"الشيطانة".........كل أجزائها
أسرعي سناء....فالكل ينتظر.....
قالتها الأم لابنتها سناء....فالليلة عرسها...و الكل ينتظرها أن تأتي من عند "الكوافورة"...
و ركبت سناء السيارة ...ليبدأ ضجيج السيارات الذي يعلن للجميع أن الليلة عرس...عرس سناء.......الإبنة الكبرى لأب اختار التقاعد عن عمله في مكتب السكك الحديدية ليسهر ما بقي من عمره في عبادة الرحمان و في تربية أبنائه.....
كان زواج سناء...زواجا تقليديا.....حيث أن العريس رآها في أحد الأعراس حيث لمح فيها الأميرة و الجميلة و الملكة التي أرادها أن تشاركه عرش منزله....و بعد تدخل بعض قريبات سناء ...وافقت ...بعد جلسة معه بحضور أمهاتهما...فمن الصورة الأولية يظهر أنه شخص جيد..يكفي أنه يعرف دينه جيدا...و بعيد عن كل ما حرم الله من خمر و مخدرات و غيرها.....
و اتفق الخطيبان على تاريخ ليلة العرس و على كل التجهيزات.....كان والدا سناء في قمة فرحهما...فسناء أول من سيتزوج في أسرتهم الصغيرة....و لم يبخلوا بأموال و جهد ليتم العرس في أحسن مستوى....
و دخلت العروس قاعة الحفلات..وسط تصفيق المدعووين و وسط زغاريت النساء....جو تملئه الفرحة.......و جلست العروس قرب عريسها..و كما التقاليد المغربية بدأت في تغيير ألبستها ..كل نصف ساعة لبسة جديدة....كانت سناء في قمة فرحها ..و كذلك في قمة خوفها...قلبها ينبض بقوة......و كأنها توقعت أمرا لن يكون بردا و سلاما عليها....
و بدأت احتفالات تلبيس الخواتيم و شرب الحليب و أكل التمر بين العريسين وسط زغاريت و تصفيقات و فلاشات تصوير المدعووين.....
و صدحت الموسيقى الشعبية ...و الكل منغمس في الأجواء المفرحة...و العروسان يجلسان في "العمارية" و هم يتبادلان الكلمات و الضحكات.......و فجأة.....
سكت كل الحضور ...و سكتت الموسيقى....الكل التفت لِ....لِ....للعروس سناء........و التي صرخت بكل قوتها.....قبض العريس على يد سناء ليعرف ما بها ...لتهجم عليه بأظافرها...في وجهه...و دفعته بقوة ليسقط أرضا و دمه يسيل من جروح وجهه.....
كانت سناء كمن انقلبت وحشا كاسرا و هي تصرخ لا أريده....لا أريده...و بدأت في ضحك شيطاني...أرعب الحضور الذي ابتعد عنها و هم يهتفون إنها مسكونة....ليجيب البعض لا بل مسحورة.........مسحورة....
نعم كانت مسحورة........ولنعد إلى الوراء قليلا.......
بعد انتهاء الزيارة لمنزل سناء.....و بوصولهما للمنزل...قالت الأم لإبنها.....فقط قل لي ما أعجبك فيها....حتى أنهت ليست جميلة...ليرد ابنها.....أحس بارتياح معها...و ما يهمني أخلاقها و أدبها...أما جمالها فهي فعلا جميلة...لتصرخ الأم ....ليست جميلة كابنة خالتك......ما الفرق بينهما......رد الإبن....الفرق بينهما...أني أحببت سناء..و غيرها لن أتزوج واحدة أخرى....
