Test Footer 2


من واقع و معتقدات المجتمع المغربي مع الجن "بدارجة المغربية"



على بركة الله أطرح أول جزء من قصتي المتواضعة...طويلة نوعا ما و لكنها بإذن الله ستعجبكم..من واقع و معتقدات المجتمع المغربي مع الجن.......أدمن كمال

كل واحد فينا لابد أنه يكون عاش مجموعة من القصص والأحداث اللي كتمثل بالنسبة ليه الذكريات اللي كايتباهى وهو كيحكيها في كل وقت اتجمع فيه بأصحابه وعائلته فيما يسمى بـ"الجلسة". وسبحان الله، منين كايبغي كل واحد في الجلسة يحكي اشنو وقع ليه ديما كيحكيها بطريقة جذابة ومثيرة تخلي دكشي اللي وقع ليه يكون الأكثر تراجيدية أو كوميدية أو الأكثر رعبا على حسب الموقف. باش الناس اللي كتسمعه تنبهر بقصصه وتقول الجملة الشهيرة: "هاذ السيد.. مدوُز". والجلسة ممكن تكون على شحال من حاجة، إما على شي كاس ديال أتاي، على شي غديوة ولا عشيوة أو جلسة حرفية. وممكن تكون في أي مكان، راس الدرب، شي قهيوة ولا في صالون ديال شي دار وطبعا ممكن تكون في أي وقت.

في دارنا كان كيكون هاذ النوع ديال الجلسة بزاف، كاتجمع العائلة على شيء أكلة وكتبدا تجبد في الماضي، كل مرة في مجال معين وفي كل مرة كنت كنبقى غير نسمع ونبقى نشوف كل واحد في عائلتنا كيفاش داير؟ آه، حيت من الطريقة باش كايعاود واشنو كايعاود وخصوصا التعليقات اللي كايلوح وهو كايعاود كتعرف بنادم كيفاش داير. والليلة أيضا كاينة واحد اللمة على عشيوة من صويبعات الواليدة. دكشي علاش أنا خاصني النهار كامل نكون خارج البيت حيت الواليدة خاصها تقلب الدار رأسا على عقب وتجبد كل ركن فيها ترتبوا وتنقيه وانا باراكة عليا نكون خارج البيت ونجيب لاكاين شي سخرة ولا شي حاجة، مانكدبش عليكم ماكنتش كانفرح لهذا النوع من الأيام, لأن الخروج من البيت كايعني بالنسبة لي الخروج من الغرفة والخروج من الغرفة كايعني بالنسبة لي الخروج من (الانترنيت) كانحس بحالا حكموا عليا بالنفي لجزيرة قاحلة سميتها الحومة مافيها حتى حاجة كاتفرح.

فقت ليوم بكري، وخرجت من الدار بعدما طفيت الحاسوب اللي بايت الليل كامل وهو كيتيليشارجي، لبست حوايجي وقلت يالاه نخرج نشوف "عبد الصمد" هاذ عبد الصمد كان تيقرا معيا في العام اللي فات –الثالثة إعدادي- كانمشيو مجموعين ديما وتقريبا هو من الناس لقلال اللي عندهم الطبع بحالي. دكشي علاش هو أول واحد كنفكر نمشي عنده منين كنخرج من الانترنيت - بغيت نقول من الدار - سونيت عليه، هبط عندي، سلمنا على بعضياتنا ولكن باينة في وجهه شي حاجة ماشي هي هاذيك، سولتو: مالك أعبد الصمد؟ بقات ساكت شوية ومن بعد جاوبني:
!علاء مات

اتصدمت، عاد فهمت علاش عبد الصمد، وجهه كان فشكل, واخا علاء ماشي واحد من صحابنا وشخص فيه كل العيوب: كيشرب، كيكمي، كيحشش، كيتقرقب، أخلاقه قتلها ودفنها شحال هاذي، عقله مبنج وضميره ناعس. ولكن خبر ديال الموت ديالو كان صدمة بالنسبة لينا. لجوج ديال الأسباب: أولا، طبعا لأنه شاب في نفس عمرنا. صحيح كلنا كنعرفه أن الموت ممكن توصلنا في أي وقت وأي سن عمًر الموت ماغادي تدق على باب الروح ديالك قبل ماتدخل تاخدها ولكن دائما ما كانساو هاد القضية وكنربطو ديما الموت بالشيخوخة حتى كيموت شي حد بحال (علاء) عاد كنتفكرو هاد القضية وكتصدمنا. ثانيا، علاء مابقاش كيفما كان بعدما وقعت ليه أغرب قصة ممكن تسمعها في حياتك.

