هاروت و ماروت

نبدأ على بركة الله أحبائي....كما هو متداول عند الأغلبية من الناس التي تقول أن هاروت و ماروت ملكين سألا الله سبحانه و تعالى لماذا يغفر للناس الذنوب و هم أصحاب معاصي ...فقال لهم جل في علاه أنه ابتلاهم بالفتن..فقالا أنهما و إن ابتليا بالفتن سيعبدان الله نفس العبادة..فنزلا في بابل ..ففتنتهما مرأة بجمالها فقاما بفعل المعصية..فخيرهما الله بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة ...فاختارا عذاب الدنيا لمعرفتهما بعذاب الآخرة..
رواية أخرى تقول أنهما بعد نزولهما و فتنتهما بالمرأة علماها بعض العلم مما يعرفون و منه علم الطلوع إلى السماء..و لما طلعت مسخت و تحولت لكوكب الزهرة....و هذه القصة من الإسرائيليات التي تنهش حقائق الأمور..
حسب تفسير المفسرين للآية..: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ...) [البقرة:102].
هنا انقسم أصحاب العلم و المفسرين إلا ثلاثة أقسام....
القسم الأول يقول أن هاروت و ماروت نزلا ليعلما الناس السحر ليكون فتنة في الناس ..لأن الله جل في علاه كما أنزل الخير أنزل الشر ..كما جاء في تفسير ابن كثير...و هو التفسير السائد و القريب إلى الصحة..
القسم الثاني يقول أن هاروت و ماروت كان الغرض من تعليمهما السحر للناس أن يشرحا لهم الفرق بين السحر و معجزات الرسل..فقد نزلا الملكين في بابل في وقت انتشر السحر بين الناس..حتى أصبح الساحر يقوم بسحره و يدعي أنه رسول و أنها معجزة فكان هنا دور الملكين لتعليم الناس الفرق بين السحر و المعجزة كما جاء في تفسير القرطبي..
و هناك قسم ثالث يقول أن هاروت و ماروت في الآية الكريمة ليسا ملكين و إنما كانا من الجن أو الإنس و كانا يعلمان الناس السحر...
هذا ما جائت به التفاسير أحبائي لكبار علماء الدين بعيدا عن الإسرائيليات المغرضة التي انتشرت في المواقع و الكتب الحديثة لتزييف الحقائق..

أدمن كمال