع كما كنا....صرخ ابراهيم كيف نرجع و قد قتلتي أبي...ردت الجنية..و سيكون الدور على أمك و ابنك و أنت بعدهم....قال ابراهيم ببرود لم يعهده في نفسه....لن أدع لك الفرصة أيتها اللعينة و بما أن هذا الخاتم هو ما يجمعني بك..قالها و أخرج سكينا وضعه على أصبعه و هو يصرخ..هذه نهايتك..و ضغط بكل قوته على السكين...ليسقط أصبعه و يسقط الخاتم...و لتختفي الجنية و هي تصرخ ......هكذا كان...لم يعد يكترث حتى لنفسه.....حمل الخاتم و أصبعه...و غادر الغرفة ...صابرا على آلامه ....
انتهت مأساته مع الجنية و جاء وقت الإنتقام...بعد أيام ..ذهب ابراهيم إلى أحد الصاغة...عرض عليه تذويب الخاتم مقابل مبلغ من المال على أن يحضر عملية التذويب..و ذلك ما كان..أذابت النار الخاتم..و احتفظ ابراهيم بتلك الفضة التي غدت خاما.......
شرع ابراهيم في البحث عن عمل ..ليبدأ حياته من جديد ...و هو متيقن أنه منحوس..و إن كان منحوسا سيبدل حياته إلى أحسن...و سيحاول ..و يكفيه شرف المحاولة إن لم يصب...فلم يعد لديه شيء يخسره سوى النحس المرافق له....

تمت...........كمال

حفار القبور

7 التعليقات


كان يحفر..و يحفر...و هو يُمنِّي نفسه بالمال الذي بعد قليل سيقبضه....كان يحفر قبرا...نعم قبر....حيث دفنوا في ذلك اليوم إبن الحاج المكي تاجر الأقمشة.....
نحن في سنة 1945 حيث شهد المغرب مجاعة كبرى....ماتت فيها البهائم و جُفت الأرض..و نزح العديد من القرويين و أسرهم للمدن و خاصة لمدينة الدار البيضاء....و مِن مَن نزحوا للمدينة...الهاشمي ..الذي لا زال يحفر القبر في حذر.....فالزمن الذي يعيش فيه زمن السيبة ..فإذا وجده حارس المقبرة سيقتله لا محالة.......و كان يحفر...
الهاشمي من بادية أزيلال....لكن مع توالي سنوات الجفاف فقد كل شيء ...حتى حصانه الأسود الذي كان يتباهى به....نهض صباحا ليجده مذبوحا....و كمية كبيرة من لحمه منزوعة......المجاعة تُكسر كل القوانين......
فحمل زوجته و ابنيه....و انتقل للمدينة.....حيث كانوا يأكلون من المزابل...و التي أصبحت شحيحة في ما يُرمى و لا زال يصلح للأكل.........زوجته تشكي و ابنيه يطلبان الطعام و دموعهم تبلل خدودهم...لا عمل لا مال...حاول حتى احتراف السرقة...لكنهم قبضوا عليه في أول محاولة و أخذ من الضرب ألوانا و لولا رجلاه لكان من القتلى.....
ففكر في فكرة شيطانية...لا تخطر على بال بشر.....فكر في أكل لحم آدمي....أكل لحم الموتى الذين يدفنون للتو....على الأقل سيكون لحمه طازجا....و الجوع الذي يعاني منه ابناه و زوجته لن يحسوا أنه لحم آدمي....هكذا فكر و في الليل كان مستعدا للتنفيذ.....
قفز فوق سور المقبرة العتيقة.....و بينما هو في بحث عن قبر مات صاحبه للتو.....لمح تلك السيدة بملابس بيضاء.....فصرخ لتسكته السيدة....أسكت...أسكت يا أبله ستفضحنا...قال....أنت إنسية....أجابته نعم إنسية....الجن غادروا بلدنا منذ زمن لبلد فيها المأكل و المشرب......قالتها بطريقة استهزائية...و أكملت ماذا تفعل هنا و من أنت....فكر الهاشمي في الهرب....أنا...أنا...
قاطعته السيدة...أنت ماذا.....هل تعمل عند فقيه أو ساحر أم ماذا.....لا لا أجابها الهاشمي...إذن ماذا تفعل هنا......تبحث عن شيء...؟؟؟ عن ميت !!! قالتها و أحست أنها عزفت على الوتر المناسب.......ما اسمك...قل..
إسمي الهاشمي...... فردت عليه...تريد أن تربح بعض المال....أجب...فرد..نعم نعم فأطفالي يتذورون من الجوع.......قالت له ...هل قلبك ميت......فأجابها قتله الجوع منذ زمن........ردت عليه حسن ...سأدلك على قبر و عليك حفره و أن تجلب لي ذراع الميت كلها...هل تستطيع.......تجمد الهاشمي مكانه...لتصرخ فيه هل تستطيع......نعم نعم أستطيع...........حسنا إليك السكين....أما عدة الحفر فأرى أنك تخبئها في مكان ما....اجلب لي ما قلت لك و سأعطيك مبلغا مهما من المال....سأنتظرك في الخارج...فلتسرع......
و كان الهاشمي يحفر و يحفر...ليلوح له الكفن...مزقه بسرعة و أخرج الميت.....ليمرر سكينه على ذراعه في قوة.....و انتشرت دماء بنية اللون في المكان..و رائحة كريهة غزت أنف الهاشمي الذي كان يسرع فيما يقوم به...إلا أن قطع الذراع كاملة ..ليضعها جانبا...و يرجع الجثة للقبر و يردم عليها التراب....أسرع الهاشمي للسيدة و التي طلبت منه أن يتبعها.....إلى أن وصلوا لذلك البيت في آخر الشارع....دخلوا و الهاشمي يدير عينيه....كان فخما .....حسن قالت السيدة....أنا فطومة الشوافة.....و معروفة في المدينة...و إن أردت تعمل معي....فالذي كان معي قبلك كان ضعيف القلب...فهرب....سأهتم بك جيدا...فماذا تقول...نعم نعم...أريد العمل معك......أجابته و هي تمد له مبلغا من المال قبضه الهاشمي في فرح......عملك سيكون كعمل الليلة...كلما طلبت منك أحد أعضاء لميت تأتي لي بها....و أجرك سيكون على حسب عملك........موافق نطقها الهاشمي و خرج ليشتري لأبنائه ما يأكلون........
و أصبح هذا عمل الهاشمي....يحفر القبور ليلا...لينزع من كل ميت ما تريده فطومة الساحرة....تارة ذراعا و تارة أصبعا و تارة عينا و هكذا............و تحسنت أحوال الهاشمي...و مع الوقت امتلك كوخا في ضواحي المدينة.......
و ذات يوم طلبت منه الساحرة لسان ميت و أصبع السبابة اليسرى.....بشرط تكون لميت حديث الوفاة........انتظر الهاشمي أمام المقبرة......و لا جثة جديدة..........مر يومان و هو ينتظر.....إلى أن لمح بمجموعة صغيرة من الناس يُوارون جثة ميت في الورى......حسن ضمنت اللسان و الأصبع....قالها الهاشمي في نفسه.....و في الليل كان في الموعد....و حفر و حفر ...لاح له الكفن....مزقه ليصرخ .....كانت جثة .....فطومة...الساحرة.....و ليسقط فوقها بعد أن تلقى ضربة مميتة من هراوة حارس المقبرة......هذا الأخير خاف من أسئلة الشرطة......فردم التراب على الهاشمي و جثة فطومة.....الهاشمي لا زال يتنفس.....يحاول رفع يده دون فائدة....و كان التراب يسقط عليه ليغطيه كله.....دُفِن حيا.....

تمت........... أدمن  كمال عافية

قصة "الدمية الملعونة" كاملة

7 التعليقات



فتحت العلبة المغلفة لتصرخ......ياي يا ربي أحسن هدية....شكرا أبي و أمي.....
كانت في الثامنة ...إسمها هدى...الإبنة الكبرى لوالدين ميسوري الحال...و أخت لطفل في عامه الأول..........و قد كان عيد ميلادها....
أخرجت الدمية من العلبة...و لا زالت تصرخ فرحة...إنها شبهي أبي كأنها توأمي...و فعلا كانت الدمية شبه هدى ...في ملامح الوجه..لون الشعر...و حتى ا
لطول....
كلفت ثروة لوالد هدى و الذي استوردها من الخارج بعد أن أوصى أن تكون شبيهة لابنته ...فوالد هدى يعمل في منصب كبير في شركة للفوسفاط بخريبكة......
ستكون أختي...قالتها هدى ...و حملتها لغرفتها..لتلعب بها..بل لتلعب معها......
كانت جد فرحة...فهي هدية مميزة ستتباهى بها أمام صديقاتها..و ستشاركها ألعابها من طبخ و عروسة بلا عريس و شرب الشاي و النوم...
و فعلا حان وقت النوم..حضنت هدى دميتها و نامت.....غطت في نوم و حلم وردي...لتستيقظ..سمعت شخصا يتكلم..صوت أنثوي..يقول...أكرهك...سأقتلك..
فتحت هدى عينيها لتتفاجأ بالدمية و عينيها مفتوحتان عن آخرهما و كأنها تراقبها ..على الرغم من أن من خصائص هاته الدمية إقفال عينيها عندما تكون في وضع أفقي...أدارت هدى عينيها في الغرفة...على نور الأباجورة التي تتركها دائمة مضيئة...و رجعت لنومها..
استيقظت صباحا نشيطة فرحة..و ذهبت للمدرسة لتحكي لصديقاتها عن هديتها المتميزة........
في المساء..كانت في غرفتها تلعب مع الدمية...أزالت لها ملابسها...و كأنها تريد تبديل ملابسها...لتلمح تلك الكلمة منحوتة في أسفل ظهرها....Damn....(تعني اللعنة).....لم تأخذ بالا...و أكملت لعبها معها...و بعد وجبة العشاء خلدت للنوم ..و دائما بين أحضانها دميتها التوأم...
استيقظ الوالد و الوالدة فزعين بعد أن سمعوا صراخ ابنتهم..تصرخ في عنف...سارعوا لغرفتها....و كانت تبكي..و تشير للدمية......
لقد نتفت شعري...الدمية نتفتني...سارعت أمها لتهدئتها و هي تقول لها...لا يمكن لدمية أن تفعل شيئا فهي مجرد جماد...لا أمي لقد استيقظت ووجدتها واقفة على رجليها و هاجمتني و بدأت تنتف شعري....لا أريدها أمي ..أخافتني...لا تخافي قالت الأم....لا يمكن أن تؤذيكي فهي تحبك...أبعديها أمي أرجوكي...حسن حسن........و حملها الوالد من الغرفة ..و وضعها في غرفة الجلوس ..و ذهبوا للنوم.........
هدى كانت فعلا خائفة بعد أن هاجمتها الدمية..و فعلا هاجمتها....و استسلمت لنوم عميق.............................و فتحت عينيها بعد أن أحست شيئا فوقها....إنها الدمية...فوق هدى تماما...و كانت تحمل سكينا وضعته على عنق هدى و هي تقول...نعم الدمية من كانت تتكلم...إن صرخت أذبحك...و انصهرت الصرخة في حلق هدى...و نزلت دموع من عينيها اللتان تريان منظرا مرعبا ...و الدمية تضحك بطريقة شيطانية......

رمت هدى الدمية من فوقها و هرعت بكل سرعة لغرفة والديها....إلحقوني..بابا...ماما....تريد قتلي...الدمية تريد قتلي.....
استيقظ والداها فزعين...ما بك ماذا بك...أجابت المسكينة...الدمية..تحمل سكينا و تريد قتلي..تريد قتلي ...
حمل الوالد ابنته و اتجهوا لغرفة هدى...لا شيء..أين هي الدمية...قال الأب...و اتجه لغرفة الجلوس..ليجدها حيث وضعها سابقا....صرخت هدى لقد كانت هناك..لقد أرادت قتلي...جاوبت الأم ..يظهر أنه كابوس فقط....فلا يمكن للدمى أن تتحرك....صرخت هدى بل تحركت و كانت تريد قتلي....
ستنامين معنا الليلة...فقط لأنك خائفة...
أمي تخلصي من الدمية ..أرجوك....
لا هدى الدمية كلفتنا ثروة...فهل نتخلص منها فقط لحلم مزعج حلمتيه....
و ذهبوا للنوم...و أغمضت هدى عينيها و هي خائفة....
استيقظت صباحا لتذهب للمدرسة...مرت أمام الدمية..و التي غمزتها...فهربت هدى عند أمها......الدمية..الدمية...لقد غمزتني....
صرخت الأم...هدى...يكفي....لقد تجاوزت المعقول...أليست هي نفس الدمية التي كنت فرحة بها........لا أريدها أمي أرجوك تخلصي منها...........
و ذهبت هدى لمدرستها...و برجوعها كان البيت فارغا...إلا منها و من......الدمية......
أسرعت هدى لغرفتها حيث أقفلتها بالمفتاح ....كانت مرعوبة جدا...مجرد فكرة تواجدها مع الدمية الملعونة في مكان واحد...يثير أكبر مخاوفها.........و كانت تنتظر أحدا من أسرتها يدخل للمنزل.....
و فجأة سمعت دقات في باب غرفتها....و جائها ذلك الصوت ...نفس صوت الدمية....هدى إفتحي الباب...إفتحي الباب حبيبتي..أريد اللعب معك......سارعت هدى للإختباء تحت سريرها و هي تبكي......
هيا هدى إفتحي الباب...لا تخافي مني..أرجوك.................... و أصبح صوت الدمية يعلو و هي لا زالت تدق الباب بقوة....إفتحي يا ملعونة.....سأقتلك و سأقتل كل عائلتك.......و انطلقت الدمية في ضحك هستيري.......سمعت بعدها هدى صوت تكسير و خبط........و فُتِح باب المنزل....و سمعت هدى أمها تصرخ .....ما هذا.....
فتحت هدى الباب لتتفاجأ بكل الخزفيات و أواني الزينة مكسرة...و كان كل الأثاث ممزقا....صرخت الأم ...ماذا فعلت هدى....
لست أنا..الدمية...قاطعتها الأم...و مرة أخرى تقولين الدمية...لماذا تفعلين هذا ....لماذا....
و انهمرت الدموع من عيون هدى..و هي تقول لست أنا..لست أنا.........أدخلي غرفتك هيا...قالتها الأم...لتدخل هدى لغرفتها..و لتمر عيناها على عينا الدمية التي و كأنها تبتسم في استفزاز....ودخلت مسرعة..
و جاء الوالد الذي دخل في حوار مع الأم و انتهوا بأنهم سيعاقبون هدى بأن لا تخرج و لا تشاهد التلفاز لمدة أسبوع.....(عقاب الميسورين )........
أصبحت الأم تشك في أن ابنتها مريضة بمرض نفسي....فهي لا تنفك تصرخ الدمية تفعل...الدمية تتحرك......
أما هدى المسكينة فانطوت على نفسها أكثر و أكثر ....خائفة مرعوبة......و لا أحد يسمع لها..
خرجت هدى تقصد الحمام..لترى ما لم تتوقع رؤيته.....الدمية تحمل أخوها الرضيع و اقتربت من النافذة لترميه......صرخت هدى بقوة...........و رمت الدمية الرضيع من النافذة