حتى لو كنت رافضة لهذا الزواج.......قالتها الأم ببرود.....ليجيب ابنها لا أعرف هل تهمك سعادتي أم سعادة ابنة أختك......لن أتزوجها أمي..لن أتزوجها حتى لو تطلب الأمر أن أعيش أعزب طول العمر.....قالها و غادر لغرفته......تاركا الأم تبحر في أفكارها الشيطانية.....نعم فهي زبون مخلص للسحرة و المشعوذين......مخلص لدرجة أن زوجها مات بسبب سم في بطنه...نعم سم....لم يكن هدفها قتله....فقط التحكم فيه....و لذلك كانت تضع تلك الوصفات التي كانت تأخذها من السحرة في طعام زوجه "التوكال"...زوجها المسكين الذي لم يكمل العام لتغادر روحه الجسد......و دُفن دون أن يعلم أحد سبب الوفاة.......فقط تلك الشيطانة تعرف الحقيقة...و خالق الخلق الذي سيجازيها بما فعلت يوم الحساب.....
أمضت الأم كل ليلتها في التفكير في طريقة تتخلص من هذه الملعونة سناء...التي تحاول خطف إبنها منها..كما تعتقد...
و في الصباح دخلت غرفة ابنها و هي تخبره أنها موافقة على زواجه...و أن سعادته هي المبتغى بالنسبة إليها........فرح ابنها بالخبر...و قبل يديها و عانقها...كانت تضحك و في داخلها نار مشتعلة ستمتد لتشتعل في سعادة سناء...
و في العرس...و خفية من الأعين سكبت الأم قارورة صغيرة في الحليب الذي ستشربه سناء.....و لكي لا يقع الغلط و بدل سناء يشربه الإبن.....اشترت كأسين بثمن مرتفع..الأول مرسوم فيه عريس بلبسة سوداء و الثاني عروس بلبسة بيضاء و اشترطت على "النكافة" أن تستعملهما في شرب الحليب...
تلك القارورة كانت تحتوي على قطرات من ماء غسل ميت و على قطرات بول كانت مباشرة بعد عملية زنى...نعم زنى الأم مع الساحر..فتلك القطرات كانت قطرات بول الساحر اللعين....و قطرات ماء غُسل بها جدول كتبه الساحر و كتب فيه أسماء لجن شياطين يعملون معه.....
و شربت سناء من ذلك الكأس...لتصرخ بعدها و يقع ما يقع.......
الوالد يمسك ابنته بقوة بعد أن حاولت الهرب ...و أحد المدعووين يقرأ القرآن على سناء...و المدعوون يتفرجون فيما يقع و كأنهم في فيلم رعب ثلاثي الأبعاد...أما ضعاف القلوب منهم فقد آثروا المغادرة و هم يستعيذون من الشيطان الرجيم...
كان ذلك الرجل يقرأ....و جسد سناء يهتز في قوة...و حاولت الهرب دون جدوى..فأبوها و خالها و عميها يقبضون عليها ....و انقلبت ملامح وجهها و كأنها تختنق....و بدأت في السعال بقوة....سكت الرجل عن القراءة...و سناء لا زالت تسعل لتتقيء خصلات شعر...نعم خصلات شعر.....الجميع اندهش أكثر مما يرى....و لتستدير سناء لأبيها و لتقول بصوت خافت....أنقذني أبي....
انقلب الفرح ترحا....و سناء ممددة على الأرض...و العرق يتقاطر منها...و حولها التفت كل عائلتها التي لا تعرف ماذا تفعل..فالليلة كانوا يُمنون نفسهم بفرح و سعادة...و هاهو سحر الملعونة أم العريس قلب موازين الفرح......هذه الملعونة توجهت جهة إبنتها و جرته من يده و هي تصرخ ...هيا بنا نذهب....رد عليها ابنها....أين نذهب..و سناء ؟؟ ردت الأم...إحمد الله أن كل العيب ظهر في الليلة الأولى...إحساسي لم يخيبني.....هي مسكونة بالجن و كنت ستنخدع فيها ....قالتها الشيطانة بصوت مسموع.....سمعته الأسرة الصغيرة لسناء و التي لم تجب بشيء...فآخر همهم الآن هو هذا الزواج ......... لا أمي سناء أصبحت زوجتي و لن أتركها حتى لو كانت ممسوسة من إبليس اللعين نفسه......قالها زوج سناء وانضم للأسرة الصغيرة ليقرروا فيما يجب فعله...........كانت الأم الشيطانة ستنفجر بغيضها.......و خرجت مسرعة ...و قد نوت أن تفعل المزيد....