" في واحد النهار بحالو بحال سائر الأيام، فقت الصباح، فطرت ولبست، مشيت للإعدادية، قريت الحصة الأولى وخرجنا للاستراحة الصباحية, أول ما خرجت للساحة حتى كانلقى مجموعة ديال الدراري كيهدرو وكلامهم كامل غير على علاء، (شتي اش وقع لعلاء... سبحان الله.. والعجب هاذا...) أنا ما فهمت والو، شي حاجة وقعات لعلاء ولكن أنا مافخباري والو. مافهمت حتى داز (علاء) من حدانا وبقات الساحة كاملة كتشوف فيه. السيد لابس كندورة وداير التقصير وبلغة صفراء. زيادة على ذلك وجهه حتى هو تبدل مابقاش داير التشاوك لشعره ولا محسن لحيته، يده ما هاز فيها لاجوان ولا سيجارة والغريب في الأمر انه لأول مرة كنشوفوه هاز شكارة وغادي للقسم يدخل بل والأغرب من ذلك. أنه قبل ما يكون غادي للقسم كان يالاه خرج من الجامع ديال المدرسة بعدما كان كيقرا القرآن (شي ناس مهتمين، شافوه ولاحو هاذ المعلومة ديك الساعة في الساحة كاملة). تغيير بحال هاذا كانت شي حاجة مستحيلة بالنسبة لينا، من بعد عرفت بأنه هاذي أكثر من أسبوعين وهو غائب عن المدرسة وحتى واحد ماعارف عليه شي حاجة قبل ما يرجع ويبان بهاذ الماسك الجديد. نسينا أنه هاذ الدري قام بأفضل عمل في حياته لأنه رجع لصوابه ولطريق ديال الله وبقى همنا الوحيد وهو أننا نعرفه كيفاش تحول بحال هاكا؟ واشنو طرا ليه ولكن ماقدرناش نعرفه منه. لأنه بعدما هداه الله، مابقاش كيهدر ولا كيعمًر معنا نهائيا، لدرجة أنه شحال من واحد اعتقد انه ولا زيزون وهي اللي كانت ليه السباب في الهداية ديالو، هذي طبعا رواية واحدة من بين العشرات اللي بقاو كيدوروا بين الدراري, كل واحد كايألف من عنده ويدير الطبع التوزيع. ولكن راه هاذ الدري أصبح حديث الساعة والعام بأكمله, وما هنا بالنا حتى النهار اللي جات فيه الرواية الصحيحة. في مرة كنا مجموعين قدام واحد المطبعة قريبة للمدرسة وكنا كل واحد كيلغي بلغاه، شي كيعاود قصة شي كيعاود نكتة المهم مدوزين الوقت ملمومين بما الساعة ديال واحد الأستاذ اللي ماجاش تدوز. واحد لوقيتة، وهي تجي عندنا واحد امرأة في سن ديال الواليدة لابسة عباية كحلا ودايرة زيف في نفس لون العباية وجات كتسول على علاء. جاوبها واحد الولد باللي راه قاري دابا ولكن راه باقا غير شي 10 دقائق ويخرج, لمرأة جاوباته بشكرا وبقات كتسنى حدانا دكشي علاش استغل لفضولي الفرصة وكمل معاها الحوار،
لفضولي: نتي الواليدة ديال علاء؟
أم علاء: اييه
لفضولي: قولي لينا الواليدة اشنو وقع لعلاء مابقاش كيف كان ولا غير ساكت وما كيجلس معانا من نهار رجع بعد ديك الغيبة ديال الأسبوعين (ما بغاش يذكر موضوع الدين والأخلاق حيث يقدر تكون غالطة فيه وكتسحابه متدين من شحال هاذي..)
أم علاء: سمي الله
لفضولي: بسم الله الرحمن الرحمين

