"سحر و لعنة"..
كان شيطانا منذ صغره....ذلك الطفل "الزبير" إبن "فاطنة" الماشطة.....و ابن "حمادي" الجندي الذي استشهد في حرب فرنسا ضد الألمان...كان في الفيلق المغربي الذي التحق للدفاع عن فرنسا ضد النازية...و هناك تلقى رصاصة في عينه اليمنى....و تمشى أكثر من عشرون مترا و هو يقرأ القرآن قبل أن تغادره الروح تحت نظرات غرابة من الجنود الفرنسيين...رصاصة في الرأس و لا زال يتحرك...........
كان "الزبير" الطفل الوحيد في الأسرة....يحب تعذيب الحيوانات ...يقتل الكلاب و القطط و الطيور التي تقع بين يديه...كان يحس بلذة ما بعدها لذة عندما تغادر الروح جسد الحيوان...كان كل مرة يجرب ميتة جديدة للحيوان الذي بين يديه...و كلها تنتهي بموت الحيوان.....و سعادة "الزبير".....شيطان مصغر في صيغة إنسان.......الإنسان .....كيف يكون موت الإنسان......كان هذا السؤال يتحرك بضجة داخل رأس "الزوبير" ذو العشر سنوات....و أحس أن عليه التجربة.........
فاطمة ذات الثلاث سنوات ..أحسن فأر للتجربة...خصوصا أن أمها تعمل خادمة في البيوت بأجرة يومية ..و غالبا ما تتركها في الكوخ المجاور لكوخ "الزبير" و أمه لوحدها......و ذاك اليوم تسلل "الزبير" من نافذة الكوخ بعدما تيقن من غياب أم فاطمة...أخذ فاطمة من يدها و هو يعدها بأنه سيلعب معها....و ذهب بها إلى مغارة تقع في أقصى مكان لمزرعة مستعمر فرنسي....بمجرد أن وصلوا للمغارة....ضربها بحجر على رأسها.....و ربطها من يديها و رجليها.....و انتظر....انتظر أن تستفيق..............
استفاقت فاطمة و هي تصرخ و تبكي من ألم الضربة و من الخوف.....و كان هناك "الزبير" أمامها يضحك .....و صفعها بقوة .....و ركلها في بطنها....و مع كل صرخة ألم....إحساس بالنشوة يتولد داخل "الزبير".......
و أخرج سكينه.....و قطع أصبعا لفاطمة....التي تصرخ بألم......و قطع الأصبع الثاني.....و الدماء تتدفق بغزارة من الطفلة الصغيرة.....و الأصبع الثالث......و أُغمي على فاطمة .........و انتظر "الزبير" الوحش الطفل استيقاظها..........بعد مدة استيقظت....لتبدأ في الصراخ و البكاء.....و هي لا تفهم لما كل هذا العذاب....مد "الزبير" يده داخل فم فاطمة و أخرج لسانها ليقطعه بسكينه.......و ليغمى على فاطمة مرة أخرى.....لكن "الزبير" لم ينتظر......بدأ يشَرِّح في جسد فاطمة ....و هي حية....فتح بطنها...لتتدفق الدماء ...و أدخل "الزبير" يده في بطنها الصغيرة.....أحس بسخونة الدماء التي تخرج منها و سخونة أعضائها ....و بدأ يقطع بسكينه فيها.....و هو في قمة نشوته..
و لما انتهى من فعلته الشيطانية.....ذهب للجدول الصغير....غسل يديه و سكينه و رجع لكوخه و كأنه أزاح لباس الشيطان ليلبس لباس الملاك......كان يخاف جدا من أمه..التي غدت أقسى من الحجر بعد فقدانها لزوجها و احتكاكها بمشاكل تقصم ظهور الرجال....
مرت أيام على اختفاء فاطمة...و التي أمها كادت أن تُجن.....بحثوا عنها كثيرا...بحثوا عن فاطمة..........و فقط ذلك الطفل الشيطان يعرف مكانها.....بل مكان جثتها...و أي جثة..
كان "الزبير" بعد موت فاطمة..يأتي كل يوم للمغارة و يبدأ في تقطيع الجثة لأطراف صغيرة.........و هو جد مستمتع.....
و في أحد الأيام و "الزبير" راجع من ساحة المدينة استوقفه رجل ضخم برأس صغير و لحية مشوكة ....و كانت عيناه تلمعان ...بشكل غريب.....استوقفه و قال...أين تخبىء جثة فاطمة......فزع "الزبير" من السؤال و حاول الهرب.....لكن الرجل كان أسرع......قبض عليه و أكمل قائلا.....لا تخف.....أنا محتاج لبعض أعضائها......و سأكافئك.....و ستكون تلميذا لي.....إن أردت......و أعرف أنك ستريد........
و فعلا أحس "الزبير" براحة مع هذا الرجل...و هذا الرجل كان "شمعون" الساحر اليهودي.....بل أشهر ساحر و مشعوذ في المدينة....و يأتيه زوار من مختلف أنحاء البلد..
كان رمزا للشر.....الشر الذي سيورثه ل"الزبير" مع طقوس و علوم السحر و التحكم في الجن و العفاريت و الشياطين.....
نحن الآن في منزل الساحر "شمعون" و الذي كان يرافقه "الزبير" و هو جد فرحان ....تلك الرائحة النتنة و المنبعثة بقوة كرائحة الموت تفتح قلب "الزبير" لمعرفة ما يجهله من عالم الشر........
ضع الكيس هنا...قالها "شمعون" لتلميذه الجديد.....وضعه "الزبير" حيث أشار...كان ذلك الكيس الذي يحتوي على قطع لحم الطفلة فاطمة........أكمل "شمعون" عرفت منذ رأيتك أنك ستكون خير خليفة لي...يتوجب الآن فقط أن يقبل بك شركائي من الجن....هل تخاف الجن .....أجاب "الزبير" أخاف من شيء لا أراه..مستحيل.......انهمر الساحر اليهودي في الضحك ..و هو يقول...سوف تراهم و سنرى ردة فعلك.......إتبعني......قالها شمعون و هو يفتح ذلك الباب الصغير...المؤدي لدرج مظلم...ونزلوا في قبو....قبو تحت بيت الساحر.....نزل "الزبير" و حب استطلاعه غلب على خوفه.....كانت هناك أصوات....اختلطت على أذنا "الزبير" بين أصوات بشرية تتعذب و أصوات حيوانات و أصوات أخرى لم يعرفها...مروا على أقفاص فيها كلاب و قطط سوداء...و أقفاص فيها طيور الوطواط و البومة......و أمام البوابة المؤدية للقاعة الكبيرة توقفوا......كان هناك ضبع مربوط...لا يتحرك.....هل هو حي....قالها "الزبير" ....رد الساحر ههههه ليس حيا إنه محنط...الذي فيه هو الذي حي ...استغرب "الزبير" ليكمل الساحر...فيه جن مارد هو الحارس لهذه الغرفة.....الغرفة تحتوي على كل علومي و كتبي و تجاربي...و الكثير الكثير......و أنت الإنسي الوحيد الذي سيدخل لها و سيخرج حيا....هذا إن نجحت في الإختبار..........
لفت انتباه "الزبير" صرخات نسائية قادمة من تلك الغرفة......أخذ الساحر شمعون أحد قطع جسد فاطمة الطفلة التي قتلها الزبير......كتب فيها بقلم خاص بعض الكلمات....كانت أسماء لملوك و خدام من الجان...و طلب شمعون الساحر من الزبير أكلها.....ليُظهِر له أن قلبه ميت....ضحك الزبير و انقض على قطعة اللحم كذئب جائع.......و بدأ في المضغ...و بمجرد ابتلاعها ظهر له تيس.....تيس أسود كبير بعينين حمراوتين....تفاجأ الزبير من هذا التيس..و الذي قال...أنا الجني سحملال الوسيط بين معلمك شمعون و سيدي أظرقوع ملك قبيلتي من الجن و مبعوث كبيرنا إبليس.... أكمل الساحر...لقد نجحت في الإختبار...و قد نلت رضا خدامي من الجن المردة......فتعال بنا ندخل الغرفة.......
و أي غرفة....كانت غرفة الشر.....باقترابهم للباب وقف الضبع المحنط مكشرا عن أنيابه...قال الساحر شمعون كلمات بلغة غريبة..ليجلس الضبع و يطأطأ رأسه..و "الزبير" يتبع شمعون....و فُتِحت البوابة......ليرى "الزبير" ما لم يتخيله حتى في أحلامه الشريرة.....
كانت الغرفة مليئة بجثث إنسية ....جثت نساء و أطفال و رجال....بعضها محنط.....بعضها معلق في السقف و الدم لا زال يقطر منهم ...و كانت هناك كتب كثيرة و يظهر أنها قديمة...و لكن ما لفت انتباه "الزبير" أكثر هو في وسط القاعة.......كانت هناك مائدة كبيرة...مربوطة عليها بنت...نعم بنت.....و تصرخ.....و يحيط بها من الجهات الأربع ...أربع نساء عجائز يلبسون الأسود.....و كُنَّ بلا عيون.......نعم لا مكان للعيون في أوجههم...كانوا كمن يقمن بصلاة اليهود....يتحركن برؤوسهن إلى الأمام و الخلف...و هنَّ يتمتمن بكلمات غير مفهومة ...
هذه هي أعمالي السحرية...قالها الساحر و أكمل......أقوم بعمل السحر داخل الجثث و التي أغلبها أقتله بيدي.....أو يقتله شريكي الجني "أضرقوع" و نبيع الجثث لكبار الشخصيات و الأثرياء...و الذي يعشقون ما نقوم به.....فهناك من دفن جثة اشتراها منا في عتبة بيته....و هناك من يعاشر إحدى الجثث كل ليلة ...و هناك من يأكل من لحم الجثث.......كل حالة على حسب السحر المطلوب..........اخترتك لتكون تلميذي فلا تخيب أملي فيك و إلا ستكون فقط جثة تضاف لقائمة الجثث التي أبيعها......
نعم سأكون عند حسن ظنك سيدي...قالها "الزبير" هذا العالم الذي أحبه و كنت تائها عنه......اقترب التيس الأسود من "الزبير" ...
"الزبير" الذي تغير لونه تقريبا للأسود...و تحول لون عينيه للأحمر.....و نطق بصوت مرعب.......كان ملك الشياطين "أضرقوع" و قد تلبس بجسم "الزبير" و ......
تجسد ملك الجن "أضرقوع" في جسد "الزبير" و استدار مخاطبا الساحر "شمعون" ..أحسنت الإختيار شمعون....قالها ملك الجن و أكمل...هذا الطفل دموي جدا و سادي جدا و هو عز الطلب......أخفض الساحر اليهودي رأسه في خنوع و هو يبتسم ابتسامة شيطانية.....نعم سأجعله تلميذي و إبني و خليفتي في عالم الظلام.......و ضحك شمعون و ضحك "أضرقوع"........
الميثاق الذي بين ملك الجن و الساحر شمعون كان بعد أن يدنس كتاب الله....أن لا يتزوج و أن لا يكون له أبناء...و عندما وُلِد له إبن من مومس ....أحضره له الجن و اضطر شمعون الساحر لذبحه قربانا للشيطان.....و ذبحه شمعون دون أن يتحرك جفنه..رغم أنه ابنه....