حمل والد سناء ابنته برفقة زوجها و عائلته و ذهبوا بها لمستشفى خاص......كانت سناء شبه مغمي عليها.....و سائل أصفر يخرج من فمها.........قام الأطباء في المصحة بالقيام بتحاليل لكل جسدها يبحثون عن سبب لحالتها...سبب علمي يظهر العضو المتضرر...و بلا نتيجة..........
طلب الطبيب المختص من زوج سناء و والدها مرافقته......و في مكتبه قال لهم....ابنتكم ليس فيها شيء عضوي......الليلة كان عرسها أليس كذلك....ليجيب الإثنان بصوت واحد...نعم..........ليكمل الطبيب....ارجو أن تعرضوا ابنتكم على راقي شرعي....أظن أن ابنتكم تعرضت لسحر.....فكل الاختبارات أظهرت أنها سليمة .... و ما يؤكد لي ذلك ما قلتم لي بأنها تقيئت شعرا......هربت الكلمات من والد سناء و زوجها و هما يخرجان من مكتب الطبيب......
و أمضوا الليلة في المصحة و هم ينتظرون شيئا جديدا..و سناء تغط في نوم اصطناعي بعد أن أعطتها الممرضة دواء مهدئا....
و في نفس الليلة....في الوقت الذي خرجت منه الشيطانة أم العريس من العرس....كانت وجهتها ......الساحر المشعوذ الذي تتعامل معه.......و كانت قد قررت من الأمور أشرَّها و أسوئها.......بوصولها...دخلت لمنزل الساحر و كأنها صاحبة البيت ....طبعا فهي الزبونة و الخليلة للساحر......و خاطبته بقوة....اللعينة ...أريدها أن تموت...أريد أن تسوء حالتها...أريدها أن تموت..قالتها و هي تضرب كأسا كان فوق الطاولة بيدها...تريد خطف إبني..و قد نجحت في أن تقلبه ضدي...رد عليها الساحر في برود....إهدإي فأمرها سهل جدا...استدارت نحوه ..أريد عمل شيء الليلة....الليلة........رد الساحر يلزمنا شيء من أثرها....لتخرج الشيطانة من حقيبتها لباسا داخليا....و تمده للساحر قائلة هو لها....فلن يفوتني شيء كهذا...فأنا تلميذتك.....تناوله الساحر و هو يضحك....يظهر أن التلميذة ستتفوق على أستاذها.....حسن الليلة يجب أن نذهب للجبل ...
و ذلك ما كان ...توجهوا لأقرب جبل....هناك أعد الساحر خلطة سحرية بأعشاب و بقايا حيوانات كانت مدفونة.....و لباس سناء الداخلي....و خلط الكل و هو يتمتم بكلمات سحرية....يهتف بأسماء ملوك الجن الشياطين....بعدها قام بتمزيق اللباس لسبعة قطع....و طلب من الشيطانة بأن تتعرى كما ولدتها أمها...و تذهب حافية في الجبل...و هناك تختار سبع حجرات....و تكون "كركورا" بها...بحيث تضع قطعة من لباس سناء الداخلي و تضع عليه حجرا و تضع عليه قطعة من اللباس و فوقه حجر و هكذا....و تقوم بعمل هذا و هي تقول بصوت خفيف "مرطع..." ( لن أقول الإسم كاملا )...
و قامت الشيطانة بالحرف بالقيام بكل ما طلبه منها الساحر.....و رجعت لمنزلها كما لم تفعل شيئا.......