و رمت الدمية الطفل الرضيع من النافذة..و هدى تصرخ....أسرع والداها...هدى تصرخ لقد رمته من النافذة...رمت أخي من النافذة...الدمية......
صرخت الأم و هي تطل من النافذة ليلوح لها ابنها أسفل....دون صوت....اتجهت صوب ابنتها هدى......و صفعتها بكل قوتها.....و هي تقول أنت مجنونة...تحاولين قتل أخوك الصغير و تقولين الدمية.....و انهالت عليها بسيل من الضربات....ليجرها زوجها و هو يقول ليس وقت هذا....و خرجوا صوب طفلهم بعد أن نادوا على الإسعاف.....تاركين هدى في البيت وحدها ..و مع الدمية......الملعونة...
كانت هدى منهارة...بين بكاء و غضب كبير تجاه الدمية.....اتجهت صوب الدمية و نزعت رأسها و رجليها و يديها......و هي تصرخ ستكون هاته نتيجتك....سوف أرميك في النفايات....قالتها ووضعت أجزاء الدمية في كيس بلاستيكي كبير و نزلت لترميه تحت ...
و رمته في صندوق النفايات....و طلعت لبيتها...و دخلت غرفتها و هي مرتاحة من ناحية الدمية ...و أقفلت عينيها في ارتياح..لقد تخلصت من الدمية....هاهاهاهاهاهاها لن تتخلصي مني بهذه السهولة...فتحت هدى عينيها...لتضربها الدمية بسكين في وجهها..ضربة على مستوى العين....صرخت هدى و حاولت الهرب ...لتغرس الدمية السكين في رجلها....تريدين التخلص مني...سأريك أحسن طريقة......و هي تضحك بهستيرية... كانت هدى تجر رجلها و هي تحاول الهرب....و الدماء ملئت وجهها...و منتشرة في كل مكان....أرجوك ابتعدي عني......
ستبتعدين أنتي عني...قالتها الدمية ....و تبتعدين عن العالم كله ...و بطريقتي....و أدخلت السكين في عنق هدى.....التي بدأت ترتعد بقوة...روحها تخرج...أخرجت الدمية السكين....و مررته على عنق هدى....التي ارتخت دون حركة...و دمائها تسيل مكونة بقعة كبيرة ..........

الحمد لله.....قالها الطبيب....تكسرت له أربعة أضلاع في صدره.....و تشقق في رجله اليمنى.....لكن حالته مستقرة الآن فلا تخافوا...سيكون أحسن ......لكن من الوحش الذي استطاع رميه ......إبنتي الصغيرة...قالتها الأم في استسلام....فتح الطبيب فمه.....يجب أن يتابع حالتها طبيب نفسي...فالعنف في الطفولة خطير جدا....
على العموم يمكنكم الإنصراف....فالحالة مستقرة........
أخبرت الأم زوجها أن يذهب للبيت ليبقى مع هدى و هي ستبات مع رضيعها في المشفى...
توجه الزوج لبيته....دخل البيت و هو ينادي هدى...لا مجيب....توجه للمطبخ ..فتح الثلاجة ليشرب....و صرخ لهول ما رأى....كان أول ما وقعت عليه عيناه....رأس ابنته....موضوعا و عينيها مفتوحتين.....و أسفل رجليها و يديها....و فوق باقي جسمها.....و صرخ هددددددددددى......................و انقطع النور من المنزل......أدار وجهه ليتلقى ضربة على رأسه.................
استيقظ الزوج ....ليجد نفسه مربوطا .....و كان هناك شيء يحوم حوله...إنها الدمية....ماذا...الدمية....كيف...كانت الدمية تتحرك و كأنها إنسية.....نعم أنا من رمى طفلكم ..و أنا من ذبحت ابنتك.....كان الزوج مصدوما جدا....حتى الكلمات فارقته....فقط دموع .....و صرخ أخيرا.....ملعونة.....يا ملعونة.....اقترب وجه الدمية من وجه الزوج....نعم ملعونة....أنا ملعونة....و لعنتي تقتضي علي أن أحصد الأرواح....أرواحكم...قالتها و هي ترش سائلا على الزوج...... و أشعلت عود ثقاب....لا تخف ستتبعك زوجتك و ابنك إلى العالم الآخر.....صرخ الزوج....و رمت الدمية عود الثقاب على الزوج ...الذي اشتعلت النار في كل جسده....كان يصرخ بألم.....شم رائحة لحمه يُحرَق...إحساس لا يمكن حتى توقعه...و بعد دقائق أصبح جثة مفحمة...امتدت النار لكل البيت...ليصبح نسخة مصغرة عن الجحيم

كانت الزوجة نائمة.....استفاقت على صوت الآلات الطبية التي تغير صوتها....صرخت...لكن الصرخة مكتومة...رأت الدمية ...هناك أمام رضيعها....و هي تخنقه بيديها الصغيرتين...حاولت الزوجة النهوض....كانت مربوطة للكرسي...و فمها مكمم........و أدارت الدمية رأسها للزوجة....كان عليك الإنصات لإبنتك هدى......هاهاهاهاهاهاهاها.....ذبحتها...و حرقت زوجك....و خنقت إبنك....و أنتي كيف تريدين أن يكون موتك........الزوجة مصدومة جدا... بما ترى.......و تسمع......أغمي عليها....
استفاقت الزوجة على إثر تلك الضربات الخفيفة......كانت الدمية.....فوقها تماما.....
و كانت الزوجة مربوطة للسرير......قالت الدمية..أنت اخترت لكي ميتة خاصة....كانت الدمية تحمل في يدها مشرطا طبيا.....قالتها و باشرت العمل.....جرحت الدمية يدي الزوجة....و جرحان في منطقة أسفل الأذنين....و جرحان في أسفل الرجلين....و بدأ الدم ينزل ...بغزارة....الأم تحاول الحركة ...تحاول الصراخ.........دون نتيجة
الميتة التي اختارتها الدمية....أن تستنزف كل دماء الزوجة و هي حية......ترى الزوجة دمها ينزل منها في غزارة..........أحست ببرودة تعتري أطرافها....و أقفلت عينيها في استسلام......
الشرطة و الصحافة يملئون المشفى.....فما جرى كان شاذا على المعقول.....الأم ميتة و دمها مستنزف.... الإبن الرضيع مخنوق.....
و كلمة "damn" مكتوبة بالدماء على طول الحائط.........

أما الدمية....فكانت بين يدي الممرضة التي عملت فترة الدوام الليلي...و التي اكتشفت الجريمة.....كانت تذهب بها لأولادها....فالدمية تساوي ثروة .....و أولادها سيفرحون بها....
الدمية كانت تبتسم.....فهي من ستفرح بأولاد الممرضة.....و ستفرح بأرواح جديدة تنتهي على يديها.....