غادر "أضرقوع" جسد الزبير بعد أن أوصى شمعون بالإمتحانات التي سيقوم بها الزبير....فتح الزبير عينيه و هو يسأل..ماذا وقع.....أجاب شمعون....الإمتحان الأول....انزع كل ملابسك.....تضايق الزبير من هذا الطلب....ماذا......رد شمعون...إن كنت تريد أن تكون تلميذي فاسمع الكلام دون مناقشة أو سؤال.....و بدأ الزبير في نزع ملابسه .....حتى أصبح كما خلقته أمه....اقترب منه الساحر و هو يحمل آنية نحاسية و قلما من القصب .....و بدأ في كتابة أسماء غريبة على جسد الزبير....على كل جسد الزبير.....يكتبها بدماء إنسية......و الزبير في قمة نشوته لمنظر الدماء.....انتهى شمعون من الكتابة ليمنحه الإناء النحاسي و يطلب منه أن يشرب الباقي....و شرب الزبير الباقي...دون تردد.....أخبره الساحر أن يتبعه....ذهبوا لأقصى الغرفة الكبيرة....حيث فتح الساحر بابا صغيرا لا تلمحه العين العادية ...ليفضي عن غرفة مظلمة.....هذه هي خلوتي...قالها الساحر.....ستدخل إليها و ستمضي ثلاثة أيام ....دون أكل أو شرب...و.....ستعرف الباقي...أدخل.......
و دخل الزبير ليقفل عليه شمعون الباب....ظلام في ظلام.......ظلام دامس......جلس أرضا....و انتظر....انتظر المجهول........و سمع صوتا ...كالمواء...و صوت آخر...و آخر ..و آخر......صرخ الزبير ...من أنتم...جائه صوت خلفه....نحن الجنيات خادمات الأسماء التي على جسدك..........و يجب أن ....تقتل أمك.....نعم أمك.....لتثبت لنا حسن نيتك اتجاهنا.....إن فعلتها سنكون خادمات لك...الأسماء التي على جسدك.....يجب أن تحفظها...فكل إسم له قوة شيطانية في عالمنا السفلي......و يجب عليك أن تكتب هذه الأسماء على جسد أمك...بعد أن تقتلها...بيديك....فكر الزبير في أمه التي يرتعد فقط عند وقوفها أمامه.....لم تكن يوما رحيمة به....تضربه كل وقت لسبب و لغير سبب........و قال....حسنا سأقتلها......و ضحكت الجنيات ...و ضحك هو........و بدأ في حفظ الأسماء التي ترددها الجنيات....
"صماقيل....مبراع....هبدور....مهطايل......."
حفظها في سهولة...و رددها .....و فُتح الباب....ليظهر الساحر شمعون.....اخرج فقد مرت الأيام الثلاثة.........فتح الزبير فمه...ماذا....لكن لم يمر علي إلى ساعة....ضحك الساحر.....بل ثلاثة أيام....و هنا تتجلى قوة السحر....قوتي التي سأهابك إياها.....و خرج الزبير....و شمعون يقول....تعرف ما عليك فعله......أجاب الزبير....نعم..و الليلة........
الليلة......نحن في كوخ الزبير...و على ذلك الشبيه بسرير ....ترقد أم الزبير بجسدها السمين.....و...الزبير واقف عند رأسها....يحمل سكينا......و غرزها في عنقها..لتنبعث الدماء بقوة...و لتستفيق الأم و ترى ابنها يحمل السكين....قبضت على عنقه بيدها السمينة..و هي تحدث صوتا أشبه بالشخير.....و بدأت في خنقه......أحس الزبير بالخوف.....الخوف الذي لم يحسه من الجن و غيره......و بدأ في إرسال ضربات متتالية لعنق و رأس أمه......و هي لا زالت تضغط بيدها على عنقه.....إلا أن ارتخت....و ليغرس الزبير السكين في عينها اليمنى....و لتفارق روحها جسدها الضخم......العين اليمنى تماما مثل ميتة زوجها...رصاصة في العين اليمنى....
و قام الزبير بتعرية جسد أمه.....و كتابة تلك الكلمات الشيطانية على جسدها ....و بدمها....و انفتح باب الكوخ...ليدخل منه تيس أسود بعينين حمراوتين.....و قال أحسنت يا خليفة الشيطان بين بني الإنسان...أبعث لك تحيات سيدي "أضرقوع".....و الآن....كان الزبير منتشيا بما فعل ...و كأنه انتقم لأيام و شهور أمضاها في ضرب و مهانة من أمه..و أكمل التيس الأسود...و الآن.......وجب عليك أخذ الخاتم الذي بيد "شمعون".......و قتله...فتح الزبير فمه مستغربا......ردد التيس الأسود....نعم قتله لتأخذ مكانه.....فقد انتهى زمانه....و بدأ زمانك.......
رجع "الزبير" لمنزل الساحر شمعون ..و هو متقلب الأفكار.....أقتل شمعون...و..أي خاتم...لم يكلمني شمعون عنه.......
استقبله شمعون بضحكة شيطانية....يا مرحبا بتلميذي العزيز....نجحت في الإختبار..و من الليلة سأبدأ في تعليمك ....لفت انتباه "الزبير" ذلك الخاتم الأسود في أصبع شمعون.....لم يعرف اسم المعدن لكنه أسود...
في القاعة الرئيسية في قبو الساحر كان هناك شمعون يتمتم بعزائم ...و يرمي بخورا ذات رائحة كريهة في النار المشتعلة في جسد أحد الموتى.....و "الزبير" فقط يلاحظ...و قلبه و عقله متعلقين بالخاتم الأسود....ظهرت النساء العجائز الأربع و بدؤوا يقومون بالدوران حولهم و هن يرددن بلغة عبرية (גלורי גלורי לשטן השטן ) معناها (المجد للشيطان) ....و شمعون يصرخ بتلك العزائم و يصرخ و هو كأنه يقفز مكانه....و.....استيقظ الجسد الميت المحترق.......و تكلم........من يطلب "البَجَّاس" ...من يطلب ملك جن النار...
أجاب شمعون ...آمرك بقوة أسماء خدام خاتمي أن تطيعني الطاعة العمياء....
السمع و الطاعة سيدي.....قالها "البجاس"...
و أكمل شمعون....هذا سحر انتقام...و آمرك أن تحرق منزل صاحب هذا الأثر ...و أي مكان يسكنه تحرقه...بقوة أسماء خدام الخاتم آمرك........السمع و الطاعة ..أجاب "البجاس".........
هذا أول درس يا "الزبير" ....هذا ملك جن النار تحت خدمتي ...و هو خاص باشتعال النيران في أي مكان آمره به...لكن الخاتم ما قصته...سأل "الزبير".....أجاب شمعون...كل قوتي بهذا الخاتم.....هو قديم جدا...جدا...من عهد الحاخامات الذين تعلموا السحر الأسود بعد موت النبي "سليمان" .....و قد عانيت الكثير لامتلاكه......انحنى الزبير على شمعون..أريد أن أقول لك شيئا...و لكن لا أريد أن يسمعني أحد..قالها الزبير....قل ماذا تنتظر.....أجاب شمعون.....لا لا يجب أن يسمعنا أحد.....فطلب شمعون من الزبير أن يتبعه....و فتح شمعون بابا ليطلب من الزبير الدخول....و دخلوا.....لقاعة ...كل حيطانها من النحاس.....النحاس الخالص....و على الحيطان منقوشة أشكال و رموز غريبة....فتح الزبير فمه....ما هاذا.......أجاب شمعون في زهو.....هذه غرفة الخلاص....هذه الغرفة لا يكمن لأي جني و لو كان ملكا في قومه الدخول.....حتى قرينك و قريني لا يمكنهم الدخول.......يوجد فقط أربعة غرف هكذا في العالم أجمع...واحدة في مصر..واحدة في الهند...و اثنتين في المغرب....الثانية في مدينة الصويرة عند ساحر يهودي آخر......
تكلم الآن و قل ما تريد........رد الزبير....لقد..لقد..لقد طلبوا مني قتلك لأستحوذ على الخاتم.....تجهم وجه شمعون في غضب....اللعين أضرقوع...أهذا ما يريد.... قاطعه الزبير و أكمل.....أنت أصبحت كأب لي و لن أخونك أبدا.......انحنى شمعون على الزبير و قبله في جبينه و قال...و أنت إبني و تلميذي و خليفتي.....سأنتقم من ذلك الجني الملعون........سأله الزبير..لكن كيف...أجاب شمعون......عندما طلب مني أن أذبح إبني قربانا له.....بحثت كثيرا..كيف أتغلب عليه.....ووجدت......سوف ترى بعينيك........و خرج شمعون من القاعة..تبعه الزبير........توجهوا للقاعة الكبرى..حمل شمعون سلسلة حديدية ...و بدأ يردد كلمات بلغة آرامية قديمة....انطفئت كل الأضواء...و شمعون يكمل ما يقول من عزائم......ظهر جسم ناري بلون أحمر......ماذا تفعل يا شمعون......صرخها الجسم الناري...و كان "أضرقوع" ملك الجن....و كان يتعذب و كأنه يحرق......ماذا تفعل يا شمعون......سكت شمعون ...و نطق....تريد قتلي يا ملعون....سأريك.....و رجع لتعاويذه ..يرددها...و "أضرقوع" يرتجف....و رمى شمعون السلسلة الحديدية على ملك الجن لتحيط به من كل جانب....و لتبدأ في عصره...و أضرقوع يصرخ.......ستقتلني...إني أحترق..أحت....
و اختفى الجسد الناري........و ضحك شمعون ......و الزبير فقط يلاحظ....فهذه العوالم لا زالت غريبة عنه....فقد بدأ للتو في التعلم........
صرخ شمعون..من الأقوى الآن ..من الأقوى.....
و أسدل الليل ستاره....ليأوي كل لغرفته....لكن الزبير لم يأوي لمكان....بل تسحب لغرفة شمعون........و مرر سكينه الصغيرة على رقبة شمعون.......ذبحه من الوريد للوريد......و انفجرت الدماء من شمعون...الذي استيقظ و فتح عيناه على ذلك الصغير الذي تبناه لدخول عالم السحر....و كان السبب في نهايته...و يا لها من نهاية...شمعون الساحر العظيم الذي يتحكم في ملوك الجن..و الذي قضى على أضرقوع أكبر ملك للجن و خليفة إبليس...تكون نهايته على يد طفل صغير.......و فارقت روحه الجسد لتلتحق بالبرزخ...منتظرة يوم الحساب ..و أي حساب لساحر مثل شمعون....نيران جهنم تنتظره....
وجد الزبير صعوبة في إخراج الخاتم من أصبع شمعون...فقطعه بسكينه....و تناول الخاتم....كانت فيه نقوش جد صغيرة...ووضعه في أصبعه...مقاسه......و كأن الخاتم الشيطاني يتشكل على حسب أصبع مالكه.......و نادى الزبير ..."سمحلال" إظهر......و ظهر التيس الأسود.....أكمل الزبير.....أصبحت مالك الخاتم....و أصبحت سيدك.....و أنت بدورك ستأخذ مكان "أضرقوع" و تصبح سلطان الجن ....فقد انتهى زمنه.....و بدأ زمنك......
ستعلمني كل ما يخص السحر من قواعد...قالها الزبير ل "سمحلال" و الذي أجاب ...السمع و الطاعة سيدي....
