رغم المحاولات المستمية من أجل اختراق عوالم اللاممكن، لاعطاء تفسيرات علمية لظواهر كان الانسان القديم يضطر لنسج أساطير حولها حتى يرضي غروره المعرفي، ويغالب ضعفه البشري، ليؤكد أنه يعرف كل شيء، بقيت الغلبة للخيار اللاعلمي واللامنطقي، لينجرف العديد من الناس خلف الوهم والخرافة، بحثا عن حلول سحرية تشمل الصحة، والبحث عن الشريك، والتخلص من الحظ العاثر الذي يقف حجر عثرة أمام الكثيرين، وفي صورة سمتها التضاد يلجأ الكثيرون لممارسة طقوس الشعوذة في أوقات يجمع الكل على قداستها، وعلى وقوفها موقف المانع المحرم لتلك الممارسات، ومع ذلك يتم القفز على هذا الحكم الشرعي، ليجتهد كل شخص في إعطاء تبريرات، تجعل من الحرام حلالا.
تجمع المصادفة الغريبة بين النقيضين خلال كل مناسبة دينية، قد يبدو الأمر غريبا ومستبعدا بالنسبة لفئة تعتبر مثل هذه المناسبات فرصة للزيادة في الطاعات، دون أن يخطر لها على البال وجود نوع من الممارسات ذات الطابع الغرائبي، والتي لا تراعي ما يفترض أنها أوقات تحاط بهالة من القداسة، لكن فئة أخرى تتحدث عن الأمر بطريقة توحي بمشروعية الممارسة، «راه الله كيقول سبب أعبدي وأنا نعينك».
هناك سذج من الناس ..يثقون في السحرة و الدجالين لدرجة غير معقولة..فيقول لك أن الجن كان يحكمهم سيدنا سليمان و كأنهم يقومون بمقارنة تحكم سيدنا سليمان في الجن بالمعاهدة الشيطانية بين الساحر و الجن..
عيد الأضحى، عاشوراء، ليلة القدر، يوم الجمعة، الفترة الممتدة ما بين العصر والمغرب، الليالي المقمرة...لا يتعلق الأمر بجدول زمني لأحدى الناسكات العابدات، وإن أوحى الأمر بذلك، لكنها الأوقات المثالية التي تقول عنها بعض النساء اللواتي يزاولن السحرأن الله «كيجيب فيها التيسير، حيت باب العرش كيكون مفتوح»
فمنهم من تستغل عيد الأضحى لتأخذ رأس الأضحية و قلبها تضيف عليه بعض المواد و تأكله هي و زوجها حتى تتقوى أواصر المحبة بينهما..و إن أرادت السلطة على زوجها تأهذ لسان الأضحية و أذنه لتضيف إليه بعض المواد و تعطيه لزوجها...شرك في شرك و العياذ بالله...
و منهم من يستغل ليلة القدر المباركة حيث الحسنات تتضاعف لينشر سحره و العياذ بالله في أسوء استغلال للدين حيث سمو الوصفات التي يعطونها للناس بوصفة القدر خير من ألف شهر...تخيلو أحبائي ..يمزجون تلك الوصفات بآيات قرآنية مكتوبة بالزعفران حتى يعطو صبغة دينية لما يفعلون...و أيضا يستغلون تلك الليلة المباركة لطبخ الكسكس و يفورونه بيد ميت و العياذ بالله لتباع للناس المشركين بأغلى ثمن..لتستعمل في جعل الزوج مطيعا أو احلال لعنة أبدية تمنع الشخص من الارتباط، إضافة لظهور بعض أعراض الجنون على الضحية.تستمر طقوس الشعوذة المرافقة لليلة القدر، حتى مطلع الشمس، حين يعمد البعض لزيارة المقابر، ليس من باب الترحم على أموات المسلمين، ولكن من أجل دس بعض الأغراض التي سرقت في غفلة من أصحابها، أو سلموها بأنفسهم عن طيب خاطر وحسن نية، دون أن يخطر على بالهم المآل الذي ينتظر أغراضهم...
أما يوم الجمعة فحدث ولا حرج....يقومون في وقت خطبة الإمام أو وقفة الصلاة بإشعال البخور و إضافة أعشاب مخصصة لها مع ذكر أسماء و طلاسم و العياذ بالله ...أو يسبحون في البحر وقت صلاة الجمعة و يرمون ملابسهم الداخلية و كأنهم برميها يتخلصون من كل ما يأذيهم و ....(قمة الكلاخ)
و هناك من يطبق مقولة و داوها بالتي هي الداء...فلو أنه مصاب بمس أو سحر يلجأ للسحرة ليبحث عن شفائه و لا يفعل إلا أن يزيد حالته تعقيدا....
يقع هذا في مجتمع مسلم فما بالك بالمجتمعات الغير مسلمة...و لا تغرك أنهم متحضرون فالطقوس التي يقومون بها أدهى و جد مشمئزة و إن كانت سرية و ليست علنية كما عندنا...و من بين طقوسهم ..في أمريكا في جماعة النور الأسود يقومون بطهي كيك مختلط بدم الطمث....
و طبعا الشياطين أعوان إبليس تنشط في مثل هاته الأعياد الدينية و كيف لا و هي تقوم بإغواء البشر عن عبادة الله الصمد جل في علاه.....
أسأل الله لي و لكم السلامة و أن يبعدنا عن كل ما يغضبه.... و اسمحو لي على الإطالة
أدمن كمال