كاتب أدمن كمال عافية

سحر و لعنة

6 التعليقات

"سحر و لعنة"..
كان شيطانا منذ صغره....ذلك الطفل "الزبير" إبن "فاطنة" الماشطة.....و ابن "حمادي" الجندي الذي استشهد في حرب فرنسا ضد الألمان...كان في الفيلق المغربي الذي التحق للدفاع عن فرنسا ضد النازية...و هناك تلقى رصاصة في عينه اليمنى....و تمشى أكثر من عشرون مترا و هو يقرأ القرآن قبل أن تغادره الروح تحت نظرات غرابة من الجنود الفرنسيين...رصاصة في الرأس و لا زال يتحرك...........
كان "الزبير" الطفل الوحيد في الأسرة....يحب تعذيب الحيوانات ...يقتل الكلاب و القطط و الطيور التي تقع بين يديه...كان يحس بلذة ما بعدها لذة عندما تغادر الروح جسد الحيوان...كان كل مرة يجرب ميتة جديدة للحيوان الذي بين يديه...و كلها تنتهي بموت الحيوان.....و سعادة "الزبير".....شيطان مصغر في صيغة إنسان.......الإنسان .....كيف يكون موت الإنسان......كان هذا السؤال يتحرك بضجة داخل رأس "الزوبير" ذو العشر سنوات....و أحس أن عليه التجربة.........
فاطمة ذات الثلاث سنوات ..أحسن فأر للتجربة...خصوصا أن أمها تعمل خادمة في البيوت بأجرة يومية ..و غالبا ما تتركها في الكوخ المجاور لكوخ "الزبير" و أمه لوحدها......و ذاك اليوم تسلل "الزبير" من نافذة الكوخ بعدما تيقن من غياب أم فاطمة...أخذ فاطمة من يدها و هو يعدها بأنه سيلعب معها....و ذهب بها إلى مغارة تقع في أقصى مكان لمزرعة مستعمر فرنسي....بمجرد أن وصلوا للمغارة....ضربها بحجر على رأسها.....و ربطها من يديها و رجليها.....و انتظر....انتظر أن تستفيق..............
استفاقت فاطمة و هي تصرخ و تبكي من ألم الضربة و من الخوف.....و كان هناك "الزبير" أمامها يضحك .....و صفعها بقوة .....و ركلها في بطنها....و مع كل صرخة ألم....إحساس بالنشوة يتولد داخل "الزبير".......
و أخرج سكينه.....و قطع أصبعا لفاطمة....التي تصرخ بألم......و قطع الأصبع الثاني.....و الدماء تتدفق بغزارة من الطفلة الصغيرة.....و الأصبع الثالث......و أُغمي على فاطمة .........و انتظر "الزبير" الوحش الطفل استيقاظها..........بعد مدة استيقظت....لتبدأ في الصراخ و البكاء.....و هي لا تفهم لما كل هذا العذاب....مد "الزبير" يده داخل فم فاطمة و أخرج لسانها ليقطعه بسكينه.......و ليغمى على فاطمة مرة أخرى.....لكن "الزبير" لم ينتظر......بدأ يشَرِّح في جسد فاطمة ....و هي حية....فتح بطنها...لتتدفق الدماء ...و أدخل "الزبير" يده في بطنها الصغيرة.....أحس بسخونة الدماء التي تخرج منها و سخونة أعضائها ....و بدأ يقطع بسكينه فيها.....و هو في قمة نشوته..
و لما انتهى من فعلته الشيطانية.....ذهب للجدول الصغير....غسل يديه و سكينه و رجع لكوخه و كأنه أزاح لباس الشيطان ليلبس لباس الملاك......كان يخاف جدا من أمه..التي غدت أقسى من الحجر بعد فقدانها لزوجها و احتكاكها بمشاكل تقصم ظهور الرجال....
مرت أيام على اختفاء فاطمة...و التي أمها كادت أن تُجن.....بحثوا عنها كثيرا...بحثوا عن فاطمة..........و فقط ذلك الطفل الشيطان يعرف مكانها.....بل مكان جثتها...و أي جثة..
كان "الزبير" بعد موت فاطمة..يأتي كل يوم للمغارة و يبدأ في تقطيع الجثة لأطراف صغيرة.........و هو جد مستمتع.....
و في أحد الأيام و "الزبير" راجع من ساحة المدينة استوقفه رجل ضخم برأس صغير و لحية مشوكة ....و كانت عيناه تلمعان ...بشكل غريب.....استوقفه و قال...أين تخبىء جثة فاطمة......فزع "الزبير" من السؤال و حاول الهرب.....لكن الرجل كان أسرع......قبض عليه و أكمل قائلا.....لا تخف.....أنا محتاج لبعض أعضائها......و سأكافئك.....و ستكون تلميذا لي.....إن أردت......و أعرف أنك ستريد........
و فعلا أحس "الزبير" براحة مع هذا الرجل...و هذا الرجل كان "شمعون" الساحر اليهودي.....بل أشهر ساحر و مشعوذ في المدينة....و يأتيه زوار من مختلف أنحاء البلد..
كان رمزا للشر.....الشر الذي سيورثه ل"الزبير" مع طقوس و علوم السحر و التحكم في الجن و العفاريت و الشياطين.....
نحن الآن في منزل الساحر "شمعون" و الذي كان يرافقه "الزبير" و هو جد فرحان ....تلك الرائحة النتنة و المنبعثة بقوة كرائحة الموت تفتح قلب "الزبير" لمعرفة ما يجهله من عالم الشر........
ضع الكيس هنا...قالها "شمعون" لتلميذه الجديد.....وضعه "الزبير" حيث أشار...كان ذلك الكيس الذي يحتوي على قطع لحم الطفلة فاطمة........أكمل "شمعون" عرفت منذ رأيتك أنك ستكون خير خليفة لي...يتوجب الآن فقط أن يقبل بك شركائي من الجن....هل تخاف الجن .....أجاب "الزبير" أخاف من شيء لا أراه..مستحيل.......انهمر الساحر اليهودي في الضحك ..و هو يقول...سوف تراهم و سنرى ردة فعلك.......إتبعني......قالها شمعون و هو يفتح ذلك الباب الصغير...المؤدي لدرج مظلم...ونزلوا في قبو....قبو تحت بيت الساحر.....نزل "الزبير" و حب استطلاعه غلب على خوفه.....كانت هناك أصوات....اختلطت على أذنا "الزبير" بين أصوات بشرية تتعذب و أصوات حيوانات و أصوات أخرى لم يعرفها...مروا على أقفاص فيها كلاب و قطط سوداء...و أقفاص فيها طيور الوطواط و البومة......و أمام البوابة المؤدية للقاعة الكبيرة توقفوا......كان هناك ضبع مربوط...لا يتحرك.....هل هو حي....قالها "الزبير" ....رد الساحر ههههه ليس حيا إنه محنط...الذي فيه هو الذي حي ...استغرب "الزبير" ليكمل الساحر...فيه جن مارد هو الحارس لهذه الغرفة.....الغرفة تحتوي على كل علومي و كتبي و تجاربي...و الكثير الكثير......و أنت الإنسي الوحيد الذي سيدخل لها و سيخرج حيا....هذا إن نجحت في الإختبار..........
لفت انتباه "الزبير" صرخات نسائية قادمة من تلك الغرفة......أخذ الساحر شمعون أحد قطع جسد فاطمة الطفلة التي قتلها الزبير......كتب فيها بقلم خاص بعض الكلمات....كانت أسماء لملوك و خدام من الجان...و طلب شمعون الساحر من الزبير أكلها.....ليُظهِر له أن قلبه ميت....ضحك الزبير و انقض على قطعة اللحم كذئب جائع.......و بدأ في المضغ...و بمجرد ابتلاعها ظهر له تيس.....تيس أسود كبير بعينين حمراوتين....تفاجأ الزبير من هذا التيس..و الذي قال...أنا الجني سحملال الوسيط بين معلمك شمعون و سيدي أظرقوع ملك قبيلتي من الجن و مبعوث كبيرنا إبليس.... أكمل الساحر...لقد نجحت في الإختبار...و قد نلت رضا خدامي من الجن المردة......فتعال بنا ندخل الغرفة.......
و أي غرفة....كانت غرفة الشر.....باقترابهم للباب وقف الضبع المحنط مكشرا عن أنيابه...قال الساحر شمعون كلمات بلغة غريبة..ليجلس الضبع و يطأطأ رأسه..و "الزبير" يتبع شمعون....و فُتِحت البوابة......ليرى "الزبير" ما لم يتخيله حتى في أحلامه الشريرة.....
كانت الغرفة مليئة بجثث إنسية ....جثت نساء و أطفال و رجال....بعضها محنط.....بعضها معلق في السقف و الدم لا زال يقطر منهم ...و كانت هناك كتب كثيرة و يظهر أنها قديمة...و لكن ما لفت انتباه "الزبير" أكثر هو في وسط القاعة.......كانت هناك مائدة كبيرة...مربوطة عليها بنت...نعم بنت.....و تصرخ.....و يحيط بها من الجهات الأربع ...أربع نساء عجائز يلبسون الأسود.....و كُنَّ بلا عيون.......نعم لا مكان للعيون في أوجههم...كانوا كمن يقمن بصلاة اليهود....يتحركن برؤوسهن إلى الأمام و الخلف...و هنَّ يتمتمن بكلمات غير مفهومة ...
هذه هي أعمالي السحرية...قالها الساحر و أكمل......أقوم بعمل السحر داخل الجثث و التي أغلبها أقتله بيدي.....أو يقتله شريكي الجني "أضرقوع" و نبيع الجثث لكبار الشخصيات و الأثرياء...و الذي يعشقون ما نقوم به.....فهناك من دفن جثة اشتراها منا في عتبة بيته....و هناك من يعاشر إحدى الجثث كل ليلة ...و هناك من يأكل من لحم الجثث.......كل حالة على حسب السحر المطلوب..........اخترتك لتكون تلميذي فلا تخيب أملي فيك و إلا ستكون فقط جثة تضاف لقائمة الجثث التي أبيعها......
نعم سأكون عند حسن ظنك سيدي...قالها "الزبير" هذا العالم الذي أحبه و كنت تائها عنه......اقترب التيس الأسود من "الزبير" ...
"الزبير" الذي تغير لونه تقريبا للأسود...و تحول لون عينيه للأحمر.....و نطق بصوت مرعب.......كان ملك الشياطين "أضرقوع" و قد تلبس بجسم "الزبير" و ......
تجسد ملك الجن "أضرقوع" في جسد "الزبير" و استدار مخاطبا الساحر "شمعون" ..أحسنت الإختيار شمعون....قالها ملك الجن و أكمل...هذا الطفل دموي جدا و سادي جدا و هو عز الطلب......أخفض الساحر اليهودي رأسه في خنوع و هو يبتسم ابتسامة شيطانية.....نعم سأجعله تلميذي و إبني و خليفتي في عالم الظلام.......و ضحك شمعون و ضحك "أضرقوع"........
الميثاق الذي بين ملك الجن و الساحر شمعون كان بعد أن يدنس كتاب الله....أن لا يتزوج و أن لا يكون له أبناء...و عندما وُلِد له إبن من مومس ....أحضره له الجن و اضطر شمعون الساحر لذبحه قربانا للشيطان.....و ذبحه شمعون دون أن يتحرك جفنه..رغم أنه ابنه....
غادر "أضرقوع" جسد الزبير بعد أن أوصى شمعون بالإمتحانات التي سيقوم بها الزبير....فتح الزبير عينيه و هو يسأل..ماذا وقع.....أجاب شمعون....الإمتحان الأول....انزع كل ملابسك.....تضايق الزبير من هذا الطلب....ماذا......رد شمعون...إن كنت تريد أن تكون تلميذي فاسمع الكلام دون مناقشة أو سؤال.....و بدأ الزبير في نزع ملابسه .....حتى أصبح كما خلقته أمه....اقترب منه الساحر و هو يحمل آنية نحاسية و قلما من القصب .....و بدأ في كتابة أسماء غريبة على جسد الزبير....على كل جسد الزبير.....يكتبها بدماء إنسية......و الزبير في قمة نشوته لمنظر الدماء.....انتهى شمعون من الكتابة ليمنحه الإناء النحاسي و يطلب منه أن يشرب الباقي....و شرب الزبير الباقي...دون تردد.....أخبره الساحر أن يتبعه....ذهبوا لأقصى الغرفة الكبيرة....حيث فتح الساحر بابا صغيرا لا تلمحه العين العادية ...ليفضي عن غرفة مظلمة.....هذه هي خلوتي...قالها الساحر.....ستدخل إليها و ستمضي ثلاثة أيام ....دون أكل أو شرب...و.....ستعرف الباقي...أدخل.......
و دخل الزبير ليقفل عليه شمعون الباب....ظلام في ظلام.......ظلام دامس......جلس أرضا....و انتظر....انتظر المجهول........و سمع صوتا ...كالمواء...و صوت آخر...و آخر ..و آخر......صرخ الزبير ...من أنتم...جائه صوت خلفه....نحن الجنيات خادمات الأسماء التي على جسدك..........و يجب أن ....تقتل أمك.....نعم أمك.....لتثبت لنا حسن نيتك اتجاهنا.....إن فعلتها سنكون خادمات لك...الأسماء التي على جسدك.....يجب أن تحفظها...فكل إسم له قوة شيطانية في عالمنا السفلي......و يجب عليك أن تكتب هذه الأسماء على جسد أمك...بعد أن تقتلها...بيديك....فكر الزبير في أمه التي يرتعد فقط عند وقوفها أمامه.....لم تكن يوما رحيمة به....تضربه كل وقت لسبب و لغير سبب........و قال....حسنا سأقتلها......و ضحكت الجنيات ...و ضحك هو........و بدأ في حفظ الأسماء التي ترددها الجنيات....
"صماقيل....مبراع....هبدور....مهطايل......."
حفظها في سهولة...و رددها .....و فُتح الباب....ليظهر الساحر شمعون.....اخرج فقد مرت الأيام الثلاثة.........فتح الزبير فمه...ماذا....لكن لم يمر علي إلى ساعة....ضحك الساحر.....بل ثلاثة أيام....و هنا تتجلى قوة السحر....قوتي التي سأهابك إياها.....و خرج الزبير....و شمعون يقول....تعرف ما عليك فعله......أجاب الزبير....نعم..و الليلة........
الليلة......نحن في كوخ الزبير...و على ذلك الشبيه بسرير ....ترقد أم الزبير بجسدها السمين.....و...الزبير واقف عند رأسها....يحمل سكينا......و غرزها في عنقها..لتنبعث الدماء بقوة...و لتستفيق الأم و ترى ابنها يحمل السكين....قبضت على عنقه بيدها السمينة..و هي تحدث صوتا أشبه بالشخير.....و بدأت في خنقه......أحس الزبير بالخوف.....الخوف الذي لم يحسه من الجن و غيره......و بدأ في إرسال ضربات متتالية لعنق و رأس أمه......و هي لا زالت تضغط بيدها على عنقه.....إلا أن ارتخت....و ليغرس الزبير السكين في عينها اليمنى....و لتفارق روحها جسدها الضخم......العين اليمنى تماما مثل ميتة زوجها...رصاصة في العين اليمنى....