و مر أسبوع و الزبير يتعلم من الجني "سمحلال" اللغات القديمة كالعبرية و الكنعانية و الآرامية...و هي اللغات التي كتبت بها كتب السحر الأولى.....كان ذكيا....و مجدا... و بسرعة تعلم اللغات القديمة و بدأ في مراجعة كتب السحر و تطبيق وصفاتها على الجثث الآدمية و بيعها لزبناءه من علية القوم...بين تجار و أثرياء و إقطاعيين و سياسيين و غيرهم.....كان يكذب على زبناء شمعون بأن يقول لهم أنه تلميذه و أنه في خلوة و لا يمكنه لقاء أحد.....كان يكذب كما يتنفس...بل يتقن كل ما للشيطان حلال في ما حرم الله.....و رغم صغر سنه إلا أنه أظهر نباهة كبيرة ........
و تمر الأيام و الشهور.....و شرب الزبير جيدا أصول السحر الأسود....بل أصبح يبدع في هذا العالم السفلي.....و أصبح له خدام جدد من الجن الشياطين....بعد أن أصبح متخصصا في السحر عن طريق جثث الأطفال...يخطفهم بالقوة...أو يستدرجهم حيث مقر سحره.....يقيدهم و يبدأ و هم أحياء في بقر بطونهم و كتابة الطلاسم على أعضائهم..إلا أن يموت الطفل أو الطفلة...و كان كل جسد طفل لسحر معين......و كثر زبائن الزبير...و كثرت أمواله........و كثرت كذلك الإختطافات للأطفال.....و أصبح الكل خائفا على أبناءه من المجهول.... و بحثت الشرطة دون الحصول على نتيجة...كانت الإختطافات منظمة و بدون أثر....و كلها من تفكير شيطان إنسي صغير......حتى الملك الجديد الجن "سمحلال" أحس بضعفه أمام هذا الولد....و قرر أن يفعل ما يغير به مسار الأمور............
كان الزبير ..في القاعة الرئيسية ..حيث كتب و أدوات السحر....و العجائز الأربع ملتفون على جثة طفلة لم تتجاوز الأربع سنوات....يقولون كلمات عبرية ....و كأنها صلاة للشيطان....و الزبير منشغل في قراءة أحد كتب السحر...فالجثة لأمير عربي...دفع الثمن بعملات ذهبية ووجب إتقان السحر ليصبح زبونا دائما....و إذا بالبوابة تنفتح....ليستدير الزبير بسرعة....من يمكنه تخطي الضبع الحارس للبوابة دون قول كلمات سحرية خاصة..........و سقط الكتاب من بين يدي الزبير....و فتح فمه في استغراب و ذهول و خوف شديد..........فمن فتح الباب.......كان...كان......كان شمعون......
هو نفسه بلحمه و شحمه.....تلخبط الزبير...و حاول استدعاء خدام الخاتم....لكن ذلك الشمعون...قال كلمات ليحس الزبير بصوته يغادره....حاول مجددا النطق بأسماء الخدام دون جدوى....لقد أصبح أخرسا......تراجع للوراء في خوف ....و قبض عليه "سمحلال" استدار نحوه الزبير في ذهول أكبر و كأنه يقول..حتى أنت........ و تكلم شمعون.....أنت أيها الولد الملعون تفعل كل هاته الأهوال التي يعجز عنها من أمضى عمره في علوم الظلام..أنت..............الزبير اكتفى فقط بالمشاهدة انتظارا لأمر سيء سيقع له.....
سأقتلك شر قتلة.......لكن قبل ذلك سأخبرك بما يجري.....شمعون الذي ذبحت من الوريد للوريد كشاة عجوز و ورثت علومه و ما يملك هو...أخي التوأم......عينا الزبير كانتا تدلان على قمة إيفرست في عالم الذهول....و هو يتتبع فقط بعينيه..... نعم هو توأمي....و كلانا تعلم السحر....لكني فقته في هذا العالم و إن اكتفيت بالعمل مختبأ عن النور......نعم فأهدافي أسمى و أسمى....أهدافي هي الرقي ببني ديني اليهود....و جعلهم أسياد العالم......أنا من أولئك الذين يخططون كيف سيسير العالم مستقبلا.......الزبير لا زال فاتحا فمه في استغراب...و توأم شمعون يكمل........لن تفهم كلامي لأنه أكبر من يستوعبه عقل واحد مثلك....حتى أنا لا أدري لما أقول لك هذا..........و أخرج توأم شمعون...سكينا مصنوعا من عظم بشرية....و أردف قائلا.....ستحصل على شرف الموت بهذه السكين.....إنها سكين الشيطان....و بها ذُبح عدد كبير من كبار علماء المسلمين..بهذه السكين ..فافرح فستُقارن بهم......
حاول الزبير الإفلات....لا فائدة....حاول الكلام.....لا فائدة...............توقف توأم شمعون و قال...كأنك تريد أن تقول شيئا...قالها و قبض على الخاتم الأسود محاولا نزعه...لم ينزع...فقطع الأصبع الحاملة للخاتم....صرخ الزبير صرخة مكتومة.....نطق توأم شمعون بضع كلمات....ليرجع النطق للزبير.....كان يتأوه ألما.......قل ما تريد قبل موتك..... أجاب الزبير....أ أ أ ...رأس أخوك شمعون لا زلت أحتفظ به إن كنت تريده....رد توأم شمعون غاضبا...يا ملعون ...شوهت جثة أخي.....أين هي قل...أين هي......
رد الزبير....قل لهذا الجني الملعون أن يطلقني لأدلك......أشار اليهودي للجني "سمحلال" بإطلاقه......و طلب الزبير منهم أن يتبعوه.....و تبعوه.........و فتح بابا صغيرا....و دخل....ليتبعه توأم شمعون..و الجني سمحلال.......و ليغلق الزبير الباب....و ينقض على السكين العظمية و يأخذها من يد توأم شمعون......و الذي بدأ يردد كلمات بلغة آرامية........و لا شيء....فقط الزبير يضحك......و الجني يصرخ بأن قواه غادرته.....و استغرب اليهودي ما يجري....ليصرخ الزبير.....هههههههههههههه هذه الغرفة النحاسية....غرفة الخلاص.......حيث كل قوى السحر و كل قوة الجن تتلاشى بين رموز و طلاسم الغرفة......ههههههه ها أنت أصبحت إنسيا عاديا....و انقض عليه الزبير ليغرس السكين في عينه اليمنى......و يسقط اليهودي ميتا......واتجه الزبير صوب الجني "سمحلال" و هو يضحك....و الجني يطلب الرحمة و السماح.......لا مكان للرحمة في قلب الزبير......و انقض كوحش كاسر على الجني.........و...
أخرج الزبير جثة توأم شمعون و سمحلال الذي تشكل في شكل تيس أسود من الغرفة النحاسية......و استحضر خدامه من الجن و طلب منهم التخلص منهم....و طلب منهم أن يدلوه على مكان إقامة توأم شمعون....و ذلك للاستحواذ على كتبه و علومه........أجابه الجن أنهم لم يجدوا قرين توأم شمعون لسؤاله...لأنه ليس له قرين.........ماذا...صرخ الزبير....لا يمكن.....من خلال العلوم التي تعلمتها...لكل إنسي قرين......حسنا ابحثوا و اسألوا عن مكانه و إلا ستكون نهايتكم على يدي.............و انصرف الجن الشياطين خائفين مرعوبين و منزعجين من هذا المالك الصغير للخاتم.............
انغمس الزبير في كتب السحر يبحث فيها ....كان يريد أن يتعلم كل علوم الدنيا في السحر و الشعوذة.....
كان يلزمه شيطان مارد قوي جدا ليتحكم في الجن الشياطين اللازمين للقيام بسحره و لتقويته أكثر و أكثر........
و قرأ في كتاب قديم أن أقوى الجن الشياطين على الإطلاق هم الجن الذين كانوا في عهد سيدنا سليمان...و الذين حكم عليهم بأن يُضعوا في قماقم نحاسية (نوع من الأواني) و يسبك عليهم الرصاص و يُختم عليهم بخاتمه رضي الله عنه....و قرأ أيضا أن أغلبية هاته القماقم كانت تُرمى في بحار المغرب.........و أن هناك بعض السحرة الكبار لا زالوا يحتفظون ببعض القماقم....
استحضر الزبير أحد خدامه و أمره بالبحث عن ساحر لا زال يحتفظ بقمقم يعود لزمن سيدنا سليمان............
كان عند الزبير رغبة كبيرة في السيطرة على كل السحرة برغم صغر سنه......عالم السحر حيث وجد ضالته............
جاءه خادمه الجني بعد مدة و أخبره أن هناك ساحر فقيه....مقيم ب "تزنيت" مختص في استخراج الكنوز........و له خدام و أعوان من الجن............
سال لعاب الزبير.....و هو يفكر بالقمقم...و ما فيه............و عزم السفر لمدينة "تزنيت" و السفر للساحر.........
كانت عدة الزبير في سفره فقط خاتمه الأسود و السكين العظمي.....و وصل للمدينة و توجه للقرية حيث ذلك الفقيه......وصل للمكان.....لكن ليست هناك قرية....نعم هذا هو المكان...لكن هناك فراغ فقط.......
استدعى الزبير خدامه.....صرخ فيهم ألم تخبروني أن هذا هو المكان......نعم سيدي هذا هو المكان..........ذلك الساحر الفقيه لديه خدام أقوياء من الجن.....و هم يقومون بعملية اللعب بطبقات الهواء..و التي تخفي كل ما يريدون إخفائه عن أعين الجن و أعين الإنس الذين يضمرون الشر للفقيه........
اللعنة.....صرخ الزبير.......و كيف الحل للدخول........أجابه أحد خدامه.....هناك فقط الجن الناري من يستطيع تعطيل هذا العمل...استدعي "البجاس" و اطلب منه حرق أحد منازل القرية........
لمعت الفكرة في رأس الزبير.....و بحث عن إنسي بقربه....لمح ذلك الراعي و هو يسرع بغنمه ....فقد كادت الشمس بالمغيب......أسرع نحوه في تستر و ارتمى عليه ليذبحه بالسكين العظمي.....و بسرعة شق بطنه و بدأ في ترديد كلمات سحرية و أشعل النار فيه و هولا زال يردد تلك الكلمات.........ليستيقظ الجسد الميت و هو يقول بصوت مرتفع...من يطلب البجاس.....من يطلب ملك النار.......
أجابه الزبير....بحق أسماء خدام الخاتم أطلب منك السمع و الطاعة.........السمع و الطاعة لك سيدي........قالها البجاس
آمرك بحرق كل بيوت القرية .....كل البيوت ..اترك فقط منزل الساحر الفقيه......
السمع و الطاعة...أجاب البجاس و اختفى..
و انتظر الزبير....و انتظر......ليلمح أدخنة سوداء ترتفع رغم غروب الشمس.....و بدأت تظهر للعيان قرية صغيرة......بضعة منازل...و كانت النار تلتهمها.....و صراخ هنا و هناك...
أسر بأكملها حُرقت......الزبير يبتسم لما يراه..يحب هذا المنظر.....منظر الخراب....منظر يحس بحبه أنه يقترب من الشيطان ....