في الصباح أخذت الأسرة الصغيرة سناء و ذهبوا للمنزل حيث اتفقوا مع أحد الرقاة بأن يجتمعوا هناك.......الزوج استأذنهم في أنه سيذهب لمنزله ليبدل ملابسه و سيلتحق بهم للمنزل........و بوصوله لبيته وجد أمه غاضبة....و التي قالت له....فقط قل لي ما يعجبك فيها...فوق كل عيوبها ممسوسة...ليلتفت لها ابنها...يكفي أمي لقد تكلمنا سابقا في هذا و لن يثنيني شيء عن سناء....حتى أنتي مع احترامي لك أمي...لكن هي حياتي و أنا أقرر من يدخلها و من لا....و دخل لغرفته حيث بدل ملابسه بسرعة و خرج تاركا أمه تصرخ و تولول....أمه التي بعد خروجه هاتفت الساحر و قالت له...اسمع...أريد عملا لابني ليرجع كما في السابق يسمع كلامي أنا..أنا فقط....نعم......لا يهم المال.....اجلب ما تريد من مواد....لكن اسمع....لا أريده أن يموت مثل أبيه.....حسنا...
بعد وصول الأسرة و سناء لمنزلهم بقليل ...سمعوا جرس الباب....كان الراقي....و الذي يظهر جيدا أنه متمكن مما يقوم به....بعد السلام و التحية ....وضع وسادة بينه و بين سناء و بدأ في القراءة....بدأ بسورة البقرة....تغيرت ملامح سناء.....و اسود وجهها.....و الراقي يقرأ بصوت مرتفع....و بدأت سناء في رفع يديها و رجليها.....و الراقي لا زال يقرأ دون اكثرات.....لتنطق سناء بصوت خشن ....يكفي أيها الحقير.... يكفي......لم يرفع الراقي حتى عينيه لرؤيتها و هو يكمل القراءة.....ذُهل الأب و الأسرة من سناء...بقع زرقاء كبيرة انتشرت في كل جسد سناء...و هي تصرخ بقوة ......و تسب و تلعن....و الراقي يقرأ و قد انتقل لسورة ياسين.......سناء تصرخ و تصرخ...و نهضت بسرعة و ارتمت من النافذة...وسط صرخات أسرتها......
و انطلقت سيارة الإسعاف بصفارات الإنذار...بسرعة ...تحمل سناء...و التي بعد سقوطها من النافذة ...من الطابق الأول تعرضت لكسور و جروح.......تبعها الزوج المسكين الذي يحمل لقب الزوج بالإسم فقط ..و والدها و والدتها بسيارته.......
بعد تدخل الأطباء...نفس الطبيب الذي نصحهم بزيارة راقي شرعي....طلب من الزوج و الوالد أن يتبعوه لمكتبه...فالكلام الذي سيقول مخالف تماما للعلوم التي درسها....و غلق الباب و هو يقول.....الحمد لله...لقد تعرضت لكسرين في عظم الفخد....و ضلعين تكسرا لها و جروح في الوجه و اليدين......و أقول الحمد لله لأنه كان سيحصل الأسوء لولا عناية الله...........الحمد لله نطقها الوالد في استسلام.........و أكمل الطبيب ...هل زرتم أحد الرقاة أم ليس بعد........نعم و ذلك سبب ما وقع لسناء.....فبعد أن بدأ في قراءة القرآن ..ذلك الشيء فيها بدأ في الكلام و السب و الصراخ...و بعدها ارتمت من النافذة....قالها الوالد....ليقول الطبيب....حسنا اسمعوني...سأحاول أن أحقن سناء بمهدئات تجعلها تنام .....في انتظار أن تجدوا حلا...
غادر الوالد المكتب هو و الزوج بعد أن شكروا الطبيب...و قد غلب عليهم الضياع...فأي وجهة سيأخذون فيما وقع لسناء......