و قام الزبير بتعرية جسد أمه.....و كتابة تلك الكلمات الشيطانية على جسدها ....و بدمها....و انفتح باب الكوخ...ليدخل منه تيس أسود بعينين حمراوتين.....و قال أحسنت يا خليفة الشيطان بين بني الإنسان...أبعث لك تحيات سيدي "أضرقوع".....و الآن....كان الزبير منتشيا بما فعل ...و كأنه انتقم لأيام و شهور أمضاها في ضرب و مهانة من أمه..و أكمل التيس الأسود...و الآن.......وجب عليك أخذ الخاتم الذي بيد "شمعون".......و قتله...فتح الزبير فمه مستغربا......ردد التيس الأسود....نعم قتله لتأخذ مكانه.....فقد انتهى زمانه....و بدأ زمانك.......
رجع "الزبير" لمنزل الساحر شمعون ..و هو متقلب الأفكار.....أقتل شمعون...و..أي خاتم...لم يكلمني شمعون عنه.......
استقبله شمعون بضحكة شيطانية....يا مرحبا بتلميذي العزيز....نجحت في الإختبار..و من الليلة سأبدأ في تعليمك ....لفت انتباه "الزبير" ذلك الخاتم الأسود في أصبع شمعون.....لم يعرف اسم المعدن لكنه أسود...
في القاعة الرئيسية في قبو الساحر كان هناك شمعون يتمتم بعزائم ...و يرمي بخورا ذات رائحة كريهة في النار المشتعلة في جسد أحد الموتى.....و "الزبير" فقط يلاحظ...و قلبه و عقله متعلقين بالخاتم الأسود....ظهرت النساء العجائز الأربع و بدؤوا يقومون بالدوران حولهم و هن يرددن بلغة عبرية (גלורי גלורי לשטן השטן ) معناها (المجد للشيطان) ....و شمعون يصرخ بتلك العزائم و يصرخ و هو كأنه يقفز مكانه....و.....استيقظ الجسد الميت المحترق.......و تكلم........من يطلب "البَجَّاس" ...من يطلب ملك جن النار...
أجاب شمعون ...آمرك بقوة أسماء خدام خاتمي أن تطيعني الطاعة العمياء....
السمع و الطاعة سيدي.....قالها "البجاس"...
و أكمل شمعون....هذا سحر انتقام...و آمرك أن تحرق منزل صاحب هذا الأثر ...و أي مكان يسكنه تحرقه...بقوة أسماء خدام الخاتم آمرك........السمع و الطاعة ..أجاب "البجاس".........
هذا أول درس يا "الزبير" ....هذا ملك جن النار تحت خدمتي ...و هو خاص باشتعال النيران في أي مكان آمره به...لكن الخاتم ما قصته...سأل "الزبير".....أجاب شمعون...كل قوتي بهذا الخاتم.....هو قديم جدا...جدا...من عهد الحاخامات الذين تعلموا السحر الأسود بعد موت النبي "سليمان" .....و قد عانيت الكثير لامتلاكه......انحنى الزبير على شمعون..أريد أن أقول لك شيئا...و لكن لا أريد أن يسمعني أحد..قالها الزبير....قل ماذا تنتظر.....أجاب شمعون.....لا لا يجب أن يسمعنا أحد.....فطلب شمعون من الزبير أن يتبعه....و فتح شمعون بابا ليطلب من الزبير الدخول....و دخلوا.....لقاعة ...كل حيطانها من النحاس.....النحاس الخالص....و على الحيطان منقوشة أشكال و رموز غريبة....فتح الزبير فمه....ما هاذا.......أجاب شمعون في زهو.....هذه غرفة الخلاص....هذه الغرفة لا يكمن لأي جني و لو كان ملكا في قومه الدخول.....حتى قرينك و قريني لا يمكنهم الدخول.......يوجد فقط أربعة غرف هكذا في العالم أجمع...واحدة في مصر..واحدة في الهند...و اثنتين في المغرب....الثانية في مدينة الصويرة عند ساحر يهودي آخر......
تكلم الآن و قل ما تريد........رد الزبير....لقد..لقد..لقد طلبوا مني قتلك لأستحوذ على الخاتم.....تجهم وجه شمعون في غضب....اللعين أضرقوع...أهذا ما يريد.... قاطعه الزبير و أكمل.....أنت أصبحت كأب لي و لن أخونك أبدا.......انحنى شمعون على الزبير و قبله في جبينه و قال...و أنت إبني و تلميذي و خليفتي.....سأنتقم من ذلك الجني الملعون........سأله الزبير..لكن كيف...أجاب شمعون......عندما طلب مني أن أذبح إبني قربانا له.....بحثت كثيرا..كيف أتغلب عليه.....ووجدت......سوف ترى بعينيك........و خرج شمعون من القاعة..تبعه الزبير........توجهوا للقاعة الكبرى..حمل شمعون سلسلة حديدية ...و بدأ يردد كلمات بلغة آرامية قديمة....انطفئت كل الأضواء...و شمعون يكمل ما يقول من عزائم......ظهر جسم ناري بلون أحمر......ماذا تفعل يا شمعون......صرخها الجسم الناري...و كان "أضرقوع" ملك الجن....و كان يتعذب و كأنه يحرق......ماذا تفعل يا شمعون......سكت شمعون ...و نطق....تريد قتلي يا ملعون....سأريك.....و رجع لتعاويذه ..يرددها...و "أضرقوع" يرتجف....و رمى شمعون السلسلة الحديدية على ملك الجن لتحيط به من كل جانب....و لتبدأ في عصره...و أضرقوع يصرخ.......ستقتلني...إني أحترق..أحت....
و اختفى الجسد الناري........و ضحك شمعون ......و الزبير فقط يلاحظ....فهذه العوالم لا زالت غريبة عنه....فقد بدأ للتو في التعلم........
صرخ شمعون..من الأقوى الآن ..من الأقوى.....
و أسدل الليل ستاره....ليأوي كل لغرفته....لكن الزبير لم يأوي لمكان....بل تسحب لغرفة شمعون........و مرر سكينه الصغيرة على رقبة شمعون.......ذبحه من الوريد للوريد......و انفجرت الدماء من شمعون...الذي استيقظ و فتح عيناه على ذلك الصغير الذي تبناه لدخول عالم السحر....و كان السبب في نهايته...و يا لها من نهاية...شمعون الساحر العظيم الذي يتحكم في ملوك الجن..و الذي قضى على أضرقوع أكبر ملك للجن و خليفة إبليس...تكون نهايته على يد طفل صغير.......و فارقت روحه الجسد لتلتحق بالبرزخ...منتظرة يوم الحساب ..و أي حساب لساحر مثل شمعون....نيران جهنم تنتظره....
وجد الزبير صعوبة في إخراج الخاتم من أصبع شمعون...فقطعه بسكينه....و تناول الخاتم....كانت فيه نقوش جد صغيرة...ووضعه في أصبعه...مقاسه......و كأن الخاتم الشيطاني يتشكل على حسب أصبع مالكه.......و نادى الزبير ..."سمحلال" إظهر......و ظهر التيس الأسود.....أكمل الزبير.....أصبحت مالك الخاتم....و أصبحت سيدك.....و أنت بدورك ستأخذ مكان "أضرقوع" و تصبح سلطان الجن ....فقد انتهى زمنه.....و بدأ زمنك......
ستعلمني كل ما يخص السحر من قواعد...قالها الزبير ل "سمحلال" و الذي أجاب ...السمع و الطاعة سيدي....
و مر أسبوع و الزبير يتعلم من الجني "سمحلال" اللغات القديمة كالعبرية و الكنعانية و الآرامية...و هي اللغات التي كتبت بها كتب السحر الأولى.....كان ذكيا....و مجدا... و بسرعة تعلم اللغات القديمة و بدأ في مراجعة كتب السحر و تطبيق وصفاتها على الجثث الآدمية و بيعها لزبناءه من علية القوم...بين تجار و أثرياء و إقطاعيين و سياسيين و غيرهم.....كان يكذب على زبناء شمعون بأن يقول لهم أنه تلميذه و أنه في خلوة و لا يمكنه لقاء أحد.....كان يكذب كما يتنفس...بل يتقن كل ما للشيطان حلال في ما حرم الله.....و رغم صغر سنه إلا أنه أظهر نباهة كبيرة ........
و تمر الأيام و الشهور.....و شرب الزبير جيدا أصول السحر الأسود....بل أصبح يبدع في هذا العالم السفلي.....و أصبح له خدام جدد من الجن الشياطين....بعد أن أصبح متخصصا في السحر عن طريق جثث الأطفال...يخطفهم بالقوة...أو يستدرجهم حيث مقر سحره.....يقيدهم و يبدأ و هم أحياء في بقر بطونهم و كتابة الطلاسم على أعضائهم..إلا أن يموت الطفل أو الطفلة...و كان كل جسد طفل لسحر معين......و كثر زبائن الزبير...و كثرت أمواله........و كثرت كذلك الإختطافات للأطفال.....و أصبح الكل خائفا على أبناءه من المجهول.... و بحثت الشرطة دون الحصول على نتيجة...كانت الإختطافات منظمة و بدون أثر....و كلها من تفكير شيطان إنسي صغير......حتى الملك الجديد الجن "سمحلال" أحس بضعفه أمام هذا الولد....و قرر أن يفعل ما يغير به مسار الأمور............
كان الزبير ..في القاعة الرئيسية ..حيث كتب و أدوات السحر....و العجائز الأربع ملتفون على جثة طفلة لم تتجاوز الأربع سنوات....يقولون كلمات عبرية ....و كأنها صلاة للشيطان....و الزبير منشغل في قراءة أحد كتب السحر...فالجثة لأمير عربي...دفع الثمن بعملات ذهبية ووجب إتقان السحر ليصبح زبونا دائما....و إذا بالبوابة تنفتح....ليستدير الزبير بسرعة....من يمكنه تخطي الضبع الحارس للبوابة دون قول كلمات سحرية خاصة..........و سقط الكتاب من بين يدي الزبير....و فتح فمه في استغراب و ذهول و خوف شديد..........فمن فتح الباب.......كان...كان......كان شمعون......
هو نفسه بلحمه و شحمه.....تلخبط الزبير...و حاول استدعاء خدام الخاتم....لكن ذلك الشمعون...قال كلمات ليحس الزبير بصوته يغادره....حاول مجددا النطق بأسماء الخدام دون جدوى....لقد أصبح أخرسا......تراجع للوراء في خوف ....و قبض عليه "سمحلال" استدار نحوه الزبير في ذهول أكبر و كأنه يقول..حتى أنت........ و تكلم شمعون.....أنت أيها الولد الملعون تفعل كل هاته الأهوال التي يعجز عنها من أمضى عمره في علوم الظلام..أنت..............الزبير اكتفى فقط بالمشاهدة انتظارا لأمر سيء سيقع له.....
سأقتلك شر قتلة.......لكن قبل ذلك سأخبرك بما يجري.....شمعون الذي ذبحت من الوريد للوريد كشاة عجوز و ورثت علومه و ما يملك هو...أخي التوأم......عينا الزبير كانتا تدلان على قمة إيفرست في عالم الذهول....و هو يتتبع فقط بعينيه..... نعم هو توأمي....و كلانا تعلم السحر....لكني فقته في هذا العالم و إن اكتفيت بالعمل مختبأ عن النور......نعم فأهدافي أسمى و أسمى....أهدافي هي الرقي ببني ديني اليهود....و جعلهم أسياد العالم......أنا من أولئك الذين يخططون كيف سيسير العالم مستقبلا.......الزبير لا زال فاتحا فمه في استغراب...و توأم شمعون يكمل........لن تفهم كلامي لأنه أكبر من يستوعبه عقل واحد مثلك....حتى أنا لا أدري لما أقول لك هذا..........و أخرج توأم شمعون...سكينا مصنوعا من عظم بشرية....و أردف قائلا.....ستحصل على شرف الموت بهذه السكين.....إنها سكين الشيطان....و بها ذُبح عدد كبير من كبار علماء المسلمين..بهذه السكين ..فافرح فستُقارن بهم......
حاول الزبير الإفلات....لا فائدة....حاول الكلام.....لا فائدة...............توقف توأم شمعون و قال...كأنك تريد أن تقول شيئا...قالها و قبض على الخاتم الأسود محاولا نزعه...لم ينزع...فقطع الأصبع الحاملة للخاتم....صرخ الزبير صرخة مكتومة.....نطق توأم شمعون بضع كلمات....ليرجع النطق للزبير.....كان يتأوه ألما.......قل ما تريد قبل موتك..... أجاب الزبير....أ أ أ ...رأس أخوك شمعون لا زلت أحتفظ به إن كنت تريده....رد توأم شمعون غاضبا...يا ملعون ...شوهت جثة أخي.....أين هي قل...أين هي......
رد الزبير....قل لهذا الجني الملعون أن يطلقني لأدلك......أشار اليهودي للجني "سمحلال" بإطلاقه......و طلب الزبير منهم أن يتبعوه.....و تبعوه.........و فتح بابا صغيرا....و دخل....ليتبعه توأم شمعون..و الجني سمحلال.......و ليغلق الزبير الباب....و ينقض على السكين العظمية و يأخذها من يد توأم شمعون......و الذي بدأ يردد كلمات بلغة آرامية........و لا شيء....فقط الزبير يضحك......و الجني يصرخ بأن قواه غادرته.....و استغرب اليهودي ما يجري....ليصرخ الزبير.....هههههههههههههه هذه الغرفة النحاسية....غرفة الخلاص.......حيث كل قوى السحر و كل قوة الجن تتلاشى بين رموز و طلاسم الغرفة......ههههههه ها أنت أصبحت إنسيا عاديا....و انقض عليه الزبير ليغرس السكين في عينه اليمنى......و يسقط اليهودي ميتا......واتجه الزبير صوب الجني "سمحلال" و هو يضحك....و الجني يطلب الرحمة و السماح.......لا مكان للرحمة في قلب الزبير......و انقض كوحش كاسر على الجني.........و...
أخرج الزبير جثة توأم شمعون و سمحلال الذي تشكل في شكل تيس أسود من الغرفة النحاسية......و استحضر خدامه من الجن و طلب منهم التخلص منهم....و طلب منهم أن يدلوه على مكان إقامة توأم شمعون....و ذلك للاستحواذ على كتبه و علومه........أجابه الجن أنهم لم يجدوا قرين توأم شمعون لسؤاله...لأنه ليس له قرين.........ماذا...صرخ الزبير....لا يمكن.....من خلال العلوم التي تعلمتها...لكل إنسي قرين......حسنا ابحثوا و اسألوا عن مكانه و إلا ستكون نهايتكم على يدي.............و انصرف الجن الشياطين خائفين مرعوبين و منزعجين من هذا المالك الصغير للخاتم.............
انغمس الزبير في كتب السحر يبحث فيها ....كان يريد أن يتعلم كل علوم الدنيا في السحر و الشعوذة.....