" حتى أنا كنت بحالك أولدي، علاء ماكانش كيهدر مع حد في الدار وكان زيزون لمدة يومين، غير مخزون في بيته وكايقرا في القرآن ويصلي. قلت خليه: مادام كايدير حاجة ترضي الله ماكين لاش نحكر عليه. حتى للنهار الثالث – كان الاثنين- فيقته باش يمشي للمدرسة وما بغاش يمشي، قلت مايمكنش ضروري نعرف اشنو بيه هاد المرة، كتر من ساعة وانا عاصراه في البيت باش يهدر ومنين نطق قال لي: "مانقدرش نمشي لأنه خاصني نستغل كل دقيقة باش نتعبد الله," مابغيتش نبقى نتجادل معاه في موضوع ديال أن لقراية وطلب العلم حتى هو نوع من العبادة وأن الدنيا ماشي كلها صلاة وقرآن ولكن مابغيتش نفقد مربط الفرس ورجعت لمحور المشكلة وسولتوه: " اشنو وقع ليك ليلة الجمعة ؟ " آه لأن الليلة ديال الجمعة فين علاء تبدل 180 درجة. من بعد، عرفت أنه ديك الليلة منين ولدي دخل فراشه باش ينعس كلمُه واحد من الجن. في الأول كان كيسحاب ان داك الصوت اللي كيسمع هو غير وهمي من تأتير المخدرات اللي كيستعمل ولكنه الأمر تحول بصٌح منين الجن بدا كايهدر بيده (إلى كان عند الجن يد). "

لفضولي: اشنو دار؟

" علاء ولدي ديك الليلة بعد بقى كايسمع كلام من الجن من نوع ديال كلام ديال (الله يهديك، رجع إلى طريق الله، واش نتا عاجبك حالك بحال هكا...) كلام ماخلاهش ينعس، قال لي ولدي: في الأول كان كايسحاب لي أن ضميري فجأة فاق وبدا كايهدر معاي ولكن الصوت كان خشن جدا وفيه واحد النبرة معينة (مخيفة) أنا بدون وعي جاوبته وقلت له خليني ننعس شوية ومن بعد بحال شي يد شدات اللحاف اللي مغطي بيه وجراته, هنا فين عرفت أنه من الجن وبقيت مسمُر في بلاصتي كنقفقف بالخلعة. هو قال لي باللي راه من الجن المسلم وشافني بعيد بزاف على طريق الله دكشي علاش جاني وهددني أنه إلى ما رجعتش للطريق غادي يآذيني. "

ماكينش اللي في هاديك اللحظة بعدما سالات أم علاء الهدرة اللي قدر يفتح فمه ويتكلم، كلنا بقينا مصدومين حيث صحيح أننا كنآمنوا بالجن ولكن معمُر ماتخايلنا انه ممكن يخرج لينا ويتكلم مع شي حد من البشر ويكون شي نوع من القصص بحال هاذي, يمكن أنا كنت أقلهم تأتيرا لأن هاذي ماشي أول قصة كنسمعها عن الجن، بل سمعت ما هو أفزع وأرعب. عتقنا غير جرس ديال المدرسة هو اللي كسر داك الصمت اللي سيطر على الموقف ديك الساعة وخلى لفضولي يتكلم من جديد ويقول ليها: يالاه معانا حنا غاندخلو للقسم باش تلقاي ولدك وهو خارج.
فعلا، تلاقات بيه في الساحة، غادي حاذر عينيه، ماكيكلم حد، شكارته في ظهره. أول ما غادي يهز عينيه ويشوف امه غادي يمشي الاتجاه ديالها تقولو جوج كلمات ومن بعد غادي يمشي هو وياها.