وضعت والدة الزوج الشيطانة لفافة في حقيبتها اليدوية....كانت تلك اللفافة تحتوي على السحر الذي ستضعه لابنها أملا في أن يصبح ذلك الحمل الصغير الذي سيسمع كلامها...و كلامها فقط.........هل النتيجة مضمونة.....قالتها الوالدة...ليجاوب الساحر....بالطبع مجربة.....لتقاطعه الوالدة...هذا ما قلته لي بالضبط عندما أعطيتني السحر الذي وضعته لزوجي...و مات بتأثيرها......ليضحك المشعوذ في خبث و يمكل.....صراحة كنت أريده أن يموت....فهو لا يستحق زوجة منك.....حتى الشيطان يريدك زوجة له.....ليبدؤوا في الضحك......و ليكمل الساحر...اللفافة التي أعطيتها لك تحتوي بالإضافة لبعد المواد الغالية الثمن و التي لأجلك فقط طلبتها من السودان....و أضفت عليها مشيمة طفل سباعي الأشهر....و ذلك لتصبح علاقتك معه كعلاقة الطفل عندما يكون في بطن أمه....هي المتحكمة في كل أفعاله...
دخل زوج سناء لمنزله...بدخوله اشتم روائح شهية لطعام يُطبخ .....طلت عليه الأم....الليلة تتعشى معي......ليرد ابنها...لا يجب أن أبدل ملابسي و أرجع للمشفى.......قالت الأم بنبرة حاولت أن تجعلها حزينة.....لقد مضى زمن لم تشاركني الطعام....لقد أعددت لك طاجين السمك الذي تريده...أعددته من أجلك...أنا أمك التي حملت بك و ولدتك لا تنسى ذلك...ليرضخ الابن لطلبها و يهز رأسه بالموافقة........
أعدت الأم المائدة بكل ما لذ و طاب....و وضعت طاجن السمك أمام إبنها...و بدأوا الأكل و الأم تحث على ابنها للأكل من الطاجن الذي طبخته بكل عناية من أجله......
نعم بكل عناية......فبعد أن أخذت السمك وضعت تلك اللفافة أدخلتها في بطن السمك..و وضعتها في ماء ساخن حتى انتشر ما كان في اللفافة في كل السمكة...و بعدها أعدت ذلك الطاجن الملعون....كان ابنها يعشق ذلك الطاجن بالسمك......
أكل الزوج و أكل ...و الأم تمني نفسها بنتيجة تكون لصالحها......ليأتيه اتصال هاتفي....نعم....ماذا......سناء....سآتي حالا......و نهض الزوج بسرعة حتى دون أن يبدل ملابسه و خرج ......لكن ما الذي وقع...
سناء تنام بفعل المهدئات....و أمامها والدها و والدتها.......و فجأة فتحت سناء عينيها ...بشكل مخيف....أخاف حتى والدها.....و قالت بصوت رجالي خشن.......سناء لي..سناء لي .....و سآخذها معي....اقترب منها الوالد ليقرأ عليها آيات من الذكر الحكيم...لتقبض على عنقه بقوة و بدأت بخنقه....بدأت الوالدة بالصراخ....أغيثوني...أغيثوني.....ليسرع ممرضين للغرفة......و رغم خوفهما تقدما بحذر....سرعان ما تراجعوا للوراء...بعد أن ركزت سناء نظرها عليهما و كطفلة تحمل دمية...حملت سناء والدها و رمته بقوة على الحائط......وقفت على رجليها رغم الكسور في فخذها.....و صرخت بقوة....سناء لي...فتح الممرضان الباب و هربا....لتتبعهم سناء بسرعة ...و كأنه ليس بها كسور...لكن تسمع جيدا في جريها صوت عظامها المنكسرة.....ذلك الصرير الذي يحدث بالتقاء العظم المنكسر بالآخر.....الممرضان يجريان بسرعة و يحاولان نزول الدرج...لتدفع سناء أحدهما..و الذي سقط من فوق الدرج فاقدا للوعي و الدم يسيل من رأسه...في حين انقضت على الممرض الثاني ...و هي في أبشع صورة و كأنها وحش قادم من حكايا الجدات عن الغيلان....بشعرها المنفوش و عيناها الحمراوتان ...و ذلك الصوت المخيف...و صرخت...أو بالأحرى صرخ الشيء الذي فيها.....كل من يقترب من سناء سأقتله....أقفل الممرض عيناه...و انتظر الأسوء......