كان يلزمه شيطان مارد قوي جدا ليتحكم في الجن الشياطين اللازمين للقيام بسحره و لتقويته أكثر و أكثر........
و قرأ في كتاب قديم أن أقوى الجن الشياطين على الإطلاق هم الجن الذين كانوا في عهد سيدنا سليمان...و الذين حكم عليهم بأن يُضعوا في قماقم نحاسية (نوع من الأواني) و يسبك عليهم الرصاص و يُختم عليهم بخاتمه رضي الله عنه....و قرأ أيضا أن أغلبية هاته القماقم كانت تُرمى في بحار المغرب.........و أن هناك بعض السحرة الكبار لا زالوا يحتفظون ببعض القماقم....
استحضر الزبير أحد خدامه و أمره بالبحث عن ساحر لا زال يحتفظ بقمقم يعود لزمن سيدنا سليمان............
كان عند الزبير رغبة كبيرة في السيطرة على كل السحرة برغم صغر سنه......عالم السحر حيث وجد ضالته............
جاءه خادمه الجني بعد مدة و أخبره أن هناك ساحر فقيه....مقيم ب "تزنيت" مختص في استخراج الكنوز........و له خدام و أعوان من الجن............
سال لعاب الزبير.....و هو يفكر بالقمقم...و ما فيه............و عزم السفر لمدينة "تزنيت" و السفر للساحر.........
كانت عدة الزبير في سفره فقط خاتمه الأسود و السكين العظمي.....و وصل للمدينة و توجه للقرية حيث ذلك الفقيه......وصل للمكان.....لكن ليست هناك قرية....نعم هذا هو المكان...لكن هناك فراغ فقط.......
استدعى الزبير خدامه.....صرخ فيهم ألم تخبروني أن هذا هو المكان......نعم سيدي هذا هو المكان..........ذلك الساحر الفقيه لديه خدام أقوياء من الجن.....و هم يقومون بعملية اللعب بطبقات الهواء..و التي تخفي كل ما يريدون إخفائه عن أعين الجن و أعين الإنس الذين يضمرون الشر للفقيه........
اللعنة.....صرخ الزبير.......و كيف الحل للدخول........أجابه أحد خدامه.....هناك فقط الجن الناري من يستطيع تعطيل هذا العمل...استدعي "البجاس" و اطلب منه حرق أحد منازل القرية........
لمعت الفكرة في رأس الزبير.....و بحث عن إنسي بقربه....لمح ذلك الراعي و هو يسرع بغنمه ....فقد كادت الشمس بالمغيب......أسرع نحوه في تستر و ارتمى عليه ليذبحه بالسكين العظمي.....و بسرعة شق بطنه و بدأ في ترديد كلمات سحرية و أشعل النار فيه و هولا زال يردد تلك الكلمات.........ليستيقظ الجسد الميت و هو يقول بصوت مرتفع...من يطلب البجاس.....من يطلب ملك النار.......
أجابه الزبير....بحق أسماء خدام الخاتم أطلب منك السمع و الطاعة.........السمع و الطاعة لك سيدي........قالها البجاس
آمرك بحرق كل بيوت القرية .....كل البيوت ..اترك فقط منزل الساحر الفقيه......
السمع و الطاعة...أجاب البجاس و اختفى..
و انتظر الزبير....و انتظر......ليلمح أدخنة سوداء ترتفع رغم غروب الشمس.....و بدأت تظهر للعيان قرية صغيرة......بضعة منازل...و كانت النار تلتهمها.....و صراخ هنا و هناك...
أسر بأكملها حُرقت......الزبير يبتسم لما يراه..يحب هذا المنظر.....منظر الخراب....منظر يحس بحبه أنه يقترب من الشيطان ....
توجه الزبير لمنزل الساحر الفقيه....و كانت أكبر المنازل..و كان المنزل الوحيد الذي لم يحترق......ما إن اقترب الزبير للباب حتى فُتح...دخل الزبير....و قال.....تنتظرني.....
جائه صوت من مكان مجهول....لم كل هذا....لم أزهقت كل هاته الأرواح......جائه رد الزبير باردا........لأني أحب إزهاق الأرواح...و سأتركك تعيش إن أنت أذعنت لطلبي.........أعطني القمقم السليماني...
رد الفقيه و لا زال مصدر الصوت مجهول..عليك اللعنة..سيكون بيتي قبرك الأبدي في هذه الدنيا....... و بدأ الفقيه في ترديد أسماء بين العبرية و لهجة السواحلي الإفريقية.........و بدأت حيطان المنزل في الإهتزاز......و بدأ الزبير يضحك......و بإشارة منه....جلب خدامه زوجة الفقيه و ابنيه الصغيرين....توجه الزبير خلف زوجته و دون انتظار...قام بذبحها.....و ليقول و هو يلعق الدم الذي لطخ يده....تعال عندي و اخنع لأمري و إلا......و توجه الزبير صوب أولاده...ليركض الفقيه اتجاه الزبير و هو يطلب منه التوقف..و أنه استسلم له....ضحك الزبير ....و قال..هكذا أنتم البشر تقضي عليكم مشاعركم.....قالها و كأنه ليس من البشر ..و كأنه أسمى من البشر و حتى من الجان..........و تابع الزبير......أحضر لي القمقم السليماني.....صرخ الفقيه الساحر....لا أنصحك.....فالمارد الذي فيه قوي جدا جدا.......فوق استطاعة أي ساحر في هذه الدنيا.......أعطني القمقم و اكتف بسماع الأمر.......و غاب الفقيه و حضر ليأتي بإناء نحاسي..يظهر أنه قديم جدا.....تناوله الزبير و طعن الفقيه الدجال في بطنه....و الذي تهاوى أرضا متتبعا بعينيه الزبير الذي أكمل قائلا.....إبنيك الصغيرين سيكونا الجثتين القادمتين لسحري.....و انهمر في ضحك شيطاني........
دخل الزبير للغرفة النحاسية و في يده القمقم السليماني.....فكسر الرصاص الذي يغلق فم القمقم.....ليخرج دخان أزرق ...و ليسمع الزبير صوتا غليظا يقول..التوبة التوبة يا نبي الله............و تشكل في شكل مخلوق أسود هائل الجثة بأنياب في فمه............و أسرد المارد قائلا بالعبرية ....من أنت.......أجاب الزبير.......أنا سيدك ......أجاب المخلوق ...سيدي هو النبي سليمان....أردف الزبير قائلا......النبي سليمان مات منذ زمن بعيد....صرخ المارد....حقا؟؟؟؟؟ أجاب الزبير نعم......فصرخ المارد..إذن سأقتلك....فأنا أكره الإنس......حاول المارد استخدام قواه ..دون جدوى......ماذا يجري....صرخ المارد...أجاب الزبير في هدوء.....لقد قلت لم أن سيدك..و كل قوتك أتحكم فيها.....فخر المارد على ركبتيه..السمع و الطاعة.....رد عليه الزبير....أعطني العهد و الميثاق...في خدمتي....و لا تخف ....ستخدمني فقط لأمور الشر.....و أريدك أن تكون سيد و ملك الجن الذين تحت خدمتي..أعطى المارد العهد للزبير...حسنا قل لي ما اسمك و ما قصتك....قال الزبير.....أجاب المارد....إسمي داهش و قد قبض علي "الدمرياط" وزير الجن عند النبي سليمان بعد أن خضت بجيشي حربا ضده...و كانت نهايتي هذا القمقم النحاسي............حسن أول مهامك لي ..ستبحث لي عن مكان إقامة توأم شمعون...قالها الزبير...ليسمع الرد الذي يحب سمعه.....السمع و الطاعة سيدي....و ضحك الزبير.....ضحكة متسلطة........
حضر المارد "داهش" بعد مدة ليخبر سيده الزبير بأنه وجد مكان مقام توأم شمعون....مغارة وسط جبال الأطلس في مدينة "قلعة مكونة" و أخبره أنه مكان منعزل لا يطئه إنسي...فأمره الزبير بأن يدله على المكان...فأردف "داهش" مكملا.......مدخل المغارة محمي بطلسم سحري قوي جدا منحوت على الصخر...لا يمكن لأحد اختراقه..إنسي كان أم جني..
أحس الزبير بالعجز..و كان يكره هذا الإحساس......فصرخ في "داهش" لا بد من وجود طريقة أو حل.....ما نفع هذا العدد الكبير من الجن في خدمتي ..إن لم يوفروا لي ما آمره بهم....و ما نفعك أنت بكل قوتك و جبروتك و وقوفك ندا ل "الدمرياط" وزير جن النبي سليمان....ما نفعكم.....صرخها الزبير و هو يركل فتاة صغيرة كانت مربوطة تنتظر مصيرها المشئوم في وصفات الزبير السحرية...................اقترب "داهش" منه ليقول.....هناك وسيلة سيدي...وسيلة وحيدة..استدار الزبير نحوه و قد لمع الأمل في عينيه...ما هي قل ما هي........الحل سيدي يكمن في غرفة الخلاص..الغرفة النحاسية..كيف ....قالها الزبير في انتباه.....رد "داهش" يجب أن تأخذ كل النحاس في الغرفة حيث منقوشة الطلاسم و تصهره و تذيبه على صخور المغارة حيث الطلسم المانع لدخولها.....فكر الزبير في الأمر..ليردف....و هل النتيجة مضمونة....فرد "داهش" نعم سيدي مضمونة..لكن نحاس الغرفة غير كاف....يلزمك نحاس غرفة الخلاص الثانية و التي يملكها اليهودي الصويري........برقت عينا الزبير في شك..يظهر أنك لم تضع وقتك سدى...فقد سألت و بحثت.....أجاب "داهش" في مكر..كله لخدمتك سيدي.....فرد الزبير..إذن تلزمنا الغرفة الثانية...و هذا يلزِمنا قتل الساحر المالك لها.....أمممممممم....حسن فليكن.........تطقس عن أخبار ذلك الساحر و آتني بها في الحين.....الأمر و الطاعة سيدي..و انصرف المارد...و بدأ الزبير في التفكير....التفكير في غرفة الخلاص التي سيفقدها.....و التفكير فيما تحتويه المغارة..و التي لأجل ما فيها أُقفلت بطلسم قوي جدا...
و حضر "داهش".....سيدي ...ذلك الساحر مالك الغرفة....إنه....إنه.......قوي جدا....جدا.. لقد جمع بين القابالا و السحر الإفريقي الأسود.....تابع الزبير باهتمام...ليكمل "داهش" .....يلقبونه "أوروكوزو" (معناها الساحر بالإفريقية) و قد تعلم على يد ساحر كبير في نيجيريا ...تجهم وجه الزبير....و "داهش" يتابع......له الكثير الكثير من الأعوان...و أغلبهم من القرائن (جمع قرين) ....و قد تعلم الطريقة من معلمه الإفريقي...و هي أنه يقوم بقتل الأبرياء كيفما كانوا....و في الليل ينبش قبورهم و يأخذ قلوبهم...و ببعض الأعمال السحرية يتحكم في قرائنهم.....و قد قتل الكثير الكثير....و لك سيدي أن تتصور كم له من الخدام.....
طرق الزبير رأسه لأسفل و هو يفكر....و يفكر ...ليقول بصوت منخفض....سنقتله...كيفما يكون......أفضل الموت على يديه.....على الجلوس مستسلما لمخاوفي....
و ذلك ما كان......توجه الزبير حيث يقطن الساحر الصويري.....منزل كبير جدا في الحي القديم..........ما إن اقترب من المنزل...حتى فتح رجل قصير الباب.....أهلا بالذي يريد قتلي.....أهلا بقاتل شمعون و أخيه.........انتظرتك كثيرا......أخفى الزبير ذهوله و رهبة سرت في كل خلاياه....أنت الساحر الصويري.....أجاب الساحر ..بشحمه و لحمه و قرينه....و انهمر في ضحك أظهر فمه الفارغ من الأسنان......كانت عيناه تدلان على مكر و خبث ........و دعى الزبير للدخول....و دخل الزبير ليُقفل الباب.........و أردف الساحر قائلا .....تريد قتلي......لأخد الغرفة النحاسية......و أنا منذ زمن أريد مواجهتك..........سأعقد معك اتفاق.......إن أنا قضيت عليك يكون خدامك و ما لك لي....و إن أنت قتلتني فكل ما لي لك.....رد الزبير في جرأة......موافق..........و اسودَّ وجه الساحر ...حسن......
و دخل الزبير في عراك سحري مع اليهودي الصويري صاحب الغرفة النحاسية الثانية...و تجسد أمام الزبير أعداد هائلة خلف الساحر اليهودي من الجن..كانوا أتباع اليهودي...أكثر مما يتصور......و كان الجن أتباع الزبير و في مقدمتهم الداهش خلفه ...و بدأ الساحر اليهودي في ترديد عزائمه السحرية المخلوطة بين عبرية و إفريقية.....و الزبير يصرخ : أهيا شرا هيا بيقه شيا............و أردف ..العَجَل العجل ..الساعة الساعة.....
و تحول المكان لقطعة من الجحيم...نيران سوداء و حمراء....و أجساد الجن القتلى هنا و هناك ....و كانت الغلبة لمن يتابع بعيناه للساحر اليهودي....و هو لا زال يستدعي خدامه من الشياطين و من القرائن....أحس الزبير بضعفه أمام هذا الساحر........
و فجأة.....ظلام.....ظلام يحيط بالزبير....هل أصبح أعمى...هل مات.....أم هل هو طلسم سحري رماه به الساحر اليهودي....
فتح الزبير عيناه.......ليرى أغرب ما تخيله في رأسه أن يراه.........كان في مكان أشبه بالمآثر التاريخية.......قاعة جد كبيرة فيها تماثيل برخام أبيض تجسد ملكا تظهره قويا و يحمل رمحا...كل التماثيل متشابهة....و كان هناك كرسي مصنوع من.....من جماجم بشرية...صغيرة.........جماجم أطفال......و عليها جلس ....عجوز كبير.......لحيته بيضاء...منتوفة.....يلبس لباسا أسود...و يحمل قلادة....كبيرة فيها رموز غريبة....و أمام الزبير رأى الساحر الصويري..و كان أيضا مندهشا مما يجري.....و رأى أيضا خادمه "داهش" و كان مقيدا..........
و جاء صوت العجوز ....بمهل........مرحبا بالزبير عندي........الزبير.......و أخيرا .....
التفت الزبير في انتباه ...و هو لا يفهم شيئا مما يجري......
و أردف العجوز قائلا.....أولا قبل تعريفك بنفسي......كان يتكلم وهو يتمشى بخطوات بطيئة....و مر قرب الساحر الصويري....أشار بأصبعه...لينصهر جسد الصويري لكتلة من الدماء و اللحم............و أكمل العجوز.....تريد دخول المغارة.......و ذلك بصهر نحاس الغرفتين و تسكبه على صخور المغارة.......دعني أقول لك أن كل هذا ليس إلا خدعة من المارد "داهش" و ذلك لتتخلص من الغرفتين التي يحس بضعفه فيهما.....التفت الزبير للمارد و نطق...صحيح؟؟؟؟