توجه الزبير لمنزل الساحر الفقيه....و كانت أكبر المنازل..و كان المنزل الوحيد الذي لم يحترق......ما إن اقترب الزبير للباب حتى فُتح...دخل الزبير....و قال.....تنتظرني.....
جائه صوت من مكان مجهول....لم كل هذا....لم أزهقت كل هاته الأرواح......جائه رد الزبير باردا........لأني أحب إزهاق الأرواح...و سأتركك تعيش إن أنت أذعنت لطلبي.........أعطني القمقم السليماني...
رد الفقيه و لا زال مصدر الصوت مجهول..عليك اللعنة..سيكون بيتي قبرك الأبدي في هذه الدنيا....... و بدأ الفقيه في ترديد أسماء بين العبرية و لهجة السواحلي الإفريقية.........و بدأت حيطان المنزل في الإهتزاز......و بدأ الزبير يضحك......و بإشارة منه....جلب خدامه زوجة الفقيه و ابنيه الصغيرين....توجه الزبير خلف زوجته و دون انتظار...قام بذبحها.....و ليقول و هو يلعق الدم الذي لطخ يده....تعال عندي و اخنع لأمري و إلا......و توجه الزبير صوب أولاده...ليركض الفقيه اتجاه الزبير و هو يطلب منه التوقف..و أنه استسلم له....ضحك الزبير ....و قال..هكذا أنتم البشر تقضي عليكم مشاعركم.....قالها و كأنه ليس من البشر ..و كأنه أسمى من البشر و حتى من الجان..........و تابع الزبير......أحضر لي القمقم السليماني.....صرخ الفقيه الساحر....لا أنصحك.....فالمارد الذي فيه قوي جدا جدا.......فوق استطاعة أي ساحر في هذه الدنيا.......أعطني القمقم و اكتف بسماع الأمر.......و غاب الفقيه و حضر ليأتي بإناء نحاسي..يظهر أنه قديم جدا.....تناوله الزبير و طعن الفقيه الدجال في بطنه....و الذي تهاوى أرضا متتبعا بعينيه الزبير الذي أكمل قائلا.....إبنيك الصغيرين سيكونا الجثتين القادمتين لسحري.....و انهمر في ضحك شيطاني........
دخل الزبير للغرفة النحاسية و في يده القمقم السليماني.....فكسر الرصاص الذي يغلق فم القمقم.....ليخرج دخان أزرق ...و ليسمع الزبير صوتا غليظا يقول..التوبة التوبة يا نبي الله............و تشكل في شكل مخلوق أسود هائل الجثة بأنياب في فمه............و أسرد المارد قائلا بالعبرية ....من أنت.......أجاب الزبير.......أنا سيدك ......أجاب المخلوق ...سيدي هو النبي سليمان....أردف الزبير قائلا......النبي سليمان مات منذ زمن بعيد....صرخ المارد....حقا؟؟؟؟؟ أجاب الزبير نعم......فصرخ المارد..إذن سأقتلك....فأنا أكره الإنس......حاول المارد استخدام قواه ..دون جدوى......ماذا يجري....صرخ المارد...أجاب الزبير في هدوء.....لقد قلت لم أن سيدك..و كل قوتك أتحكم فيها.....فخر المارد على ركبتيه..السمع و الطاعة.....رد عليه الزبير....أعطني العهد و الميثاق...في خدمتي....و لا تخف ....ستخدمني فقط لأمور الشر.....و أريدك أن تكون سيد و ملك الجن الذين تحت خدمتي..أعطى المارد العهد للزبير...حسنا قل لي ما اسمك و ما قصتك....قال الزبير.....أجاب المارد....إسمي داهش و قد قبض علي "الدمرياط" وزير الجن عند النبي سليمان بعد أن خضت بجيشي حربا ضده...و كانت نهايتي هذا القمقم النحاسي............حسن أول مهامك لي ..ستبحث لي عن مكان إقامة توأم شمعون...قالها الزبير...ليسمع الرد الذي يحب سمعه.....السمع و الطاعة سيدي....و ضحك الزبير.....ضحكة متسلطة........
حضر المارد "داهش" بعد مدة ليخبر سيده الزبير بأنه وجد مكان مقام توأم شمعون....مغارة وسط جبال الأطلس في مدينة "قلعة مكونة" و أخبره أنه مكان منعزل لا يطئه إنسي...فأمره الزبير بأن يدله على المكان...فأردف "داهش" مكملا.......مدخل المغارة محمي بطلسم سحري قوي جدا منحوت على الصخر...لا يمكن لأحد اختراقه..إنسي كان أم جني..
أحس الزبير بالعجز..و كان يكره هذا الإحساس......فصرخ في "داهش" لا بد من وجود طريقة أو حل.....ما نفع هذا العدد الكبير من الجن في خدمتي ..إن لم يوفروا لي ما آمره بهم....و ما نفعك أنت بكل قوتك و جبروتك و وقوفك ندا ل "الدمرياط" وزير جن النبي سليمان....ما نفعكم.....صرخها الزبير و هو يركل فتاة صغيرة كانت مربوطة تنتظر مصيرها المشئوم في وصفات الزبير السحرية...................اقترب "داهش" منه ليقول.....هناك وسيلة سيدي...وسيلة وحيدة..استدار الزبير نحوه و قد لمع الأمل في عينيه...ما هي قل ما هي........الحل سيدي يكمن في غرفة الخلاص..الغرفة النحاسية..كيف ....قالها الزبير في انتباه.....رد "داهش" يجب أن تأخذ كل النحاس في الغرفة حيث منقوشة الطلاسم و تصهره و تذيبه على صخور المغارة حيث الطلسم المانع لدخولها.....فكر الزبير في الأمر..ليردف....و هل النتيجة مضمونة....فرد "داهش" نعم سيدي مضمونة..لكن نحاس الغرفة غير كاف....يلزمك نحاس غرفة الخلاص الثانية و التي يملكها اليهودي الصويري........برقت عينا الزبير في شك..يظهر أنك لم تضع وقتك سدى...فقد سألت و بحثت.....أجاب "داهش" في مكر..كله لخدمتك سيدي.....فرد الزبير..إذن تلزمنا الغرفة الثانية...و هذا يلزِمنا قتل الساحر المالك لها.....أمممممممم....حسن فليكن.........تطقس عن أخبار ذلك الساحر و آتني بها في الحين.....الأمر و الطاعة سيدي..و انصرف المارد...و بدأ الزبير في التفكير....التفكير في غرفة الخلاص التي سيفقدها.....و التفكير فيما تحتويه المغارة..و التي لأجل ما فيها أُقفلت بطلسم قوي جدا...
و حضر "داهش".....سيدي ...ذلك الساحر مالك الغرفة....إنه....إنه.......قوي جدا....جدا.. لقد جمع بين القابالا و السحر الإفريقي الأسود.....تابع الزبير باهتمام...ليكمل "داهش" .....يلقبونه "أوروكوزو" (معناها الساحر بالإفريقية) و قد تعلم على يد ساحر كبير في نيجيريا ...تجهم وجه الزبير....و "داهش" يتابع......له الكثير الكثير من الأعوان...و أغلبهم من القرائن (جمع قرين) ....و قد تعلم الطريقة من معلمه الإفريقي...و هي أنه يقوم بقتل الأبرياء كيفما كانوا....و في الليل ينبش قبورهم و يأخذ قلوبهم...و ببعض الأعمال السحرية يتحكم في قرائنهم.....و قد قتل الكثير الكثير....و لك سيدي أن تتصور كم له من الخدام.....
طرق الزبير رأسه لأسفل و هو يفكر....و يفكر ...ليقول بصوت منخفض....سنقتله...كيفما يكون......أفضل الموت على يديه.....على الجلوس مستسلما لمخاوفي....
و ذلك ما كان......توجه الزبير حيث يقطن الساحر الصويري.....منزل كبير جدا في الحي القديم..........ما إن اقترب من المنزل...حتى فتح رجل قصير الباب.....أهلا بالذي يريد قتلي.....أهلا بقاتل شمعون و أخيه.........انتظرتك كثيرا......أخفى الزبير ذهوله و رهبة سرت في كل خلاياه....أنت الساحر الصويري.....أجاب الساحر ..بشحمه و لحمه و قرينه....و انهمر في ضحك أظهر فمه الفارغ من الأسنان......كانت عيناه تدلان على مكر و خبث ........و دعى الزبير للدخول....و دخل الزبير ليُقفل الباب.........و أردف الساحر قائلا .....تريد قتلي......لأخد الغرفة النحاسية......و أنا منذ زمن أريد مواجهتك..........سأعقد معك اتفاق.......إن أنا قضيت عليك يكون خدامك و ما لك لي....و إن أنت قتلتني فكل ما لي لك.....رد الزبير في جرأة......موافق..........و اسودَّ وجه الساحر ...حسن......
و دخل الزبير في عراك سحري مع اليهودي الصويري صاحب الغرفة النحاسية الثانية...و تجسد أمام الزبير أعداد هائلة خلف الساحر اليهودي من الجن..كانوا أتباع اليهودي...أكثر مما يتصور......و كان الجن أتباع الزبير و في مقدمتهم الداهش خلفه ...و بدأ الساحر اليهودي في ترديد عزائمه السحرية المخلوطة بين عبرية و إفريقية.....و الزبير يصرخ : أهيا شرا هيا بيقه شيا............و أردف ..العَجَل العجل ..الساعة الساعة.....
و تحول المكان لقطعة من الجحيم...نيران سوداء و حمراء....و أجساد الجن القتلى هنا و هناك ....و كانت الغلبة لمن يتابع بعيناه للساحر اليهودي....و هو لا زال يستدعي خدامه من الشياطين و من القرائن....أحس الزبير بضعفه أمام هذا الساحر........
و فجأة.....ظلام.....ظلام يحيط بالزبير....هل أصبح أعمى...هل مات.....أم هل هو طلسم سحري رماه به الساحر اليهودي....
فتح الزبير عيناه.......ليرى أغرب ما تخيله في رأسه أن يراه.........كان في مكان أشبه بالمآثر التاريخية.......قاعة جد كبيرة فيها تماثيل برخام أبيض تجسد ملكا تظهره قويا و يحمل رمحا...كل التماثيل متشابهة....و كان هناك كرسي مصنوع من.....من جماجم بشرية...صغيرة.........جماجم أطفال......و عليها جلس ....عجوز كبير.......لحيته بيضاء...منتوفة.....يلبس لباسا أسود...و يحمل قلادة....كبيرة فيها رموز غريبة....و أمام الزبير رأى الساحر الصويري..و كان أيضا مندهشا مما يجري.....و رأى أيضا خادمه "داهش" و كان مقيدا..........
و جاء صوت العجوز ....بمهل........مرحبا بالزبير عندي........الزبير.......و أخيرا .....
التفت الزبير في انتباه ...و هو لا يفهم شيئا مما يجري......
و أردف العجوز قائلا.....أولا قبل تعريفك بنفسي......كان يتكلم وهو يتمشى بخطوات بطيئة....و مر قرب الساحر الصويري....أشار بأصبعه...لينصهر جسد الصويري لكتلة من الدماء و اللحم............و أكمل العجوز.....تريد دخول المغارة.......و ذلك بصهر نحاس الغرفتين و تسكبه على صخور المغارة.......دعني أقول لك أن كل هذا ليس إلا خدعة من المارد "داهش" و ذلك لتتخلص من الغرفتين التي يحس بضعفه فيهما.....التفت الزبير للمارد و نطق...صحيح؟؟؟؟
أكمل العجوز..نعم صحيح....و بعد أن تتخلص من الغرفتين كان يريد الخلاص منك....و مر العجوز أمام المارد..و مرة أخرى أشار بأصبعه ليصرخ "داهش"...و تحول لرماد....