دلف رجال حراسة المشفى يسبقهم والد سناء و الذي ملئت الدماء وجهه....ليجدوا الممرضين مغشيا عليهما.....و سناء جالسة في الركن تبكي بحرقة.....أسرع نحوها الوالد لتعانقه و هي تقول....أرجوك أبي أنقذني....أنقذني أو ضع حدا لحياتي ....أرجوك....
عانقها الوالد و بدأ في البكاء ...فكل الطرق ولجها دون نتيجة.....أما الممرضان فاستفاقا ليهربا بسرعة من سناء.......كانوا متوازيين مع الموت مقدار شبر....
و حضر زوج سناء بدوره ليقترب من سناء و والدها الذي طلب منه أن يحملها معه بعد أن رفض كل الممرضين فعل ذلك.....
نقلوها لغرفتها..حيث حقنوها بإبرة مهدئة و أعادوا جبيرة الكسر لمكانها .....
انفرد الوالد بزوج سناء....لقد حرت في ما يجري لسناء...أريد حلا حتى لو استعنت بالشيطان....قاطعه الزوج..استعد بالله يا عمي....هذا مقدر و مكتوب من عند الواحد الأحد......المؤمن مصاب ووجب علينا الحمد و البحث عن طريقة ترضي رب العباد ...بدأت الدموع تنزل من عينا الوالد الذي قال في حرقة ..هي أول فرحتي...و عجزي عن فعل شيء لها يقتلني....ربت الزوج على كتف أب سناء..و هو يقول لها مدبر حكيم.....
قالها في ألم.....و هو يضع يده الثانية على بطنه......ما بك قالها الوالد.....ليرد زوج سناء...لا أدري...ألم في البطن يقطع أحشائي.......مسكه الأب من يده....هيا بنا نرى طبيبا......ليرد الزوج..لا داعي لذلك...يبدو أني أكثرت من الأكل لذلك معدتي تؤلمني.......سأعود للمنزل لأنام قليلا ...و بحول الله أصبح أحسن....و إن جدَّ جديد فهاتفني....
و غادر زوج سناء لمنزله...كانت أحشائه تتقطع...شرب كأس ماء وضع فيه ملعقتا كمون....و استلقى في غرفة الجلوس...و حاول النوم ....و ما إن بدأت عيناه في الاسترخاء..حتى أيقظه صوت فتح الباب....كانت أمه....و كانت تتكلم في الهاتف...أراد مناداتها..ليسكت بعد أن سمع أمه تقول الملعونة سناء......لا بد أنها تتكلم مع شخص عن زوجته...فاقترب من باب غرفة الجلوس ليسمع أكثر....نعم أريد سحرا آخر...سحرا أقوى.......أريدها أن تموت....حتى يتسنى لي أن أسترد إبني....لا ليس الآن.....إفعلها و بعدها أصبح حبيبتك و سأجازيك إن نجحت فيه..........الكلمات تدخل أذنا زوج سناء الذي أحس بالاشمئزاز و الخيانة و الخبث....و من ....والدته....راودته رغبة في مواجهتها و الصراخ بكل قوة عليها....لكنه آثر الصمت...و الإختباء....