أكمل العجوز..نعم صحيح....و بعد أن تتخلص من الغرفتين كان يريد الخلاص منك....و مر العجوز أمام المارد..و مرة أخرى أشار بأصبعه ليصرخ "داهش"...و تحول لرماد....
و العجوز يكمل.....و كل هذا لا يهمنا......و ضحك العجوز..........أنت من يهمني يا الزبير.....كيف ...نطق الزبير......
لا تقاطعني....قالها العجوز و أكمل.....منذ صغرك و أنا أتتبعك....و الأحداث التي جرت أظهرت فعلا أنك إبن الشيطان......ماذا إبن الشيطان؟؟!! .....قالها الزبير في صمت....العجوز يكمل.....منذ قتلت الطفلة الصغيرة و بعدها قتلك لشمعون و للعديد العديد من الناس.........و كذلك كنت أريدك.....فالإنس و الجن ليسوا إلا وسيلة لنا...نعم وسيلة لنا.....فنحن رغم قلتنا هم "المختارون"..........و هم ليسوا إلا قطعانا نحركها كيفما نريد...........آه نسيت....نسيت أن أعرفك بنفسي........يبدو أن شيخوختي بدأت تظهر....و ضحك بسرعة ليكمل....أنا "بنيامين" الحاخام الأسود....و العالم العليم بسحر الكابالا وسحر النكرومانسي....و تلميذ أستاذي المبجل "يعقوب إليتزر".....
أسماء غريبة عليك.....لكن ستفهمها....ستفهم كل شيء..........فأنت المختار......إختارك إبليس بنفسه.....سيدي و سيدك.....و سيد كل اليهود .............الزبير فقط يدخل الأسماء الجديدة التي يسمعها....ليحاول فهمها ......
أتعرف أين أنت.......أنت في مدينة اللعنة الأبدية.....مدينة "إرم ذات العماد" .....و هي سكناي و مقامي.......المدينة التي رغم تقدمهم و تطورهم لم يجدوها......فالمدينة يحميها سحر قوي......أقوى من تلك العلوم الحقيرة التي يقيسون بها الحضارة......
ماذا تريد مني......قالها الزبير.......ليرد العجوز........ألم أقل لك إنك المختار من طرف إبليس........و ستكون تلميذي........و لكن دون خيانة......و بدأ في الضحك.....بسهولة لأنك لن تستطيع الخيانة..........
و لتعلم أكثر.......نحن من يخطط للعالم...حروب دماء دمار أمراض فساد انقلابات ثورات كلها .....نحن من يخطط لها... لا بد و أنك سمعت أن اليهود يقولون أنهم شعب الله المختار.....و فعلا فإبليس اختارهم ليكونوا شعبه.....و أنا سيدهم و على قمة من في قمة الهرم.......الهرم الماسوني كما يسمونه......أنا المالك لأصول السحر...أعلم منها ما أشاء بأمر من إبليس.......أنا إبن ملوك الكليبوت..(الكليبوت كلمة عبرية متداولة في سحر الكابالا الخاص بكبار الحاخامات..و معناها قشرة الشر الموجودة في العالم.......و للكليبوت سبعة ملوك يمثلون العوالم السبعة المدَمَّرة و التي خلقها الله قبل هذه الأرض و لكنها تحللت بسبب سيطرة الشر....أعوذ بالله مما يقولون)......
و من في قمة الهرم الماسوني.....يكمل العجوز "بنيامين"...أما الزبير ففاتح فمه كأبله لأشياء لأول مرة يسمعها....و يكمل العجوز و كأنه كان محروما من الكلام....و من في قمة الهرم ...هم تلاميذي...و هم من ذرية العشرين شيطانا الذين بعثهم إبليس للأرض و تزوجوا من بنات البشر و أنجبوا ذرية مخيفة...أفراد هاته الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة و علوم السحر...و التحكم في سير البشر...
رد الزبير ....لقد أكثرت علي الكلام.....فماذا تريد مني.........رد العجوز...لست أنا من يريد.....بل إبليس من يريد منك أن تكون في خدمته...و خدمتي....ستكون الوسيط بيني و بين من في قمة الهرم.........
موافق.....قالها الزبير.....و ذلك غايتي.....خدمة إبليس..........
تناول العجوز أحد الكتب....و يظهر أنه جد قديم........جدا...........و قال...هل تعرف "الحظرد"..........أجاب الزبير ...نعم ....كاتب كتاب "العزيف".......رد العجوز...أحسنت...و الوحيد الذي زار هذه المدينة..."إرم ذات العماد"........شخص رائع....قالها العجوز و كأنه يفتكر ذكريات جميلة....ليكمل....خذ..هذا كتابه الأصلي.....الوحيد........تناوله الزبير في دهشة و انفعال......أدرسه جيدا...و افهم ما فيه........و استعد لمقابلة.........إبليس...
و أمضى الزبير يومه كاملا في الإطلاع على كتاب "العزيف" .....فهم فقط القليل منه...ليدخل عليه الحاخام العجوز ..و قال و هو يمد له ثوبا أحمر.....ستقام الليلة حفلة لإنضمامك للمجمع المختار....إلبس هذا الثوب..........رد الزبير حسن..و لكن هذا الكتاب لم أفهم إلا القليل منه.....رد العجوز ..هذا الكتاب هو البوابة الكبرى للعالم الموازي لعالمنا.....عالم الجن.....الجن الذي بهم و بعونهم نقضي الكثير من مآربنا.....هم جد متطورين على البشر....و لكن نحن...نحن النخبة ...النخبة التي فوق الإنس و الجن...و إبليس العظيم (لعنه الله) من وضعنا في هذا الموضع....انتظارا...للحظة خروج المخَلِّص...
لكن......قالها الزبير..ليقاطعه العجوز...يكفي أسئلة...ستعرف كل شيء....كل شيء....
دخل الزبير وراء العجوز...لقاعة ضخمة....يتوسطها...تمثال ضخم لشيء قبيح الخلقة...و كان التمثال..و كأنه حي ينطق...و حول التمثال التف تسعة كراسي و تسعة موائد.....بشكل هرمي...و كان هناك سبعة أشخاص يلبسون لباسا أبيض...و يغطون وجوههم......و على كل مائدة....ركز الزبير عينيه ليعرف ما ذلك الشيء الصغير الملفوف..لقد كانوا...كانوا..أطفالا رضع....نعم رضع.............استغرب الزبير الموقف و انتظر ليفهم بدون أن يسأل.......كان العجوز بلباس أسود يتواتى مع لقبه "الحاخام الأسود".......و خلفه الزبير بلباسه الأحمر...
و أشار العجوز للزبير بأخذ مكانه ..و كان كرسيه قرب كرسي العجوز....و الذي بدأ الكلام بالعبرية....نشكر إبليس على التقائنا..نشكر إبليس على قوتنا....نشكر إبليس على اختيارنا.....هو ربنا (أعوذ بالله) و سيدنا و مالك خلاصنا......و لك يا إبليس نقدم هاته الأضحيات التسع ...كما قدمها قبلنا و منذ مئات السنين إبنك الصفي الذي اخترته من بين أحفادك اليهود "هيرودس أكريبا"....
كان كل الجمع يردد خلفه ما يقول...حتى الزبير بدأ في الترديد و هو لم يفهم بعد...و رفع العجوز وتدا خشبيا..و رفع الثمانية و فيهم الزبير أوتادا خشبية......و صرخ العجوز ..أهدي لك إبليس الدماء و الأرواح و لتكن أضاحينا بإسمك و لك...فتقبلها منا...فنحن منك و إليك......قالها العجوز ليغرس الوتد تماما في قلب الرضيع الموضوع أمامه....و ليغرس البقية أوتادهم أيضا في نفس مكان القلب.......صرخات صغيرة هنا و هناك للرضع ما لبث أن سكت صراخهم و حركاتهم..و أخذ العجوز سكينا حادة ليفصل الرأس عن الجسد و هو يقول المجد لك ..المجد بك......و ليتبعه الحاضرون في العملية و ليفعلوا فعله و يقولوا قوله....و رفع كل واحد فيهم الرأس الصغيرة التي ما زال الدم يقطر منها.....و توجهوا للتمثال و رؤوسهم مطأطئة....ليضعوها بين يديه....و ليركعوا و هم يرددون المجد لك....المجد لك..........لتبرق عينا التمثال بوهيج أحمر.....و لتشتعل نار حمراء وسط القاعة..........و يصرخ العجوز في طرب و فرحة:.....إبليس يبارك لنا و يتقبل أضاحينا.....فلتبدأ أفراحنا....... و تخلى كل واحد فيهم عن لباسه..كما ولدتهم أمهاتهم.....و توجه كل واحد منهم لكرسيه حيث أخذ سكينا و بدأ في تقطيع جثة الرضيع.....و توجهو بها للنار الحمراء حيث وضعوا فيها أسياخا..و وضعوها على النار...و الزبير يحاول فقط التقليد و قد غلب غموض ما يفعلون تفكير عقله...و بدأوا في التهام تلك الأجساد الصغيرة....و العجوز يأمر الزبير بفعل ما يفعلون..و هو يصرخ ...إنها النار المباركة...النار التي أشعلها سيدي إبليس احتفاء بنا.........و أكل الزبير...بل و أظهر شراهة في الأكل........كانوا كوحوش آدمية........وحوش جائعة......و انسدل الستار.......انسدل عن ليلة دموية كان الزبير ينتظر أن يفهم ما جرى فيها....
في اليوم الموالي...طلب العجوز من الزبير مرافقته....إلى نفس القاعة الكبيرة.....و بدأ في الشرح....و عقل الزبير يستوعب.....و أشار العجوز للكرسي الذي كان يجلس فيه الزبير...قائلا.......لقد وهبك إبليس مكان "حيرام أبيود" ...لقد منحك الدرجة الثالثة...("حيرام" وزير الملك هيرودس الثاني ...ملك اليهود و مؤسس الماسونية اليهودية عام 43 م)
و هي درجة مباشرة خلفي.....
لم تفهم....حسنا...أنظر...طقوس البارحة كانت احتفالا لأولي مؤسسي تنظيمنا ...و كانوا تسعة...كما عددنا......و هؤلاء التسعة نسمى بأسمائهم عند سيدنا إبليس ..و هم...
- الملك هيرودس أكريبا...و هو أنا
-حيرام أبيود...و هو أنت
-موآب لافي..
-جوهنان..
-أنتيبا..
-جاكوب أبدون..
-سلومون أبيرون..
-جواب أدونيرام..
و -أبيا لافي....
هؤلاء هم المؤسسون...و نحن أحفادهم...و سنورثه لأحفادنا...انتظارا للمخَلِّص.....
لكن الرضع لماذا....نطقها الزبير...ليجاوب العجوز ضاحكا........من طقوسنا...أن نضحي بتسعة رضع....يكونون بعمر تسعة أشهر....و كل رضيع من عرق بشري مختلف..بين آسيوي و منغولي و عربي و هندي...... و ذلك دلالة لسيطرة إبليس على كل أعراق البشر....أما الأوتاد الخشبية فمصنوعة من الصليب الذي صُلِب به عيسى النبي قبل موته ..(لم يمت عليه السلام بل اصطفاه الله عنده) .....فمرحبا بك بيننا....بين أحفاد إبليس....... لكن....قالها الزبير و أكمل...الأحفاد كما تقول...كانوا يهودا...أبناء يهود....و لكني لأبوين مسلمين.......فضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى من أسنانه....ألم أقل لك أنك ستعرف كل شيء في وقته....أنت لست إبن حمادي و فاطنة.......هم فقط وجدوك و ربوك........لكن عرقك الشيطاني غلب على تربيهم......إفخر و افتخر فأنت إبن "كراولي" أكبر ساحر في هذا القرن...الإبن المفضل لإبليس.....فتح الزبير فمه غير مصدق...و العجوز يكمل....لقد زار "كراولي" المغرب....و جاب في صحرائها محاولا ..عيش دور الحظرد الذي جاب صحراء الربع الخالي...و أنت نتاج علاقته بساحرة في مدينة الرشيدية.....أنت بذرة شر......و قد نبتت...و الآن إبليس ينتظرها أن تثمر.....
كنت أعرف أني لن أكون إبنا لأبوين عاديين...قالها الزبير و كأنه ارتاح لجيناته ذات الأصل الشيطاني.....و لكن....قالها الزبير...إذا كان اليهود يعتبرون إبليس إلههم و ينتظرون المخَلِّص الذي هو عون إبليس ..فكيف هذا و اليهودية ديانة سماوية..ضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى له من أسنان....لا تثق في أي شيء يخصنا...بل لا تثق في أي شيء في العالم...فنحن من يرسم الخريطة...
حسنا سأشرح لك...عدونا الوحيد و الخطير هو الإسلام و المسلمين.....و لكي نقضي على الإسلام وجب أولا أن تجعل كل الأطراف ضده...و ذلك ما نفعل ...و لتربح كل الأطراف خصوصا المسيحيين وجب إقناعهم بأننا نعبد نفس الإله....إلههم...و بعدها تعطي صورة أن الإسلام دين ناقص..دين دموي..وجب محاربته و محاربة معتنقيه.......هي حرب بين إلهنا إبليس (لعنه الله) و إلههم........نحن أسياد العالم و لا نتتظر الآن إلا المخلِّص.....
كان الزبير يستمع لكل كلمة في انتباه....و أردف العجوز قائلا و هو يتوجه لمكتبة و يبحث على كتاب خاص....و لتفهم أكثر....إسرائيل التي جمعت يهود العالم....نصرخ من بوق كبير أن إسرائيل هي الأرض الموعودة لليهود..حيث نزلت الرسالات و حيث هيكل سليمان.....كل هذا لا يهمنا...عكس ما نشرح للعالم......إسرائيل ستكون عرش المخلِّص التي منها سيحكم العالم بمباركة إبليس ..و سنحكم العالم معه.....و اختار العجوز كتابا مده للزبير .....إقرأ هذا الكتاب....ستفهم منه الكثير....كاتبه هو "يهوذا بن صعايقل" و يشرح فيه الكثير عن اليهود أسياد العالم..(يهوذا هو أحد كُتاب التلمود الذي وصف البشر الغير اليهود بالحيوانات ووصف اليهود بأسمى الخلق)......
حسنا سأقرأه و سأقرأ كل الكتب...فقط سؤال...و المسلمين ما ردهم .....و انهار العجوز في ضحك هستيري.......ليقول ...المسلمين الآن هم أضعف و أضعف رغم كثرتهم.......قسمناهم دولا و دويلات...و زرعنا الثورات و الفتن بينهم.....و أصبح هدف الحكام كرسي السلطة فقط و ثروات و أموال...و كما يقول المثل..من ألِف العسل من الصعب أن يستسيغ ماء البحر.......نساهم الآن في جعل الإسلام يُكره من كل العالم...و سنعمل على جعل المسلمين يكرهون الإسلام و يشككون في عقائده........