و العجوز يكمل.....و كل هذا لا يهمنا......و ضحك العجوز..........أنت من يهمني يا الزبير.....كيف ...نطق الزبير......
لا تقاطعني....قالها العجوز و أكمل.....منذ صغرك و أنا أتتبعك....و الأحداث التي جرت أظهرت فعلا أنك إبن الشيطان......ماذا إبن الشيطان؟؟!! .....قالها الزبير في صمت....العجوز يكمل.....منذ قتلت الطفلة الصغيرة و بعدها قتلك لشمعون و للعديد العديد من الناس.........و كذلك كنت أريدك.....فالإنس و الجن ليسوا إلا وسيلة لنا...نعم وسيلة لنا.....فنحن رغم قلتنا هم "المختارون"..........و هم ليسوا إلا قطعانا نحركها كيفما نريد...........آه نسيت....نسيت أن أعرفك بنفسي........يبدو أن شيخوختي بدأت تظهر....و ضحك بسرعة ليكمل....أنا "بنيامين" الحاخام الأسود....و العالم العليم بسحر الكابالا وسحر النكرومانسي....و تلميذ أستاذي المبجل "يعقوب إليتزر".....
أسماء غريبة عليك.....لكن ستفهمها....ستفهم كل شيء..........فأنت المختار......إختارك إبليس بنفسه.....سيدي و سيدك.....و سيد كل اليهود .............الزبير فقط يدخل الأسماء الجديدة التي يسمعها....ليحاول فهمها ......
أتعرف أين أنت.......أنت في مدينة اللعنة الأبدية.....مدينة "إرم ذات العماد" .....و هي سكناي و مقامي.......المدينة التي رغم تقدمهم و تطورهم لم يجدوها......فالمدينة يحميها سحر قوي......أقوى من تلك العلوم الحقيرة التي يقيسون بها الحضارة......
ماذا تريد مني......قالها الزبير.......ليرد العجوز........ألم أقل لك إنك المختار من طرف إبليس........و ستكون تلميذي........و لكن دون خيانة......و بدأ في الضحك.....بسهولة لأنك لن تستطيع الخيانة..........
و لتعلم أكثر.......نحن من يخطط للعالم...حروب دماء دمار أمراض فساد انقلابات ثورات كلها .....نحن من يخطط لها... لا بد و أنك سمعت أن اليهود يقولون أنهم شعب الله المختار.....و فعلا فإبليس اختارهم ليكونوا شعبه.....و أنا سيدهم و على قمة من في قمة الهرم.......الهرم الماسوني كما يسمونه......أنا المالك لأصول السحر...أعلم منها ما أشاء بأمر من إبليس.......أنا إبن ملوك الكليبوت..(الكليبوت كلمة عبرية متداولة في سحر الكابالا الخاص بكبار الحاخامات..و معناها قشرة الشر الموجودة في العالم.......و للكليبوت سبعة ملوك يمثلون العوالم السبعة المدَمَّرة و التي خلقها الله قبل هذه الأرض و لكنها تحللت بسبب سيطرة الشر....أعوذ بالله مما يقولون)......
و من في قمة الهرم الماسوني.....يكمل العجوز "بنيامين"...أما الزبير ففاتح فمه كأبله لأشياء لأول مرة يسمعها....و يكمل العجوز و كأنه كان محروما من الكلام....و من في قمة الهرم ...هم تلاميذي...و هم من ذرية العشرين شيطانا الذين بعثهم إبليس للأرض و تزوجوا من بنات البشر و أنجبوا ذرية مخيفة...أفراد هاته الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة و علوم السحر...و التحكم في سير البشر...
رد الزبير ....لقد أكثرت علي الكلام.....فماذا تريد مني.........رد العجوز...لست أنا من يريد.....بل إبليس من يريد منك أن تكون في خدمته...و خدمتي....ستكون الوسيط بيني و بين من في قمة الهرم.........
موافق.....قالها الزبير.....و ذلك غايتي.....خدمة إبليس..........
تناول العجوز أحد الكتب....و يظهر أنه جد قديم........جدا...........و قال...هل تعرف "الحظرد"..........أجاب الزبير ...نعم ....كاتب كتاب "العزيف".......رد العجوز...أحسنت...و الوحيد الذي زار هذه المدينة..."إرم ذات العماد"........شخص رائع....قالها العجوز و كأنه يفتكر ذكريات جميلة....ليكمل....خذ..هذا كتابه الأصلي.....الوحيد........تناوله الزبير في دهشة و انفعال......أدرسه جيدا...و افهم ما فيه........و استعد لمقابلة.........إبليس...
و أمضى الزبير يومه كاملا في الإطلاع على كتاب "العزيف" .....فهم فقط القليل منه...ليدخل عليه الحاخام العجوز ..و قال و هو يمد له ثوبا أحمر.....ستقام الليلة حفلة لإنضمامك للمجمع المختار....إلبس هذا الثوب..........رد الزبير حسن..و لكن هذا الكتاب لم أفهم إلا القليل منه.....رد العجوز ..هذا الكتاب هو البوابة الكبرى للعالم الموازي لعالمنا.....عالم الجن.....الجن الذي بهم و بعونهم نقضي الكثير من مآربنا.....هم جد متطورين على البشر....و لكن نحن...نحن النخبة ...النخبة التي فوق الإنس و الجن...و إبليس العظيم (لعنه الله) من وضعنا في هذا الموضع....انتظارا...للحظة خروج المخَلِّص...
لكن......قالها الزبير..ليقاطعه العجوز...يكفي أسئلة...ستعرف كل شيء....كل شيء....
دخل الزبير وراء العجوز...لقاعة ضخمة....يتوسطها...تمثال ضخم لشيء قبيح الخلقة...و كان التمثال..و كأنه حي ينطق...و حول التمثال التف تسعة كراسي و تسعة موائد.....بشكل هرمي...و كان هناك سبعة أشخاص يلبسون لباسا أبيض...و يغطون وجوههم......و على كل مائدة....ركز الزبير عينيه ليعرف ما ذلك الشيء الصغير الملفوف..لقد كانوا...كانوا..أطفالا رضع....نعم رضع.............استغرب الزبير الموقف و انتظر ليفهم بدون أن يسأل.......كان العجوز بلباس أسود يتواتى مع لقبه "الحاخام الأسود".......و خلفه الزبير بلباسه الأحمر...
و أشار العجوز للزبير بأخذ مكانه ..و كان كرسيه قرب كرسي العجوز....و الذي بدأ الكلام بالعبرية....نشكر إبليس على التقائنا..نشكر إبليس على قوتنا....نشكر إبليس على اختيارنا.....هو ربنا (أعوذ بالله) و سيدنا و مالك خلاصنا......و لك يا إبليس نقدم هاته الأضحيات التسع ...كما قدمها قبلنا و منذ مئات السنين إبنك الصفي الذي اخترته من بين أحفادك اليهود "هيرودس أكريبا"....
كان كل الجمع يردد خلفه ما يقول...حتى الزبير بدأ في الترديد و هو لم يفهم بعد...و رفع العجوز وتدا خشبيا..و رفع الثمانية و فيهم الزبير أوتادا خشبية......و صرخ العجوز ..أهدي لك إبليس الدماء و الأرواح و لتكن أضاحينا بإسمك و لك...فتقبلها منا...فنحن منك و إليك......قالها العجوز ليغرس الوتد تماما في قلب الرضيع الموضوع أمامه....و ليغرس البقية أوتادهم أيضا في نفس مكان القلب.......صرخات صغيرة هنا و هناك للرضع ما لبث أن سكت صراخهم و حركاتهم..و أخذ العجوز سكينا حادة ليفصل الرأس عن الجسد و هو يقول المجد لك ..المجد بك......و ليتبعه الحاضرون في العملية و ليفعلوا فعله و يقولوا قوله....و رفع كل واحد فيهم الرأس الصغيرة التي ما زال الدم يقطر منها.....و توجهوا للتمثال و رؤوسهم مطأطئة....ليضعوها بين يديه....و ليركعوا و هم يرددون المجد لك....المجد لك..........لتبرق عينا التمثال بوهيج أحمر.....و لتشتعل نار حمراء وسط القاعة..........و يصرخ العجوز في طرب و فرحة:.....إبليس يبارك لنا و يتقبل أضاحينا.....فلتبدأ أفراحنا....... و تخلى كل واحد فيهم عن لباسه..كما ولدتهم أمهاتهم.....و توجه كل واحد منهم لكرسيه حيث أخذ سكينا و بدأ في تقطيع جثة الرضيع.....و توجهو بها للنار الحمراء حيث وضعوا فيها أسياخا..و وضعوها على النار...و الزبير يحاول فقط التقليد و قد غلب غموض ما يفعلون تفكير عقله...و بدأوا في التهام تلك الأجساد الصغيرة....و العجوز يأمر الزبير بفعل ما يفعلون..و هو يصرخ ...إنها النار المباركة...النار التي أشعلها سيدي إبليس احتفاء بنا.........و أكل الزبير...بل و أظهر شراهة في الأكل........كانوا كوحوش آدمية........وحوش جائعة......و انسدل الستار.......انسدل عن ليلة دموية كان الزبير ينتظر أن يفهم ما جرى فيها....
في اليوم الموالي...طلب العجوز من الزبير مرافقته....إلى نفس القاعة الكبيرة.....و بدأ في الشرح....و عقل الزبير يستوعب.....و أشار العجوز للكرسي الذي كان يجلس فيه الزبير...قائلا.......لقد وهبك إبليس مكان "حيرام أبيود" ...لقد منحك الدرجة الثالثة...("حيرام" وزير الملك هيرودس الثاني ...ملك اليهود و مؤسس الماسونية اليهودية عام 43 م)
و هي درجة مباشرة خلفي.....
لم تفهم....حسنا...أنظر...طقوس البارحة كانت احتفالا لأولي مؤسسي تنظيمنا ...و كانوا تسعة...كما عددنا......و هؤلاء التسعة نسمى بأسمائهم عند سيدنا إبليس ..و هم...
- الملك هيرودس أكريبا...و هو أنا
-حيرام أبيود...و هو أنت
-موآب لافي..
-جوهنان..
-أنتيبا..
-جاكوب أبدون..
-سلومون أبيرون..
-جواب أدونيرام..
و -أبيا لافي....
هؤلاء هم المؤسسون...و نحن أحفادهم...و سنورثه لأحفادنا...انتظارا للمخَلِّص.....