وبقا الحال على ما هو عليه. علاء ما كايكلم حد ومتبع طريق ديال الله. حنا كانت قرصاتنا ديك الوقيتة النحلة وعطيناها للإيمان شوية ولكن الموضوع بدا كيتنسى يوم بعد يوم وحتى الإيمان والخوف بدا كيقل منا شوية بشوية, وصل الصيف ومابقيتش سمعت أي خبر عنه حتى لليوم منين قال لي عبد الصمد باللي راه مات.

أنا: لا حول ولا قوة إلا بالله، إن لله وإن إليه راجعون. امتى وقع هادشي؟
عبد الصمد: أكثر من أسبوع، سمعت أنه مات واحد الموتة عجيبة وميسورة سبحان الله.
أنا: هاذ السيد، أي حاجة كاتجي من عنده ما بقاتش كتبان بالنسبة لي غريبة.
عبد الصمد: قرا شوية ما تيسر من القرآن، صلى ركعتين مشى عند ام ديالو باس ليها يديها وقال ليها باللي راه دعا مع الأب ديالو اللي مات بالرحمة وباللي راه توحشو. نعس وهو موضي ولكن من تما ما فاقش.
أنا: سبحان الله، حسُ براسه هذاك هو آخر نهار ليه, الله يهدينا وتكون آخرتنا حسن من أولنا,
عبد الصمد: آمين
أنا: كتعرف دارهم نمشي نعزيوهم فيه.
عبد الصمد: آه، كنعرفها يالاه خير البر عاجله نمشيو دابا نيت. راها قريبة
أنا: واخا، نمشي
عبد الصمد: يالاه، واحد خمسة ديال الدقائق نلبس ونهبط عندك.
أنا: خذ راحتك، أنا كنتسناك قدام الباب.

كانت هاذيك هي أول مرة غادي نمشي نعزي فيها شي حد، معرفتش واش خاصني نشري شي حاجة ندخلها معايا للدار من باب الصواب، ماعرفتش اشنو الكلمات اللي خاصني نقول والموضوع اللي نبقى نهدر فيه معاهم، واش خاصني نهدر أصلا. دكشي علاش طول الخمسة دقائق اللي كان عبد الصمد كايلبس فيها كنت كنفكر في الطريقة اللي خصني ندخل بيها ونهدر بها مع الناس باش مانديرش شي فضيحة, ولكن منين هبط عبد الصمد ومشينا في الطريق تفكير آخر هو اللي شغلني وموضوع آخر هو اللي بقينا كانهدرو فيه. موضوع "حكمة الله"، مايمكنش تكون صدفة أن الوفاة ديال علاء جات قريبة من الوقت ديال الهداية ديالو، ومايمكنش يكون عندها حل سوى أن الله كايبغي علاء دكشي علاش وقُف هاذ الجن في طريقه قبل ما يوصل الأجل ديالو, ما ننكرش أنني سولت راسي: علاش علاء بالضبط؟ ولكن هذا سؤال من أسئلة كثيرة اللي كنطرحها فقط وماتنحاولش نجاوب عليها لأنه تنآمن انه كاينة حكمة من عند الله، كاين واحد السبب يعلمه الله فقط ونحن لانعلمون, و أنه لم يكتب الهداية لعلاء إلا لسبب وجيه وشيء موجود في علاء احنا يمكن أننا كنجهله، واكتفيت بالقول الله يهدينا وصافي.

وصلنا للدارـ ماكينش ولا أثر ديال موت أو جنازة- شارع هادئ جدا والعمارة اللي فيها شقة المتوفي خاوية وصاقلة. لدرجة أنني شكيت واش هي هادي الدار المعنية. دقينا الجرس ديال العمارة جاوبنا واحد السيد وخذا عبد الصمد الكلمة:
عبد الصمد: "واش هادي هي الدار ديال المرحوم علاء"
السيد: "اييه هي هاذي"
عبد الصمد: "حنا واحد الناس صحابو بغينا نعزيكم فيه"
السيد: "تفضلوا مرحبا"