انهت الزوجة المكالمة ....وضعت هاتفها و حقيبتها على الطاولة....و دخلت الحمام....
في خفة القطط ...اقترب زوج سناء من الطاولة...بحث عن آخر رقم في الهاتف...دونه في هاتفه....و خرج.....متغلبا على آلامه..
اجتمع بوالد سناء...و حكى له كل ما سمع...الوالد الذي ضرب كفا بكف.......و قال...ما العمل الآن.....رد الزوج....لقد بعثت الرقم لأحد أصدقائي في شركة اتصالات و أنتظر رده......و فعلا رن هاتفه ..أجاب ....و قطع الخط.....استدار للوالد....لقد كان صديقي....الرقم لساحر مشعوذ...و يبدو أن والدتي إحدى زبوناته المفضلات....قالها في يأس....و أكمل....عنوانه سيرسله لي في رسالة نصية.....ما العمل في نظرك...برقت عينا الوالد....سنزوره بالطبع....زيارة ودية...
و رن الهاتف معلنا وصول الرسالة النصية..
قرأها زوج سناء...و توجها لبوابة المشفى دون كلمة.....فوجهتهما واحدة....منزل المشعوذ...
اقترب والد سناء و زوجها ...من منزل المشعوذ...انتظرا حتى فرغ من الزبائن....و طرقا الباب....ليفتح لهم المشعوذ الباب و هو يظنهم زبناء جدد...ما إن فتح الباب...حتى عالجه والد سناء بلكمة في وجهه فجرت الدماء منه....تراجع للوراء...دخل الوالد بسرعة يتبعه..و أقفل زوج سناء الباب....
من أنتم....صرخ الساحر...ليكون الجواب ضربة من هراوة يحملها الوالد في رجل الساحر بقوة...انكسر لها العظم....و كأن الوالد ينتقم لصرخات إبنته.....و صرخ بقوة أنا هلاكك أيها الملعون.....أن الموت الذي سيخلص الناس من شرورك....قالها و أعقبها بركلة في بطن الساحر...الذي سقط أرضا و هو يتلوى من الألم .....أسرع زوج سناء نحو الوالد و أوقفه قبل أن يقتل الساحر....توقف عمي فلا زال لنا به حاجة.....
ربطوه من يديه....كان يصرخ من ألم رجله المكسورة.......و قال بصعوبة..سأستدعي الشرطة........صفعة قوية كانت رد الوالد....بل استدع الجن الشياطين الذين يساعدونك...هيا ...قل طلاسيمك ليحضروا و يساعدوك و يخلصونك من يدي....الليلة أقتلك.....و أدفنك في هذا المنزل......و بدأ الوالد يصرخ في هستيرية....هيا يا خدام هذا الكلب...اظهروا ...أنا أواجهكم....اظهروا....أتحداكم.....
و اقترب من الساحر.....هيا استدعيهم....و بدأ في ضربه لكمات متتالية....و هو يصرخ نادهم...هيا....أم تتجبر فقط على النساء و الفتيات....بدأ الساحر في الصراخ و البكاء و هو لم يفهم شيئا بعد مما يجري....
و أسرع زوج سناء ثانية ليقف أمام الوالد و الساحر.....و ليستدير للساحر...هيا أخبرنا كل شيء عن ما يجري لسناء...التي كنت سبب ما يجري لها الآن....اندهش الساحر...ليكمل زوج سناء.....نعم أنا زوجها و هذا والدها و ثق أنه يريد قتلك و فقط أنا أمنعه.....أنزل الساحر عينيه لأسفل....أنا فقط أبيع عملي لمن يدفع.......أمك السبب و ليس أنا........أمك التي أغوتني بالمال و بنفسها لأعمل لها كل هاته الأعمال السحرية ابتداء من والدك و انتهاء بك......تراجع زوج سناء للوراء و هو يقول ..أبي و أنا....كيف....قل كيف أيها الملعون....و ركله في وجهه مباشرة...ليغيب الساحر عن الوعي.....
رش عليه الوالد الماء ليستفيق........صوت الباب يُفتح......ركن الزوج و الوالد لأقصى الغرفة في صمت....ليسمعوا صوتا أنثويا ينادي في دلال و غنج.....حبيبي...أين أنت ...جسدي اشتاق إليك...و دخلت نفس الغرفة لتتفاجأ بابنها و والد نجاة...و الساحر المربوط...........كان وقع المفاجأة عليها قويا لتجلس على أقرب كرسي....و ليصرخ زوج سناء.....لماذا.....لماذا يا أمي.......لماذا.....لا لست أمي....فليست هناك أم تفعل هكذا مع ابنها....و حتى مع زوجها......و كنت دائما أتسائل كيف يمكن لأبي أن يموت و قد كان بكل قوته....أنت السبب....سحرك هو السبب...قتلتيه......و لماذا ...لأجل هذا المسخ.....و بعدها تسحرين زوجتي التي أحب و تعدمين علي سعادتي....و بعدها تسحرينني...تسحرين إبنك.....أنت لست أما...أنت شيطانة........شيطانة...
صرخت الأم و هي تبكي....كفى أرجوك....حاولت الاقتراب منه ليبتعد منها....من اليوم...أمي ماتت....لا أريد رأيتك بعد الآن.....فقط لأن ديننا يوصي أن أكون بارا بك ستتوصلين كل شهر بما يكفي حاجاتك من المال...و فقط....لتصرخ الأم...لا أرجوك ...أريدك أنت....أرجوك....ابتعد عنها ثانية و توجه للساحر...و هو يصرخ....أين السحر...تكلم ......ليشير الساحر لخزانة في الغرفة....توجه نحوها الوالد و فتحها...ليجد سطلا...ممتلئا بالتراب....استدار للساحر و قال ...ما هذا...ليرد الساحر....السحر مدفون في التراب في السطل.....
خاطب الزوج والد سناء....هيا نذهب فهذا المكان يثير اشمئزازي بمن فيه.....و خطى نحو الباب...ليسقط أرضا ...و هو يتوجع من الألم....اسرع نحوه والد سناء و أمه....و الزوج يتوجع في قوة....و رغوة بيضاء تخرج من فمه......الأم تصرخ....قتلت إبني قتلتُ ابني....أنقذوه...أنقذوه........و استكان جسد زوج سناء بلا حراك.....و لتصرخ الأم....لاااااااا......إبنيييييييي....لاااااااااا
و بدأت في تمزيق ملابسها و نتف شعرها و هي تصرخ إبني...ابني.........
توقفت السيارة أمام المستشفى الخاص....و كأنه فندق......و خرج من السيارة....سناء الوردة التي رجعت لنضارتها و جمالها....و قبض على يدها زوجها ....و توجها لمدخل المستشفى.....مستشفى الأمراض العقلية و النفسية.........و انتظرا في القاعة الكبرى...حيث قدم ممرض رافقهما للغرفة ...حيث أمه....التي برأيته بدأت تضحك...و اقتربت منه...و هي تقول.....الليلة عرسي....فأحضر لي فستاني الأبيض....سأكون جميلة جميلات العرس....و سأنجب عدة أطفال......نعم أطفال....لا....أطفال لا.....سيأخذونهم ...سيخطفونهم.....لا......لا أطفال....
أسرع الممرض نحوها...حيث أعطاها حقنة مهدئة........و خرجت سناء و زوجها من المشفى بعين دامعة......لحال الأم ........الأم الشيطانة.......
تمت بحول الله.......
جميلة^
ردحذفواوجمليه
ردحذفههههههه هذا حقا مخيف ومحزن
ردحذفالقصة رووووووووووووووعة
قصه غريبه
ردحذفاغتصبوني كسي يعورني
ردحذف44
ردحذف