لكن الرضع لماذا....نطقها الزبير...ليجاوب العجوز ضاحكا........من طقوسنا...أن نضحي بتسعة رضع....يكونون بعمر تسعة أشهر....و كل رضيع من عرق بشري مختلف..بين آسيوي و منغولي و عربي و هندي...... و ذلك دلالة لسيطرة إبليس على كل أعراق البشر....أما الأوتاد الخشبية فمصنوعة من الصليب الذي صُلِب به عيسى النبي قبل موته ..(لم يمت عليه السلام بل اصطفاه الله عنده) .....فمرحبا بك بيننا....بين أحفاد إبليس....... لكن....قالها الزبير و أكمل...الأحفاد كما تقول...كانوا يهودا...أبناء يهود....و لكني لأبوين مسلمين.......فضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى من أسنانه....ألم أقل لك أنك ستعرف كل شيء في وقته....أنت لست إبن حمادي و فاطنة.......هم فقط وجدوك و ربوك........لكن عرقك الشيطاني غلب على تربيهم......إفخر و افتخر فأنت إبن "كراولي" أكبر ساحر في هذا القرن...الإبن المفضل لإبليس.....فتح الزبير فمه غير مصدق...و العجوز يكمل....لقد زار "كراولي" المغرب....و جاب في صحرائها محاولا ..عيش دور الحظرد الذي جاب صحراء الربع الخالي...و أنت نتاج علاقته بساحرة في مدينة الرشيدية.....أنت بذرة شر......و قد نبتت...و الآن إبليس ينتظرها أن تثمر.....
كنت أعرف أني لن أكون إبنا لأبوين عاديين...قالها الزبير و كأنه ارتاح لجيناته ذات الأصل الشيطاني.....و لكن....قالها الزبير...إذا كان اليهود يعتبرون إبليس إلههم و ينتظرون المخَلِّص الذي هو عون إبليس ..فكيف هذا و اليهودية ديانة سماوية..ضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى له من أسنان....لا تثق في أي شيء يخصنا...بل لا تثق في أي شيء في العالم...فنحن من يرسم الخريطة...
حسنا سأشرح لك...عدونا الوحيد و الخطير هو الإسلام و المسلمين.....و لكي نقضي على الإسلام وجب أولا أن تجعل كل الأطراف ضده...و ذلك ما نفعل ...و لتربح كل الأطراف خصوصا المسيحيين وجب إقناعهم بأننا نعبد نفس الإله....إلههم...و بعدها تعطي صورة أن الإسلام دين ناقص..دين دموي..وجب محاربته و محاربة معتنقيه.......هي حرب بين إلهنا إبليس (لعنه الله) و إلههم........نحن أسياد العالم و لا نتتظر الآن إلا المخلِّص.....
كان الزبير يستمع لكل كلمة في انتباه....و أردف العجوز قائلا و هو يتوجه لمكتبة و يبحث على كتاب خاص....و لتفهم أكثر....إسرائيل التي جمعت يهود العالم....نصرخ من بوق كبير أن إسرائيل هي الأرض الموعودة لليهود..حيث نزلت الرسالات و حيث هيكل سليمان.....كل هذا لا يهمنا...عكس ما نشرح للعالم......إسرائيل ستكون عرش المخلِّص التي منها سيحكم العالم بمباركة إبليس ..و سنحكم العالم معه.....و اختار العجوز كتابا مده للزبير .....إقرأ هذا الكتاب....ستفهم منه الكثير....كاتبه هو "يهوذا بن صعايقل" و يشرح فيه الكثير عن اليهود أسياد العالم..(يهوذا هو أحد كُتاب التلمود الذي وصف البشر الغير اليهود بالحيوانات ووصف اليهود بأسمى الخلق)......
حسنا سأقرأه و سأقرأ كل الكتب...فقط سؤال...و المسلمين ما ردهم .....و انهار العجوز في ضحك هستيري.......ليقول ...المسلمين الآن هم أضعف و أضعف رغم كثرتهم.......قسمناهم دولا و دويلات...و زرعنا الثورات و الفتن بينهم.....و أصبح هدف الحكام كرسي السلطة فقط و ثروات و أموال...و كما يقول المثل..من ألِف العسل من الصعب أن يستسيغ ماء البحر.......نساهم الآن في جعل الإسلام يُكره من كل العالم...و سنعمل على جعل المسلمين يكرهون الإسلام و يشككون في عقائده........
و إليك مثل...نقتل المئات بل الآلاف من المسلمين ....كل سنتين نقوم بمجزرة في أخد بلدان الإسلام.....و لا يتحرك أحد......قتلنا الآلاف في فلسطين..و قتلنا الآلاف في بورما (مشكل بورما و مسلمي ميانامار مشكل قديم يرجع للخمسينات من القرن العشرين و إن قوبلت بتعتيم إعلامي منذ ذلك الوقت)...
و هذا ما نقوم به...سنجعل دم المسلم أرخص شيء في العالم.....حتى يرى المسلم أخبارا عن قتل مسلمين آخرين و لا يتحرك له شعور.. بدأت أفهم...قالها الزبير..و قد ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه...
و بدأ الزبير في مطالعة كل كتب العجوز...ليفهم أصول اللعبة...و يا لها من لعبة ..لعبة يهودية ماسونية صهيونية بمباركة شيطانية.......و قرر أن يتقمص جيدا دور "أحورام) في هذا الهرم الملعون......خصوصا بعد المهمة الأولى التي كلفه بها العجوز....و قرر أن يقف على المهمة بنفسه..و كانت أول مهمة في حياته الجديدة...
ألف و خمسمائة جندي إسرائيلي...برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن.....و بينهم شاب صغير تجاوز العشرين بشهور..كان الزبير....بكامل عتادهم العسكري متوجهين لمخيمات الفلسطينيين.......و دخلوا..ليبدأ حمام الدم.....و تبدأ المجزرة....ذُبِح أطفال و شيوخ و رجال و نساء ...لم تميز سكاكين الجنود الصهيون و لا رصاصهم الغادر بين صغير و كبير....و سالت الدماء تسقي الأرض المحتلة...و كان الزبير بينهم..يتنقل بخفة....يذبح هذا و يقتل ذاك.....لمح امرأة حامل....أسرع نحوها ليبقر بطنها بسكينه...و هو يصرخ الموت لكم....نحن أسيادكم..و ليذبحها بوحشية........و فعلا تجلت هناك كل الوحشية...كانت فعلا مجزرة....كانت مجزرة صبرا و شاتيلا....و كانت سنة 1982...
كان العجوز و الزبير في ممر سري...و العجوز يثني على الزبير ما قام به.....و ولجوا لقاعة كبيرة...امتلئت بكتب كثيرة....كل كتاب موضوع بعناية على طاولة زجاجية مغلفة بالحرير الأحمر.....هاته الكتب هي كتب السحر التي كانت تحت كرسي النبي سليمان..قالها العجوز و أكمل...ينقص بعض منها....توجد في الفاتيكان...و عند بعد الأثرياء العرب الذين يتسترون عليها..و يمكن أن تقول أنهم أعوان لنا........فتح الزبير فمه منبهرا....و حمل كتابا...كان الكتاب يشير لوصفات لم يفهمها الزبير و إن كانت مكتوبة بالعبرية.........ضحك العجوز و قال ستفهم...فقط ركز و ضع كل انتباهك في قراءة هاته الكتب..............
و بدأ الزبير في مطالعة الكتب و التي كانت بكتابات عبرية و آرامية ......يفهم شيئا و ما لم يفهمه يشرحه له العجوز....و بدأ في تركيب وصفات سحرية.....للتجريب.........
و كانت كل علوم السحر التي تعلمها من شمعون و العلوم التي تعلمها بعده..غير مفيدة في شيء.........فكتب السحر هاته تشرح كيفية استعباد العقول.....و تشرح عوالم الجان و تركيبتها الغريبة.....و كيفية تسخير الجن ....ملوك الجن لأغراض أكبر.....
الآن وجب عليك الشراكة مع أحد أبناء إبليس....قالها العجوز...ليجاوب الزبير...كيف
تابع العجوز......هناك طقوس يجب أن تقوم بها....و ذلك لإرضائه.....
كان الزبير في "النوبة" (في مصر)..... في مكان مهجور من تلك الصحراء ذات الرمال البيضاء.......في ليلة مقمرة........و معه قط أسود كبير...و غراب أسود....و جدي أسود...و طفلان رضيعان..أحدهما أبيض و الآخر أسود.....و كان الزبير عاريا.....
و بدأ في ذبح الحيوانات و الرضيعين بالترتيب الموضوع......و هو يتلو تعاويذ و أناشيد بالعبرية.......و جمع دماء الحيوانات و الرضيعين في زجاجة...ثم ألقى الجدي و الرضيعين بعد أن أخذ ما أراده منهما في الخلاء...قريبا من مكانه...كهدية للشيطان..
و أوقد نارا قوية حرق فيها أمعاء و مخالب و أقدام و رؤوس الحيوانات و الرضيعين...و عندما صارت رمادا...ذر بعضها في الخلاء عن يساره...ثم عن يمينه...ثم خلفه...و أخيرا أمامه....ثم جمع الرماد المتبقي و مزجه بالدم و بدأ في شربه...... و بدأ بعدها في ترديد إسم إبن الشيطان "مادشار"......ليسمع صوتا ...من يطلبني......ليجيب الزبير...أنا الزبير تلميذ الحاخام الأسود...و خادم إبليس المخلص...و أريد أن تكون عونا لي.....أجاب إبن الشيطان....سمعت عنك.....إركع لي ...لتظهر لي وفائك......و ركع الزبير.....ليتم الإتفاق و العهد بعدها.........
حسن ...قالها العجوز....لم يعد ينقصك شيء..أصبحت الآن كفيلا بالدور المنوط بك....
أحيرام وزير الملك هيرودس أكريبا......
رد الزبير ...القليل من يعرف أن قائدنا هو هيرودس...قالها الزبير و جلس على الطاولة...رد العجوز....نعم ..فقد كنا نخبرهم أن زعيمنا هو سليمان النبي...لنكذب ما جاء به....و فقط فُضِح أمرنا على يد رئيس جمهورية البرازيل "برودانتي موريس" سنة 1898 عندما أهدى النسخة الأصلية لكتاب "عن القوة الخفية" لذلك الأستاذ العربي "عوض خوري" و الذي أسرع لترجمته من العبرية لباقي اللغات.....
صرخ الزبير...و لو عرفوا...نحن الأقوى و لا نهاب أحدا و سنسحقهم كما أسحق هاته النملة...قالها الزبير و هو يدهس بأصبعه نملة صغيرة على الطاولة......و أردف قائلا..نحن أعوان إبل.........و سقط الزبير أرضا بلا حراك..............
استيقظ الزبير.......فتح عيناه....ليرى العجوز أمامه........سأل الزبير في صعوبة...ماذا جرى...و لماذا أحس بهذا الدوار......
رد العجوز.....لم تقل لي أنك مريض بالحساسية......ذُهل الزبير...ماذا...لا أعرف عما تتكلم......رد العجوز....إنك مريض بالحساسية ....و عندما سحقت تلك النملة على الطاولة تسرب إليك الحامض الذي خُلِقت به..حامض النمليك....و كاد يودي بحياتك لأنه خطر على مرضى الحساسية.(حامض النمليك هو حامض يفرزه النمل و قد يأدي للقتل إن قرص شخصا مريضا بالحساسية..و لا يأذي من يتمتع بصحة جيدة)......
استيقظ الزبير بصعوبة.....ماذا...نملة تفعل بي هذا......و اقترب من مرآة ليرى نفسه...و تفاجىء.....كان بلا شعر في رأسه و بلا حواجب.....و كل جلده مغطى ب......بأرقام و حروف عبرية..........ما هذا صرخ الزبير...ليرد العجوز.......هذا طلسم سحري..و هو الذي جعلك تحيى من جديد....