حل لينا الباب الكبير أتوماتيكيا، طلعنا الدروج، دق عبد الصمد الباب وهو يفتح لينا واحد السيد محترم متقي، يكون فات الثلاثينات، ووجهه بشوش. سلم علينا وبقى كايرحب بينا، دخلنا للصالون بعدما قلنا ليهم البركة في راسكم. لقينا شاب آخر في نفس العمر ديالنا سلمنا عليه وقال لينا باللي هو أخ المرحوم وأن السيد اللي استقبلنا زوجة الأخت ديالو، سرعان ما كانت هذه هي الدخلة اللي فتحنا بيه الحوار وتعرفنا على عائلة علاء، أخوه اللي خرج من لقراية في الابتدائي وفضُل أنه يتعلم الحرفة، وأخته واللي هي الكبيرة فيهم تزوجات وعاش الزوج ديالها معاهم وعندها بنت واحدة صغيرة، باهم توفى قبل ولده تقريبا بخمس سنوات أو أربعة (لا أتذكر) ومن بعد اتخذ الحديث منحى آخر، منحى أن الموت ماعندهاش سن وأنها مباغتة وأن الانسان خاصو يقضي كل ما بقى ليه من العمر في طاعة الله، زوج أخت المرحوم باين عليه راجل متقي ويعرف بينه وبين الله. ما بخلش علينا بالنصائح والمواعظ اللي عرف من خلال التجربة ديالو، حسيت ان نوبة الإيمان رجعت لي مرة أخرى وقرصاتني الرهبة ولكن في نفس الوقت كنت خايف انها ضيع مني دغيا وننسى راسي منين ننشغل بالدنيا, دكشي علاش قررت منين نرجع نستغل الأمر في العبادة ماحدي باقي مفكر الموت وبأنها علينا حق لأنه غادي يجي غادي يجي الوقت اللي ننساها فيه. ماكملناش الحديث دخلت علينا أم علاء، سيدة في منتهى الرزانة والعقل وفي منتهى الصواب جات وهي هازة صينية ديال أتاي وفيها طبسيل ديال لحلوى شكراتنا على الزيارة وفرحات لأن ولدها عنده أصحاب يترحمو عليه وهي تجلس معنا وبدات كتدخل معنا في الحديث. سرعان ما بدات الجلسة كتحول بشوية بشوية للمة بحيث كل واحد فينا بدا كيجبد حديث عن قصة أو حدث في حياتو متعلق بالموضوع، أنا استغليت الفرصة وبديت نعاود دوك المواقفا الإيجابية النادرة اللي غير شفت أو سمعت من بعيد متعلقة بـعلاء ولو أن البعض منها كان بسيط جدا وما يستحقش انه يحكى ولكن في ذلك الوقت كان لازم نتفكر المرحوم بشيء إيجابي ولو بسيط, شوية رجعنا لموضوع الجن من جديد وحكاية مثيرة آخرى بعد وفاة علاء بدات كتحكيها لينا الأم ديالو.

"منين مات ولدي، حزنت عليه في الأول بزاف وبكيت حتى نشفو عينيا ولكن منين فكرت ولقيت انه مشى وهو- الحمد لله- مهدي وفي طريق الصواب، شكرت الله وحمدته. أول ليلة بعد ذلك، جاني ولدي في الحلم و جلس معايا هدرنا وضحكنا وعشت معاه ديك الليلة وكأنني جالسة معاه وهو حي. ومن ذلك الوقت وحتى لدابا كايزورني كل ليلة في المنام"

وهي تشير لينا بالأصبع ديالها لواحد المزهرية محطوطة فوق الطابلة اللي جالسين حداها وهي تقول:

" شفتو هاذ المزهرية راه ولدي اللي اقترح عليا لبارح نديرها هنا، سبحان الله وكأن علمه الله بأنه جايين عنده شي ناس غادي يجلسو في الصالون, اه قبل ما ننسى، فكروني بالأسماء ديالكم باش نقوليه ليوما شكون جا على قبلو."