و إليك مثل...نقتل المئات بل الآلاف من المسلمين ....كل سنتين نقوم بمجزرة في أخد بلدان الإسلام.....و لا يتحرك أحد......قتلنا الآلاف في فلسطين..و قتلنا الآلاف في بورما (مشكل بورما و مسلمي ميانامار مشكل قديم يرجع للخمسينات من القرن العشرين و إن قوبلت بتعتيم إعلامي منذ ذلك الوقت)...
و هذا ما نقوم به...سنجعل دم المسلم أرخص شيء في العالم.....حتى يرى المسلم أخبارا عن قتل مسلمين آخرين و لا يتحرك له شعور.. بدأت أفهم...قالها الزبير..و قد ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه...
و بدأ الزبير في مطالعة كل كتب العجوز...ليفهم أصول اللعبة...و يا لها من لعبة ..لعبة يهودية ماسونية صهيونية بمباركة شيطانية.......و قرر أن يتقمص جيدا دور "أحورام) في هذا الهرم الملعون......خصوصا بعد المهمة الأولى التي كلفه بها العجوز....و قرر أن يقف على المهمة بنفسه..و كانت أول مهمة في حياته الجديدة...
ألف و خمسمائة جندي إسرائيلي...برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن.....و بينهم شاب صغير تجاوز العشرين بشهور..كان الزبير....بكامل عتادهم العسكري متوجهين لمخيمات الفلسطينيين.......و دخلوا..ليبدأ حمام الدم.....و تبدأ المجزرة....ذُبِح أطفال و شيوخ و رجال و نساء ...لم تميز سكاكين الجنود الصهيون و لا رصاصهم الغادر بين صغير و كبير....و سالت الدماء تسقي الأرض المحتلة...و كان الزبير بينهم..يتنقل بخفة....يذبح هذا و يقتل ذاك.....لمح امرأة حامل....أسرع نحوها ليبقر بطنها بسكينه...و هو يصرخ الموت لكم....نحن أسيادكم..و ليذبحها بوحشية........و فعلا تجلت هناك كل الوحشية...كانت فعلا مجزرة....كانت مجزرة صبرا و شاتيلا....و كانت سنة 1982...
كان العجوز و الزبير في ممر سري...و العجوز يثني على الزبير ما قام به.....و ولجوا لقاعة كبيرة...امتلئت بكتب كثيرة....كل كتاب موضوع بعناية على طاولة زجاجية مغلفة بالحرير الأحمر.....هاته الكتب هي كتب السحر التي كانت تحت كرسي النبي سليمان..قالها العجوز و أكمل...ينقص بعض منها....توجد في الفاتيكان...و عند بعد الأثرياء العرب الذين يتسترون عليها..و يمكن أن تقول أنهم أعوان لنا........فتح الزبير فمه منبهرا....و حمل كتابا...كان الكتاب يشير لوصفات لم يفهمها الزبير و إن كانت مكتوبة بالعبرية.........ضحك العجوز و قال ستفهم...فقط ركز و ضع كل انتباهك في قراءة هاته الكتب..............
و بدأ الزبير في مطالعة الكتب و التي كانت بكتابات عبرية و آرامية ......يفهم شيئا و ما لم يفهمه يشرحه له العجوز....و بدأ في تركيب وصفات سحرية.....للتجريب.........
و كانت كل علوم السحر التي تعلمها من شمعون و العلوم التي تعلمها بعده..غير مفيدة في شيء.........فكتب السحر هاته تشرح كيفية استعباد العقول.....و تشرح عوالم الجان و تركيبتها الغريبة.....و كيفية تسخير الجن ....ملوك الجن لأغراض أكبر.....
الآن وجب عليك الشراكة مع أحد أبناء إبليس....قالها العجوز...ليجاوب الزبير...كيف
تابع العجوز......هناك طقوس يجب أن تقوم بها....و ذلك لإرضائه.....
كان الزبير في "النوبة" (في مصر)..... في مكان مهجور من تلك الصحراء ذات الرمال البيضاء.......في ليلة مقمرة........و معه قط أسود كبير...و غراب أسود....و جدي أسود...و طفلان رضيعان..أحدهما أبيض و الآخر أسود.....و كان الزبير عاريا.....
و بدأ في ذبح الحيوانات و الرضيعين بالترتيب الموضوع......و هو يتلو تعاويذ و أناشيد بالعبرية.......و جمع دماء الحيوانات و الرضيعين في زجاجة...ثم ألقى الجدي و الرضيعين بعد أن أخذ ما أراده منهما في الخلاء...قريبا من مكانه...كهدية للشيطان..
و أوقد نارا قوية حرق فيها أمعاء و مخالب و أقدام و رؤوس الحيوانات و الرضيعين...و عندما صارت رمادا...ذر بعضها في الخلاء عن يساره...ثم عن يمينه...ثم خلفه...و أخيرا أمامه....ثم جمع الرماد المتبقي و مزجه بالدم و بدأ في شربه...... و بدأ بعدها في ترديد إسم إبن الشيطان "مادشار"......ليسمع صوتا ...من يطلبني......ليجيب الزبير...أنا الزبير تلميذ الحاخام الأسود...و خادم إبليس المخلص...و أريد أن تكون عونا لي.....أجاب إبن الشيطان....سمعت عنك.....إركع لي ...لتظهر لي وفائك......و ركع الزبير.....ليتم الإتفاق و العهد بعدها.........
حسن ...قالها العجوز....لم يعد ينقصك شيء..أصبحت الآن كفيلا بالدور المنوط بك....
أحيرام وزير الملك هيرودس أكريبا......
رد الزبير ...القليل من يعرف أن قائدنا هو هيرودس...قالها الزبير و جلس على الطاولة...رد العجوز....نعم ..فقد كنا نخبرهم أن زعيمنا هو سليمان النبي...لنكذب ما جاء به....و فقط فُضِح أمرنا على يد رئيس جمهورية البرازيل "برودانتي موريس" سنة 1898 عندما أهدى النسخة الأصلية لكتاب "عن القوة الخفية" لذلك الأستاذ العربي "عوض خوري" و الذي أسرع لترجمته من العبرية لباقي اللغات.....
صرخ الزبير...و لو عرفوا...نحن الأقوى و لا نهاب أحدا و سنسحقهم كما أسحق هاته النملة...قالها الزبير و هو يدهس بأصبعه نملة صغيرة على الطاولة......و أردف قائلا..نحن أعوان إبل.........و سقط الزبير أرضا بلا حراك..............
استيقظ الزبير.......فتح عيناه....ليرى العجوز أمامه........سأل الزبير في صعوبة...ماذا جرى...و لماذا أحس بهذا الدوار......
رد العجوز.....لم تقل لي أنك مريض بالحساسية......ذُهل الزبير...ماذا...لا أعرف عما تتكلم......رد العجوز....إنك مريض بالحساسية ....و عندما سحقت تلك النملة على الطاولة تسرب إليك الحامض الذي خُلِقت به..حامض النمليك....و كاد يودي بحياتك لأنه خطر على مرضى الحساسية.(حامض النمليك هو حامض يفرزه النمل و قد يأدي للقتل إن قرص شخصا مريضا بالحساسية..و لا يأذي من يتمتع بصحة جيدة)......
استيقظ الزبير بصعوبة.....ماذا...نملة تفعل بي هذا......و اقترب من مرآة ليرى نفسه...و تفاجىء.....كان بلا شعر في رأسه و بلا حواجب.....و كل جلده مغطى ب......بأرقام و حروف عبرية..........ما هذا صرخ الزبير...ليرد العجوز.......هذا طلسم سحري..و هو الذي جعلك تحيى من جديد....
أصبح منظر الزبير مرعبا..و هو بلا شعر و لا حواجب و حروف عبرية و أرقام موشومة على كل جسده.....شكله الجديد ينسجم مع المكان الذي يعيش فيه و الأعمال الشيطانية التي يقوم بها......و كان لا زال مستغربا من أن كل ماجرى له سببه نملة...رغم كل قوته و جبروته..
و تذكر ما جرى للنمرود عندما عذبه الله ببعوضة دخلت من منخره و بقيت فيه أربعمائة سنة...كانت عندما تتحرك في رأسه يطلب من خدمه أن يضربوه بالنعال طلبا لإسكات الألم الفضيع الذي كانت تحدثه......سرعان ما أزال الزبير الفكرة من رأسه..كان قد قرأها في كتاب ...و الذي يتحدث عن قدرة الله في خلقه........لكنه لا يعترف بإله غير إبليس (لعنه الله) و مجرد التفكير في هاته الأمور يشوش عليه أفكاره...............
أفكاره التي قطعها عليه الحاخام العجوز...و الذي دخل عليه بلا استئذان..و سأله...كيف تحس......أجاب الزبير ...أحسن حالا...و إن كنت لم أستوعب بعد شكلي الجديد......رد العجوز...لولا هاته الأرقام و الحروف لكنت من الموتى......هي من كتب السحر الأولى و التي بها أقمنا سحر الكابالا كسحر قائم بذاته...
استعد يا الزبير...سنذهب كضيوف شرف لحفل يمجد إبليس.....سأل الزبير...أين....رد العجوز...عيناك و عقلك من سيجاوب على سؤالك....فقط استعد..فلدينا سفر طويل......
نزلت الطيارة في مطار سري بكاليفورنيا...نزل العجوز و بعده الزبير...ليتم استقبالهم استقبال الملوك و أكثر.....و كان على رأس المستقبلين جورج بوش الأب و الذي كان آنذاك رئيسا لأمريكا...و الذي انحنى في خنوع يقبل يد العجوز ...و كذلك فعل كل الحاضرين.....ليركب العجوز و الزبير سيارة ليموزين مصفحة و التي توجهت في تلك الطريق الثانوية....تصاحبها عدة سيارات حراسة......و بعدها سلكت السيارة طريقا غابويا....حتى توقفوا أمام حاجز كبير سرعان ما فتح...لتدخل السيارة بسرعة...للغابة.....الغابة البوهيمية.........
وجد العجوز و الزبير...حوالي ألفين من الحضور ينتظرونهم بملابس بيضاء...عرف فيهم الزبير إعلاميين و ممثلين و رجال أعمال و رؤساء و حكام...........انحنى الجميع للعجوز حامل شعلة النار السوداء الشيطانية....كما يسمونه......هؤلاء أعواننا المتحكمون في كل مجالات الحياة....قالها العجوز...ليسأل الزبير ..و ماذا نفعل هنا.....رد العجوز....هذا احتفال "مولوخ" (مولوخ اسم أحد آلهة الفنيقيين..و يرجح أنه إسم من أسامي إبليس)
و هنا يقر جميع أعوان إبليس بإلههم إبليس..و فيه نرحب بالأعوان الجدد......
و دلفوا لمبنى أبيض....حيث استراحوا.....ليستعدوا ليلا للإحتفال.....الإحتفال الشيطاني.......
نار مشتعلة....نار كبيرة....في محرقة يقولون أن إبليس وهبها لهم هدية.....و كان هناك ذلك التمثال الكبير لبومة .....تحتها كان الزبير و العجوز...يلبسون عباءات حمراء....و أمامهم مائدة...مائدة تقديم قرابين.....وُضع فوقها طفل رضيع.....و أكثر من ألفين من الأعوان يلبسون عباءات بيضاء...و يرددون "المجد للشيطان"......و هم كأنهم سكارى......ليضع بعدها العجوز النصل الحاد فوق رقبة الرضيع..و هو يقول......لقد وصل العد التنازلي للصفر....و وجب التحرك في ضوء الشمس.....الشمس التي تنير طريقكم....فإبليس راض عنكم......كونوا كما أرادكم....فأنتم الأسياد....أنتم النخبة.....أنتم أبناء الشيطان.....ربكم و إلهكم و حاميكم.....
قالها و ذبح الطفل الرضيع...لتنبعث دماء بريئة.....و يصرخ العجوز فلتبدأ الحفلة......و أشار بيده...ليحمل الزبير جثة الرضيع و يرميها في النار.....و بدأ الشرب و الأكل...و الهرج و المرج...... وقف العجوز على المنصة ليصرخ......إبليس يحييكم و يقول لكم كونوا كما يريدكم أن تكونوا......لينزع الجميع ملابسهم ...عراة كمتوحشي الكهوف...و بدأوا في رقص هيستيري على موسيقى شيطانية....و كانت ليلة تجردوا فيها من إنسانيتهم....كحيوانات مارسوا الجنس و اللواط و السحاق....و كل ما حرم الله أحلوه تقربا من الشيطان........و انغمس الزبير في الخلطة الشيطانية.......
و دامت الطقوس لأسبوعين متتاليين......كانت العراق قد دخلت حدود الكويت......ليتوجه جورج بوش الأب مباشرة من الغابة البوهيمية بعد أخذ توجيهات من العجوز.....ليعلن الحرب على العراق هو و حلفائه.........خطة شيطانية الغرض منها أن يقولوا...كش صدام....كش عروبة.....كش إسلام..
بعدها....خطب جورج بوش الأب ليعلن عن النظام العالمي الجديد...لتكون البداية...بداية على منوال الحاخام العجوز....
الزبير يغط في نوم عميق....فتح عينه بعد أن أحس بالجو يزداد حرارة...ليرى ذلك الشخص الوسيم جالس على الكرسي يراقبه....و في وجهه ابتسامة خبيثة...صرخ الزبير من أنت؟؟
ليرد ذلك الشخص......إبليس...أنا إبليس...و ابتسم ابتسامة.....ابتسامة شيطانية.....
أنا إبليس.......قالها الرجل الجالس بقرب سرير الزبير...و الذي انتفض بقوة.......و ارتمى على يد الرجل يقبلها....السمع و الطاعة سيدي...السمع و الطاعة........قالها الزبير...ليرد الرجل......أنا مستاء منك يا الزبير....لم تفعل بعد ما توقعته منك......رد الزبير...كيف سيدي.....لم أفهم.......
رد إبليس المتجسد في شكل رجل....تعال معي و افتح عقلك لتفهم.....و إن لم تفهم تصبح كرعاع الناس..و أولئك لا أحتاجهم...
خرج إبليس يتبعه الزبير من الغرفة...ليدخلوا ممرا طويلا يؤدي إلى قصر زجاجي كبير جدا....و و على جوانب الممر اصطفت كثير من المخلوقات المرعبة...بين قصيرة و عملاقة....أجساد بلا رؤوس...و رؤوس بلا أجساد...و مخلوقات سوداء ...و أخرى بزغب يغطي كل رأسها......فهم الزبير أنه انتقل لهذا المكان عن طريق سحر قوي...كيف لا و هو مع إبليس...إبليس بنفسه....
هذا أحد قصوري الأرضية......و هاته المخلوقات أعواني من رعاع الجن و مستعد بالتضحية بهم لأجل واحد أريده .....و دلفوا للقصر...و كأن الممر بطوله قصُر....ليدلفوا لقاعة كبيرة جدا....يتوسطها عرش أسود كبير و كأنه لعملاق.....و كل المخلوقات النارية التي بالقاعة سجدت لإبليس ..توجه الرجل للعرش ليتحول شكله لمخلوق أسود كبير مرعب بأنياب كبيرة ...و ليجلس على الكرسي.....الزبير اكتفى بالملاحظة...فقد اقتربت الآلاف الآلاف من الجن لكرسي إبليس...و هم يتقاتلون حول من يقترب أكثر من الكرسي.....قال إبليس بصوت مرتفع......كن كما أريدك أن تكون...راقب و افهم........و إلا......و برقت عينا إبليس الحمراوتين..........
فتح الزبير عيناه في رعب...ليجد نفسه في سريره......و قد تبلل فراشه بعرقه......ما هذا هل كنت أحلم....أم ماذا.......أسئلة كثيرة كانت تتصارع داخل رأس الزبير.....ما المقصود من هذا الحلم....أن هو حقيقي.....
مرت الأيام على الزبير و هو تائه في أفكاره...حتى المهمة التي كلفه بها الحاخام العجوز...لم يعطها اهتماما......
و كانت الحرب مشتعلة بين صدام العراق...و بين أمريكا و حليفاتها ....و كانت الغلبة لأمريكا و حليفاتها..و التي استعملت أسلحة أُزيح عنها الستار في تلك الحرب.......
و تلك مهمة الزبير........الأسلحة الجديدة على عالم الإنسان.....فلا تتوقعوا أنها صنع بشري......أسلحة تسبب جلطات دموية...و أسلحة تقتل خلايا المخ..و غيرها الكثير......
(عرفت حروب أمريكا ضد العراق استعمال هاته الأسلحة...و كان العراقيون فقط فئران تجارب لأسلحة خرجت للنور من عالم الظلام انتظارا لحرب في المستقبل...حرب ينتظرونها)
أراك مشغول البال يا الزبير...ما الخطب.....قالها العجوز....ليجاوب الزبير...لا شيء لا شيء........عليك الذهاب لجزيرة أكنابي..(جزيرة في أرخبيل جزر هاواي...العجيب أنها لا تُذكر في الخرائط لأنها ثكنة عسكرية أمريكية حيث يقومون بتجاربهم السرية) و عليك تتبع مشروع "الشعاع الأزرق.....فقريبا سيتم تفعيله ...
حسنا قالها الزبير......
و توجه الزبير للجزيرة....و هناك أمضى أياما يلتقي فيها الجنرالات و يبلغهم أوامر الحاخام و التي كانو يسمعونها في خنوع....أما ليله فكان كوابيس مرعبة...بطلها الحاخام الأسود..و الذي كان يمرر سكينه على رقبة الزبير و يتناول لحمه.........كاد الزبير أن يجن.........و كان قد قرر فعل شيء.....
رجع الزبير لمكان إقامته في "إرم ذات العماد" حيث استقبله الحاخام الأسود.....و الذي أخبره أن الليلة احتفال تقديم قرابين للشيطان..........
ارتدى الزبير ردائه الأحمر ...و توجه لقاعة القربان....حيث وجد السبعة رجال بعباآتهم البيضاء ملتفون حول الصنم الكبير....و كان قرب كل واحد منهم رضيع صغير من أعراق مختلفة......و كان هناك العجوز...في مكانه..اقترب الزبير من كرسيه حيث وُضع طفل رضيع سيكون قربان الشيطان...
رفع العجوز سكينه .....تقبل منا سيدي إبليس هاته القرابين التي نذبحها بإسمك....و رفعوا خناجرهم لينحروا الرضع...و كذلك فعلوا....إلا الزبير..........الزبير الذي انقض على الحاخام العجوز....و قام بتمرير السكين على رقبته....و هو يصرخ هذا قرباني لك...إبليس.....انتفض العجوز لتفارق روحه الجسد الهرم......و التفت السبعة رجال جهة الزبير و توجهوا نحوه حاملين سكاكينهم.....تراجع الزبير للخلف....ليصطدم بشيء...التفت....لقد كان الحاخام الأسود...و كانت نظراته غاضبة......
قبض الحاخام على الزبير بأيدي قوية...و في خفة تستحيل على عجوز مثله.......و كان حولهم الرجال السبعة بسكاكينهم......
تغدر بي..بي أنا الذي تبنيتك و انتشلتك من الحضيض لتصبح من أسياد العالم.....قالها العجوز بنظرات غاضبة....أقتلني..أقتلني...أنا لا أهابك....أقتلني.........صرخها الزبير بقوة...لتكون إجابة الحاخام العجوز ضحكات شيطانية......أهبك ما تريد....موت مريح....أبدا...ستموت ألف مرة في اليوم قبل أن تموت بالفعل.......رد الزبير...تبا لك..إبليس لم يعد بحاجة لك...إبليس يساندني أنا..أنا...
و انهمر العجوز في ضحك شيطاني...إبليس يساند فقط القوة الراجحة من الشر...و قوتي هي الراجحة....إبليس لا يحب الضعفاء..مثلك................
و هوت قبضة قوية على مؤخرة رأس الزبير ليسقط غائبا عن الوعي...
شمس حارقة....استيقظ على حرارتها الزبير..أحس بآلام قوية في الكتف اليمنى...مد يده ليتحسس....و بدأ في الصراخ......صرخات ألم...صرخات حقد....صرخات انهزام.............لقد كانت يده اليمنى مبتورة حتى الكتف....و قطرات الدم لا زالت تتساقط منها....هكذا أراد الحاخام الأسود ميتة الزبير.....يتعذب ألف مرة بأن يُستنزف دمه قبل أن يقبض ملك الموت على روحه..........إحساسه بهذا الضعف الإنساني كان يقتله..بعد أن كان في القمة و اعتقد أنه ارتفع عن مستوى البشر و الجن...البشر و الجن الذين كانوا حيوانات مزرعته كما كان يحب وصفهم....إبليس تخلى عنه....و العجوز لا زال على كرسي العرش...عرش اليهود....عرش الماسون....عرش الشر.......
و هو.....الزبير......عاري الجسد....مقطوع اليد........دمه ينزف...الجوع و العطش يذكِّرانه بإنسانيته....مختلطة أفكاره....و وسط صحراء......صحراء خالية.....صحراء الربع الخالي...... في درجة حرارة تفوق الخمسين درجة في الظل.......
قاوم الزبير رغبته في الموت....قاوم إحساسه بالخسارة.....و بدأ المشي بخطوات متثاقلة..و الألم يعتصره....و جلده يُحرق بأشعة الشمس اللافحة.......و فهم أنه ضعيف جدا....و كأن الزمن ينتقم لكل من ذاقوا الموت على يديه...افتكر المئات بل الآلاف من الوجوه المقتولة و التي تطلب الثأر..الثأر منه.....و لأول مرة يحس بالندم.................
خارت قوى الزبير.....ليسقط أرضا...و يفقد وعيه.....................و استيقظ.......بعد أن أحس ببرودة تسري في كل جسده.....فتح عينيه.....لا زال في الصحراء....و كانت الشمس قد غابت بحرارتها لتفسح المجال للبرودة الشديدة......و هذا حال الصحراء...بينما حال الزبير لم يتغير...عذاب الشمس عوضه عذاب البرودة......و صرخ....لا....لن أموت......أ تسمعني أيها العجوز.....لن أموت......
و أدخل أصبعه في جرح كتفه ليتدفق الدم أكثر...و بدأ في كتابة كلمات على جسده بدمائه و هو يتمتم بكلمات آرامية.....ليسقط أرضا بعد أن تجاوز كل قدرات التحمل....و غاب عن الوعي.........
"(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ("...........
استفاق الزبير على صوت قراءة القرآن....فتح عينيه ببطء ايجد نفسه داخل خيمة......و قد ضُمِّد جرحه...و يلبس ملابس بسيطة....و أمامه...كان هناك شخص....يصلي....و من جهره بالقراءة...و بتلك الشمعة المشتعلة...فهم أن الوقت ليل........اتكىء على الوسادة و بدأ في الإنصات....القرآن...الذي كان تدنيسه طريق دخوله عوالم السحر.......يا لها من مفارقة......و سبح الزبير في خيالاته........ليفيقه منها ذلك الرجل....الحمد لله على سلامتك.....ماذا جاء بك هنا......رد الزبير.....شكرا لك.....كنت في بعثة علمية و......أين نحن.......رد الرجل......أنا من قبيلة "مهرة" من البدو الرحل.....و أنت محظوظ أنك لا زلت على قيد الحياة...فهذه الصحراء الداخل إليها مفقود......حسنا ارتح...و لا تجهد نفسك.... و لنا كلام في الغد......و غادر الرجل الخيمة..........
ماذا تريد و لماذا ناديتني......التفت الزبير مصدر الصوت.....إنه مادشار ابن إبليس و شريكه السابق....قل ماذا تريد..لقد انتظرت أن تستفيق من غيبوبتك...........رد الزبير...مادشار ساعدني...فأنت شريكي و قد أعطيتني العهد......رد الجني الشيطان....مستحيل..الحاخام الأسود حرَّم على كل الشياطين أن تساعدك و إلا مصيرها الحرق.........لكن أنت شريكي ساعدني و سأكافئك خير الجزاء.......بسخرية رد مادشار...تكافئني بحالتك هاته.........سأغادر.........انتظر...قالها الزبير.......ابحث في مقبرة الحاخام" شمعون بار يوشاي" بمدينة صفد بفلسطين..(هو من أشهر وأخطر الحاخامات اليهود ومؤلف أخطر كتاب في تاريخ العالم ألا وهو كتاب الزوهار الذي يمثل المصدر الرئيسي للكابالا ويعتبر من مؤسسي علم الكابالا وهو أشهر علماء اليهود في الفترة من عام 135 إلي 175م أي بعد هدم الهيكل ورفع السيد المسيح....قبره أصبح مزارا لليهود في مدينة صفد الفلسطينية)......و غادر الجني الشيطان.......
و غادر الزبير الخيمة......و قد أصبح له هدف...الإنتقام.....بعد أن قبض على رأس الخيط..........و مرت أسابيع عانى فيها الزبير الأمرين ....إلى أن وصل لمدينة صفد....و منها 
لقرية "ميرون" حيث المزار و القبر....و انتظر الليل.....و تسلل للمزار....و فتح غطاء القبر الذي كان مصنوعا من الرخام......ذكائه و خفته ساعداه على عدم انكشاف أمره.....و فتح القبر........ليجد رفاث الحاخام.....و بحث بين الرفاث....ليجد........ورقة جلدية قديمة ...بحث فيها ليجدها مكتوبة بكلمات عبرية.....لم ينتظر ...و بدأ في قراءة الأسماء المكتوبة.......ليسمع دويا قويا.......من يطلب خادم يوشاي.......رد الزبير...آمرك أن تطيعني........رد المارد....لا أطيع إلا سيدي يوشاي.......استدعيتني فماذا تريد.....رد الزبير......الحاخام العجوز أريد الإنتقام منه......رد المارد.....سأخبرك كيف بشرط تسلمني الورقة التي بيدك.......حسنا رد الزبير..............الحاخام الأسود....مشلول لا يمكنه المشي ....لكن ...كان يتحرك كأرنب بري......أسكت..قاطعه المارد و إسمع...السنون التي مرت على الحاخام و التي جعلت منه عجوزا و معمرا ..أصبح مع الزمن بلا قوة جسدية....فهو لا يستطيع المشي.......له جني وفي يتشكل بشكله و يعمل بالحرف ما يأمره به.....نطق الزبير...لهذا رغم طعني له لم يمت.....أعطني الورقة....قالها الجني......طلب أخير....قال الزبير..........ما هو........أنتم الإنس طماعون و لا تنتهي مطالبكم........أريد الذهاب لبيتي الأول......بيت شمعون..........لك ذلك.....
دلف الزبير بيته ...بيت شمعون.....و كان مهجورا.....فتح الباب السري للقبو...و نزل....و هناك أخرج ما خبأه منذ زمن...و هو يعتقد أنه لن يحتاجهم ثانية....أخرج خاتمه الأسود....و سكينه العظمي......و برقت عيناه بعد أن اقترب المسعى للهدف......
تسلل الزبير حيث الحاخام...بعد أن لف نفسه بصفائح نحاسية صنعها من معدن الغرفة النحاسية....و التي تجعله غير مرئي لعيون الجن أتباع العجوز........و بحث...بحث عن العجوز.......ليجده ....نائما على سريره و هو يشخر.....قال الزبير....إذن من يقول عن نفسه سيد العالم يشخر كشخير البعير.....استيقظ العجوز مرعوبا ...لكن الزبير مرر سكينه على رقبته و هو يقول.....و هذه نهاية البعير.....و فارقت روح العجوز جسده ...و انفتح الباب عن الحاخام الأسود....عن خادمه المتشكل بشكله........صرخ الزبير ..لقد قتلته....أنا الحاكم الآن....أنا سيدك....و ركز عينيه على الجني الذي انحنى....السمع و الطاعة سيدي.....اقبض على الرجال السبعة أعوان العجوز و ائتني بهم في القاعة الكبرى...قاعة التضحية............السمع و الطاعة......
لبس الزبير لباسه الأحمر.....و توجه للقاعة...هناك ذبح الرجال السبعة و قدمهم قرابين للشيطان.......و جلس على كرسي الحاخام الأسود.....و الدماء تملىء يده...يده اليسرى.......و بدأ في الضحك بهستيرية....أنا الحاكم.....أنا المُختار ....لتربت يد على كتفه.......من خلف...استدار بسرعة.......نفس الشخص...إبليس .......و الذي قال....نعم أنت المختار و الخليفة في عالم الشر....... و لم تخيب ظني فيك...فاستعد و أعِدَّ أعوانك لحرب قوية مع المسلمين......مع الإسلام.....
الليل يسدل ستاره....و فقط نور تلك الشمعة في خيمة الرجل منقذ الزبير......يلون السواد........و كان هناك الزبير.....الذي توجه في خفة نحو الرجل.....يا مرحبا بك...أين اختفيت و كيف أتيت.......رد الزبير ....جئت لأكافئك على صنيعك معي.....و غرس الزبير سكينه في قلب الرجل...الذي سقط أرضا...و أكمل الزبير.....جئت أقتل بذرة الخير التي أحسست بها داخلي......فأنا المختار....ابن الشيطان.....ابن الشر.....
و كسر صمت الليل ضحكات الزبير....ضحكات شيطانية......
تمت بحمد الله....................