أصبح منظر الزبير مرعبا..و هو بلا شعر و لا حواجب و حروف عبرية و أرقام موشومة على كل جسده.....شكله الجديد ينسجم مع المكان الذي يعيش فيه و الأعمال الشيطانية التي يقوم بها......و كان لا زال مستغربا من أن كل ماجرى له سببه نملة...رغم كل قوته و جبروته..
و تذكر ما جرى للنمرود عندما عذبه الله ببعوضة دخلت من منخره و بقيت فيه أربعمائة سنة...كانت عندما تتحرك في رأسه يطلب من خدمه أن يضربوه بالنعال طلبا لإسكات الألم الفضيع الذي كانت تحدثه......سرعان ما أزال الزبير الفكرة من رأسه..كان قد قرأها في كتاب ...و الذي يتحدث عن قدرة الله في خلقه........لكنه لا يعترف بإله غير إبليس (لعنه الله) و مجرد التفكير في هاته الأمور يشوش عليه أفكاره...............
أفكاره التي قطعها عليه الحاخام العجوز...و الذي دخل عليه بلا استئذان..و سأله...كيف تحس......أجاب الزبير ...أحسن حالا...و إن كنت لم أستوعب بعد شكلي الجديد......رد العجوز...لولا هاته الأرقام و الحروف لكنت من الموتى......هي من كتب السحر الأولى و التي بها أقمنا سحر الكابالا كسحر قائم بذاته...
استعد يا الزبير...سنذهب كضيوف شرف لحفل يمجد إبليس.....سأل الزبير...أين....رد العجوز...عيناك و عقلك من سيجاوب على سؤالك....فقط استعد..فلدينا سفر طويل......
نزلت الطيارة في مطار سري بكاليفورنيا...نزل العجوز و بعده الزبير...ليتم استقبالهم استقبال الملوك و أكثر.....و كان على رأس المستقبلين جورج بوش الأب و الذي كان آنذاك رئيسا لأمريكا...و الذي انحنى في خنوع يقبل يد العجوز ...و كذلك فعل كل الحاضرين.....ليركب العجوز و الزبير سيارة ليموزين مصفحة و التي توجهت في تلك الطريق الثانوية....تصاحبها عدة سيارات حراسة......و بعدها سلكت السيارة طريقا غابويا....حتى توقفوا أمام حاجز كبير سرعان ما فتح...لتدخل السيارة بسرعة...للغابة.....الغابة البوهيمية.........
وجد العجوز و الزبير...حوالي ألفين من الحضور ينتظرونهم بملابس بيضاء...عرف فيهم الزبير إعلاميين و ممثلين و رجال أعمال و رؤساء و حكام...........انحنى الجميع للعجوز حامل شعلة النار السوداء الشيطانية....كما يسمونه......هؤلاء أعواننا المتحكمون في كل مجالات الحياة....قالها العجوز...ليسأل الزبير ..و ماذا نفعل هنا.....رد العجوز....هذا احتفال "مولوخ" (مولوخ اسم أحد آلهة الفنيقيين..و يرجح أنه إسم من أسامي إبليس)
و هنا يقر جميع أعوان إبليس بإلههم إبليس..و فيه نرحب بالأعوان الجدد......
و دلفوا لمبنى أبيض....حيث استراحوا.....ليستعدوا ليلا للإحتفال.....الإحتفال الشيطاني.......
نار مشتعلة....نار كبيرة....في محرقة يقولون أن إبليس وهبها لهم هدية.....و كان هناك ذلك التمثال الكبير لبومة .....تحتها كان الزبير و العجوز...يلبسون عباءات حمراء....و أمامهم مائدة...مائدة تقديم قرابين.....وُضع فوقها طفل رضيع.....و أكثر من ألفين من الأعوان يلبسون عباءات بيضاء...و يرددون "المجد للشيطان"......و هم كأنهم سكارى......ليضع بعدها العجوز النصل الحاد فوق رقبة الرضيع..و هو يقول......لقد وصل العد التنازلي للصفر....و وجب التحرك في ضوء الشمس.....الشمس التي تنير طريقكم....فإبليس راض عنكم......كونوا كما أرادكم....فأنتم الأسياد....أنتم النخبة.....أنتم أبناء الشيطان.....ربكم و إلهكم و حاميكم.....
قالها و ذبح الطفل الرضيع...لتنبعث دماء بريئة.....و يصرخ العجوز فلتبدأ الحفلة......و أشار بيده...ليحمل الزبير جثة الرضيع و يرميها في النار.....و بدأ الشرب و الأكل...و الهرج و المرج...... وقف العجوز على المنصة ليصرخ......إبليس يحييكم و يقول لكم كونوا كما يريدكم أن تكونوا......لينزع الجميع ملابسهم ...عراة كمتوحشي الكهوف...و بدأوا في رقص هيستيري على موسيقى شيطانية....و كانت ليلة تجردوا فيها من إنسانيتهم....كحيوانات مارسوا الجنس و اللواط و السحاق....و كل ما حرم الله أحلوه تقربا من الشيطان........و انغمس الزبير في الخلطة الشيطانية.......
و دامت الطقوس لأسبوعين متتاليين......كانت العراق قد دخلت حدود الكويت......ليتوجه جورج بوش الأب مباشرة من الغابة البوهيمية بعد أخذ توجيهات من العجوز.....ليعلن الحرب على العراق هو و حلفائه.........خطة شيطانية الغرض منها أن يقولوا...كش صدام....كش عروبة.....كش إسلام..
بعدها....خطب جورج بوش الأب ليعلن عن النظام العالمي الجديد...لتكون البداية...بداية على منوال الحاخام العجوز....
الزبير يغط في نوم عميق....فتح عينه بعد أن أحس بالجو يزداد حرارة...ليرى ذلك الشخص الوسيم جالس على الكرسي يراقبه....و في وجهه ابتسامة خبيثة...صرخ الزبير من أنت؟؟
ليرد ذلك الشخص......إبليس...أنا إبليس...و ابتسم ابتسامة.....ابتسامة شيطانية.....
أنا إبليس.......قالها الرجل الجالس بقرب سرير الزبير...و الذي انتفض بقوة.......و ارتمى على يد الرجل يقبلها....السمع و الطاعة سيدي...السمع و الطاعة........قالها الزبير...ليرد الرجل......أنا مستاء منك يا الزبير....لم تفعل بعد ما توقعته منك......رد الزبير...كيف سيدي.....لم أفهم.......
رد إبليس المتجسد في شكل رجل....تعال معي و افتح عقلك لتفهم.....و إن لم تفهم تصبح كرعاع الناس..و أولئك لا أحتاجهم...
خرج إبليس يتبعه الزبير من الغرفة...ليدخلوا ممرا طويلا يؤدي إلى قصر زجاجي كبير جدا....و و على جوانب الممر اصطفت كثير من المخلوقات المرعبة...بين قصيرة و عملاقة....أجساد بلا رؤوس...و رؤوس بلا أجساد...و مخلوقات سوداء ...و أخرى بزغب يغطي كل رأسها......فهم الزبير أنه انتقل لهذا المكان عن طريق سحر قوي...كيف لا و هو مع إبليس...إبليس بنفسه....
هذا أحد قصوري الأرضية......و هاته المخلوقات أعواني من رعاع الجن و مستعد بالتضحية بهم لأجل واحد أريده .....و دلفوا للقصر...و كأن الممر بطوله قصُر....ليدلفوا لقاعة كبيرة جدا....يتوسطها عرش أسود كبير و كأنه لعملاق.....و كل المخلوقات النارية التي بالقاعة سجدت لإبليس ..توجه الرجل للعرش ليتحول شكله لمخلوق أسود كبير مرعب بأنياب كبيرة ...و ليجلس على الكرسي.....الزبير اكتفى بالملاحظة...فقد اقتربت الآلاف الآلاف من الجن لكرسي إبليس...و هم يتقاتلون حول من يقترب أكثر من الكرسي.....قال إبليس بصوت مرتفع......كن كما أريدك أن تكون...راقب و افهم........و إلا......و برقت عينا إبليس الحمراوتين..........
فتح الزبير عيناه في رعب...ليجد نفسه في سريره......و قد تبلل فراشه بعرقه......ما هذا هل كنت أحلم....أم ماذا.......أسئلة كثيرة كانت تتصارع داخل رأس الزبير.....ما المقصود من هذا الحلم....أن هو حقيقي.....
مرت الأيام على الزبير و هو تائه في أفكاره...حتى المهمة التي كلفه بها الحاخام العجوز...لم يعطها اهتماما......
و كانت الحرب مشتعلة بين صدام العراق...و بين أمريكا و حليفاتها ....و كانت الغلبة لأمريكا و حليفاتها..و التي استعملت أسلحة أُزيح عنها الستار في تلك الحرب.......
و تلك مهمة الزبير........الأسلحة الجديدة على عالم الإنسان.....فلا تتوقعوا أنها صنع بشري......أسلحة تسبب جلطات دموية...و أسلحة تقتل خلايا المخ..و غيرها الكثير......
(عرفت حروب أمريكا ضد العراق استعمال هاته الأسلحة...و كان العراقيون فقط فئران تجارب لأسلحة خرجت للنور من عالم الظلام انتظارا لحرب في المستقبل...حرب ينتظرونها)
أراك مشغول البال يا الزبير...ما الخطب.....قالها العجوز....ليجاوب الزبير...لا شيء لا شيء........عليك الذهاب لجزيرة أكنابي..(جزيرة في أرخبيل جزر هاواي...العجيب أنها لا تُذكر في الخرائط لأنها ثكنة عسكرية أمريكية حيث يقومون بتجاربهم السرية) و عليك تتبع مشروع "الشعاع الأزرق.....فقريبا سيتم تفعيله ...
حسنا قالها الزبير......
و توجه الزبير للجزيرة....و هناك أمضى أياما يلتقي فيها الجنرالات و يبلغهم أوامر الحاخام و التي كانو يسمعونها في خنوع....أما ليله فكان كوابيس مرعبة...بطلها الحاخام الأسود..و الذي كان يمرر سكينه على رقبة الزبير و يتناول لحمه.........كاد الزبير أن يجن.........و كان قد قرر فعل شيء.....
رجع الزبير لمكان إقامته في "إرم ذات العماد" حيث استقبله الحاخام الأسود.....و الذي أخبره أن الليلة احتفال تقديم قرابين للشيطان..........
ارتدى الزبير ردائه الأحمر ...و توجه لقاعة القربان....حيث وجد السبعة رجال بعباآتهم البيضاء ملتفون حول الصنم الكبير....و كان قرب كل واحد منهم رضيع صغير من أعراق مختلفة......و كان هناك العجوز...في مكانه..اقترب الزبير من كرسيه حيث وُضع طفل رضيع سيكون قربان الشيطان...
رفع العجوز سكينه .....تقبل منا سيدي إبليس هاته القرابين التي نذبحها بإسمك....و رفعوا خناجرهم لينحروا الرضع...و كذلك فعلوا....إلا الزبير..........الزبير الذي انقض على الحاخام العجوز....و قام بتمرير السكين على رقبته....و هو يصرخ هذا قرباني لك...إبليس.....انتفض العجوز لتفارق روحه الجسد الهرم......و التفت السبعة رجال جهة الزبير و توجهوا نحوه حاملين سكاكينهم.....تراجع الزبير للخلف....ليصطدم بشيء...التفت....لقد كان الحاخام الأسود...و كانت نظراته غاضبة......
قبض الحاخام على الزبير بأيدي قوية...و في خفة تستحيل على عجوز مثله.......و كان حولهم الرجال السبعة بسكاكينهم......
تغدر بي..بي أنا الذي تبنيتك و انتشلتك من الحضيض لتصبح من أسياد العالم.....قالها العجوز بنظرات غاضبة....أقتلني..أقتلني...أنا لا أهابك....أقتلني.........صرخها الزبير بقوة...لتكون إجابة الحاخام العجوز ضحكات شيطانية......أهبك ما تريد....موت مريح....أبدا...ستموت ألف مرة في اليوم قبل أن تموت بالفعل.......رد الزبير...تبا لك..إبليس لم يعد بحاجة لك...إبليس يساندني أنا..أنا...
و انهمر العجوز في ضحك شيطاني...إبليس يساند فقط القوة الراجحة من الشر...و قوتي هي الراجحة....إبليس لا يحب الضعفاء..مثلك................
و هوت قبضة قوية على مؤخرة رأس الزبير ليسقط غائبا عن الوعي...
شمس حارقة....استيقظ على حرارتها الزبير..أحس بآلام قوية في الكتف اليمنى...مد يده ليتحسس....و بدأ في الصراخ......صرخات ألم...صرخات حقد....صرخات انهزام.............لقد كانت يده اليمنى مبتورة حتى الكتف....و قطرات الدم لا زالت تتساقط منها....هكذا أراد الحاخام الأسود ميتة الزبير.....يتعذب ألف مرة بأن يُستنزف دمه قبل أن يقبض ملك الموت على روحه..........إحساسه بهذا الضعف الإنساني كان يقتله..بعد أن كان في القمة و اعتقد أنه ارتفع عن مستوى البشر و الجن...البشر و الجن الذين كانوا حيوانات مزرعته كما كان يحب وصفهم....إبليس تخلى عنه....و العجوز لا زال على كرسي العرش...عرش اليهود....عرش الماسون....عرش الشر.......
و هو.....الزبير......عاري الجسد....مقطوع اليد........دمه ينزف...الجوع و العطش يذكِّرانه بإنسانيته....مختلطة أفكاره....و وسط صحراء......صحراء خالية.....صحراء الربع الخالي...... في درجة حرارة تفوق الخمسين درجة في الظل.......
قاوم الزبير رغبته في الموت....قاوم إحساسه بالخسارة.....و بدأ المشي بخطوات متثاقلة..و الألم يعتصره....و جلده يُحرق بأشعة الشمس اللافحة.......و فهم أنه ضعيف جدا....و كأن الزمن ينتقم لكل من ذاقوا الموت على يديه...افتكر المئات بل الآلاف من الوجوه المقتولة و التي تطلب الثأر..الثأر منه.....و لأول مرة يحس بالندم.................
خارت قوى الزبير.....ليسقط أرضا...و يفقد وعيه.....................و استيقظ.......بعد أن أحس ببرودة تسري في كل جسده.....فتح عينيه.....لا زال في الصحراء....و كانت الشمس قد غابت بحرارتها لتفسح المجال للبرودة الشديدة......و هذا حال الصحراء...بينما حال الزبير لم يتغير...عذاب الشمس عوضه عذاب البرودة......و صرخ....لا....لن أموت......أ تسمعني أيها العجوز.....لن أموت......
و أدخل أصبعه في جرح كتفه ليتدفق الدم أكثر...و بدأ في كتابة كلمات على جسده بدمائه و هو يتمتم بكلمات آرامية.....ليسقط أرضا بعد أن تجاوز كل قدرات التحمل....و غاب عن الوعي.........
"(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ("...........
استفاق الزبير على صوت قراءة القرآن....فتح عينيه ببطء ايجد نفسه داخل خيمة......و قد ضُمِّد جرحه...و يلبس ملابس بسيطة....و أمامه...كان هناك شخص....يصلي....و من جهره بالقراءة...و بتلك الشمعة المشتعلة...فهم أن الوقت ليل........اتكىء على الوسادة و بدأ في الإنصات....القرآن...الذي كان تدنيسه طريق دخوله عوالم السحر.......يا لها من مفارقة......و سبح الزبير في خيالاته........ليفيقه منها ذلك الرجل....الحمد لله على سلامتك.....ماذا جاء بك هنا......رد الزبير.....شكرا لك.....كنت في بعثة علمية و......أين نحن.......رد الرجل......أنا من قبيلة "مهرة" من البدو الرحل.....و أنت محظوظ أنك لا زلت على قيد الحياة...فهذه الصحراء الداخل إليها مفقود......حسنا ارتح...و لا تجهد نفسك.... و لنا كلام في الغد......و غادر الرجل الخيمة..........
ماذا تريد و لماذا ناديتني......التفت الزبير مصدر الصوت.....إنه مادشار ابن إبليس و شريكه السابق....قل ماذا تريد..لقد انتظرت أن تستفيق من غيبوبتك...........رد الزبير...مادشار ساعدني...فأنت شريكي و قد أعطيتني العهد......رد الجني الشيطان....مستحيل..الحاخام الأسود حرَّم على كل الشياطين أن تساعدك و إلا مصيرها الحرق.........لكن أنت شريكي ساعدني و سأكافئك خير الجزاء.......بسخرية رد مادشار...تكافئني بحالتك هاته.........سأغادر.........انتظر...قالها الزبير.......ابحث في مقبرة الحاخام" شمعون بار يوشاي" بمدينة صفد بفلسطين..(هو من أشهر وأخطر الحاخامات اليهود ومؤلف أخطر كتاب في تاريخ العالم ألا وهو كتاب الزوهار الذي يمثل المصدر الرئيسي للكابالا ويعتبر من مؤسسي علم الكابالا وهو أشهر علماء اليهود في الفترة من عام 135 إلي 175م أي بعد هدم الهيكل ورفع السيد المسيح....قبره أصبح مزارا لليهود في مدينة صفد الفلسطينية)......و غادر الجني الشيطان.......
و غادر الزبير الخيمة......و قد أصبح له هدف...الإنتقام.....بعد أن قبض على رأس الخيط..........و مرت أسابيع عانى فيها الزبير الأمرين ....إلى أن وصل لمدينة صفد....و منها
لقرية "ميرون" حيث المزار و القبر....و انتظر الليل.....و تسلل للمزار....و فتح غطاء القبر الذي كان مصنوعا من الرخام......ذكائه و خفته ساعداه على عدم انكشاف أمره.....و فتح القبر........ليجد رفاث الحاخام.....و بحث بين الرفاث....ليجد........ورقة جلدية قديمة ...بحث فيها ليجدها مكتوبة بكلمات عبرية.....لم ينتظر ...و بدأ في قراءة الأسماء المكتوبة.......ليسمع دويا قويا.......من يطلب خادم يوشاي.......رد الزبير...آمرك أن تطيعني........رد المارد....لا أطيع إلا سيدي يوشاي.......استدعيتني فماذا تريد.....رد الزبير......الحاخام العجوز أريد الإنتقام منه......رد المارد.....سأخبرك كيف بشرط تسلمني الورقة التي بيدك.......حسنا رد الزبير..............الحاخام الأسود....مشلول لا يمكنه المشي ....لكن ...كان يتحرك كأرنب بري......أسكت..قاطعه المارد و إسمع...السنون التي مرت على الحاخام و التي جعلت منه عجوزا و معمرا ..أصبح مع الزمن بلا قوة جسدية....فهو لا يستطيع المشي.......له جني وفي يتشكل بشكله و يعمل بالحرف ما يأمره به.....نطق الزبير...لهذا رغم طعني له لم يمت.....أعطني الورقة....قالها الجني......طلب أخير....قال الزبير..........ما هو........أنتم الإنس طماعون و لا تنتهي مطالبكم........أريد الذهاب لبيتي الأول......بيت شمعون..........لك ذلك.....
دلف الزبير بيته ...بيت شمعون.....و كان مهجورا.....فتح الباب السري للقبو...و نزل....و هناك أخرج ما خبأه منذ زمن...و هو يعتقد أنه لن يحتاجهم ثانية....أخرج خاتمه الأسود....و سكينه العظمي......و برقت عيناه بعد أن اقترب المسعى للهدف......
تسلل الزبير حيث الحاخام...بعد أن لف نفسه بصفائح نحاسية صنعها من معدن الغرفة النحاسية....و التي تجعله غير مرئي لعيون الجن أتباع العجوز........و بحث...بحث عن العجوز.......ليجده ....نائما على سريره و هو يشخر.....قال الزبير....إذن من يقول عن نفسه سيد العالم يشخر كشخير البعير.....استيقظ العجوز مرعوبا ...لكن الزبير مرر سكينه على رقبته و هو يقول.....و هذه نهاية البعير.....و فارقت روح العجوز جسده ...و انفتح الباب عن الحاخام الأسود....عن خادمه المتشكل بشكله........صرخ الزبير ..لقد قتلته....أنا الحاكم الآن....أنا سيدك....و ركز عينيه على الجني الذي انحنى....السمع و الطاعة سيدي.....اقبض على الرجال السبعة أعوان العجوز و ائتني بهم في القاعة الكبرى...قاعة التضحية............السمع و الطاعة......
لبس الزبير لباسه الأحمر.....و توجه للقاعة...هناك ذبح الرجال السبعة و قدمهم قرابين للشيطان.......و جلس على كرسي الحاخام الأسود.....و الدماء تملىء يده...يده اليسرى.......و بدأ في الضحك بهستيرية....أنا الحاكم.....أنا المُختار ....لتربت يد على كتفه.......من خلف...استدار بسرعة.......نفس الشخص...إبليس .......و الذي قال....نعم أنت المختار و الخليفة في عالم الشر....... و لم تخيب ظني فيك...فاستعد و أعِدَّ أعوانك لحرب قوية مع المسلمين......مع الإسلام.....
الليل يسدل ستاره....و فقط نور تلك الشمعة في خيمة الرجل منقذ الزبير......يلون السواد........و كان هناك الزبير.....الذي توجه في خفة نحو الرجل.....يا مرحبا بك...أين اختفيت و كيف أتيت.......رد الزبير ....جئت لأكافئك على صنيعك معي.....و غرس الزبير سكينه في قلب الرجل...الذي سقط أرضا...و أكمل الزبير.....جئت أقتل بذرة الخير التي أحسست بها داخلي......فأنا المختار....ابن الشيطان.....ابن الشر.....
و كسر صمت الليل ضحكات الزبير....ضحكات شيطانية......
تمت بحمد الله....................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفالقصة رائعة ومشوقة
ولكن وضعتم في صورة الموضوع أنها قصة حقيقية فهل هذا صحيح ؟
وإن كان صحيح فكيف عرفتم كل هذه التفاصيل الدقيقة
تحياتي
قصة مشوقة ورائعة :)
ردحذفرائعة
ردحذفwww.youtube.com/watch?v=KeZxz50OcXA
ردحذفلو كان كﻻمك هذا صحيح ف اذن ان هذاهو الزبير بطل القصة
قصة رائعة و مخيييييفة
ردحذفان سارد القصة هو من الماسونية
ردحذف