أنا بقيت مصعوق واحد الدقيقة وهي كاتسناني نقوليها اسمي، حسيت بأن فمي اتخضر والكلام هرب من لساني وانا كنسمع بحال هذا القصص، ولكن فجأة، رجعت من الصدمة واخيرا نطقت: "ياسين."

مابغيتش نخرج من الدار حتى نلقى تفسير للأحلام اللي كاتشوفها أم علاء، ولقيت أن التفسير الوحيد وهو أن الجن اللي كان السبب في الهداية ديال ابن ديالها هو اللي كايزورها في أحلامها بصفته ابنها. ماشي بعيد على الجن يقوم بهذا النوع من الأشياء كلنا كنعرفو بوغطاط، اللي ماكيعرفوش فبوغطاط هي واحد الحالة كتصيب الإنسان أثناء النوم مثلا لو الشخص حلم بنفسه كيغرق في البحر فإنه كيحس فعلا انه غريق بل وكيتخنق وكيلقى صعوبة في أنه يتنفس أو أنه يفيق من الحلم ومنين كيفيقه شي حد كايلتقط وراها كل ذرة أكسجين موجودة في الغرفة وكأنه فاش كان ناعس كان نيفه مسدود, نفس الشيء مثلا لو شخص حلم بنفسه طايح من طابق علوي تيحس أثناء النوم بأن تحت منه غير الهواء وتيحس بالألم إلى كان تيحلم بنفسه تايتضرب... والمعروف أن هذه الأحلام الشبه حقيقية سببها نوع من الجن. داكشي علاش قلت يمكن يكون الجن هو السبب.

خرجنا من عندنا دار علاء بعدما سلمنا على ناسها ثم تفرقنا في الطريق، عبد الصمد مشى لدارهم وحتى أنا مشيت لدارنا. طلعت وقلت خير البر عاجله فتوضيت وصليت، قرأت ما تيسر من القرآن بل وأكثر من ذلك بغيت نجبد التسبيح نذكر الله شوية (الهداية جات فخطرة). كان عندي واحد التسبيح شريته فواحد المرة كنت مسافر ولكن -الله يسمح لي- ماكنتش كانستعملو كنت خازنه في شي بلاصة ماعقلتش عليها فقلت أجي نقلب عليه. حليت الماريو جبدت كل مافيه، قلبته ورونت الدنيا كلها، سولت الأم ديالي قالتلي: "ماعرفتش، وزايدون أنا مامسالياش دابا خصني نكمل الشقا" طلعت لواحد السدة عندي في البيت وبديت كانجبد كل مافيها، وكأنني كانجبد الحياة ديال الطفولة ديالي منها عام بعام، كانجبد أوراق امتحانات والنتائج ديال الابتدائي، بعض اللعب القدام ديال عاشوراء، مصحف (ديكور) من النحاس كان جائزة خديتها لأني جيت الأول في السادس ابتدائي، كل حاجة كنت كنجبدها كانشوفها ونتفكر معها الأحداث ديالها ونبقى كانضحك ونجبد اللي وراها. حتى لقيت واحد الصورة قديمة، صورة تذكارية ديال المخيم منين كانت عندي احدى عشر سنة. أول ماشفت هاذ الصورة هبطت من السدة وجلست على السرير كانشوف فيها وكانتفكر كل شخص في ديك الصورة على حدى، المؤطر، مدير المخيم، صاحبي اللي كان في السرير اللي فوق مني، الجوج اللي اضاربت معاهم أول نهار ليا في المخيم، الدري اللي درنا ليه 'عرس' (عرس ديال بلعاني طبعا)، الدري اللي بدا كايغني أغنية الرسوم المتحركة 'ريمي' في حفل الاختتام وكلشي بقا كايضحك. ولكن أول ماشفت (نعمان) الدري اللي في الوسط ديال أول صف في الصورة، هو الأطول فينا، كيلبس نظارات ديال الشوف وداير دعامات ليديه، نسيت الأيام الزوينة وأيام ديال الضحك اللي دازت داك العام في المخيم واتفكرت أيام الرعب.

لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق