هؤلاء المحترفون في عالم السحر يبدو العرافون و الشوافات أقزاما بينهم..فهم يصرفون ملوك الجان لخدمتهم،يأسرون القلوب و يسكنون الأجساد و يعلنون حروبا مفتوحة جنودها خدام الخواتيم ...فقها يطيرون و يختفون في رمش العين حسب روايات البعض ..و حاخامات يهود يسيطرون على العوالم السفلية في كل أنحاء المغرب...
الفقها أو أساتذة السحر الأسود تحت غطاء ديني ...لا يحبون ممارسة أعمالهم في المدن..يفضلون العيش في القرى حيث يمتهنون الإمامة في مساجد الدواوير ...زبنائهم من علية القوم و في سرية تامة....و هم لا يشهرون احترافهم السحر الأسود ..أعمال السحر التي يقوم بها هؤلاء الفقها تبدأ من المحبة و هي الخدمة التي يرجى من ورائها جلب الحبيب...و يشمل سحرهم كذلك كل المشاكل العاطفية بين الأزواج من خلال ما يعرف بالتهييج..و هو عمل يقوم على أساس تقريب المسافة بين الزوجين لدرجة يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر..حسب اعتقادهم..
و تشمل قائمة خدمات الفقها كذلك معالجة الأمراض الجنسية و كذلك العقم إلى جانب طرد الجن المتلبس بالناس ..كما يمكن للفقيه أن يصرف قدراته الخاصة من أجل إنزال العقاب بشخص أو بأسرة و هو ما يتم عن طريق الثقاف الذي يستهدف التعجيز الجنسي أو التراجيم و هو حينما يسخر الساحر الجني الخادم له لرجم بيت بالحجارة أو النيران..
و من آخر الحكايا التي سمعت عن التراجيم ..ما وقع لأسرة بحي العنق في الدارالبيضاء ..حيث كانو يسمعون دوي سقوط أواني و ارتطام حجارة بالحائط..و كانو يرون حسب روايات أفراد الأسرة حجارة مشتعلة تحلق في أرجاء الغرفة....و قيل أن ساحرا من أكادير هو سبب ذلك بإيعاز من أحد أقارب الأسرة الذي كانت تربطه بهم عداوة..
العديد من محترفي السحر الأسود يقولون أنهم يروضون الجن و يستخدمونه لأغراضهم الخاصة في منتهى السرية و هو ما يسمونه ب طي الأرض ..و هي خدمة تمكن الساحر من الإنتقال من مكان لآخر في طرفة عين ...أو الإخفاء الذي يتيح لهم حجب أنفسهم عن الأنظار...
هذه القدرات لا تتحصل لجميع الفقها..بل يبذل لها جهدا خارقا تتطلبه العهود التي يقوم بها مع الجن ..و هذا الأمر يتطلب من الفقيه اعتزال الناس لمدة سنة كاملة حيث يبقى في الخلاء وحيدا كالحيوان..ينزع عنه جميع ملابسه و يتوضأ ببوله ..و يظل يكتب طلاسم خاصة جدا إلى اليوم الواحد بعد المائة..حينها يظهر له الجني الذي كان يريد أن يتعاهد معه....
و بموازاة مع الفقها هناك الحاخامات اليهود الذين يتربعون على هرم السلطة الدينية لليهود بالمغرب..و يقطنون في الأحياء الراقية لليهود في المدن الكبرى..و من أكبر سحرتهم هناك أهايون لازار إيكي و حاييم أزلغوط..و هم من أكبر أساتذة سحر الكابالا في العالم...
يؤمن السحرة اليهود المغاربة مثل غيرهم من اليهود بأن الكابالا هي كلمة سرية أوحى الله بها إلى النبي موسى الذي أخبر بها أخاه هارون قبل أن تشيع بين الأحبار اليهود و تتحول لمذهب خاص يعتلي قمة غرابة السحر الأسود...حيث تعلم هذا النوع من السحر تبدأ من طبقة أهايون و التدرج عبر عشر طبقات انطلاقا من طبقة إنصوف أور و التي تعني التاج بالعبرية إلى طبقة الملكوت التي يشاع لديهم أنها ترتقي بالساحر من سابع أرض إلى سابع سماء...
من الأعمال المثيرة التي يقوم بها بعض الحاخامات السحرة يطلبون من الزائرات و كثير منهم مسلمات للأسف..يطلبون منهن إحضار مني يهودي للقيام بأعمال السحر ..و عندما تتفاجأ المرأة يعرض عليها ممارسة الجنس معه حتى تحصل على منيه ...قمة الخبث و الدهاء...
و تتوسع مملكة السحر الأسود في المغرب لتشمل أباطرة جدد من ممارسي السحر الإفريقي (الفودو) و يقطنون في الأغلبية في المدن الكبرى ليطيحو بأكبر عدد من الزبائن...
و يستعمل هؤلاء السحرة الأفارقة محاليل يسمونها "ماسان" ..القنينة الواحدة من هذا السائل تباع ب خمسة آلاف درهم على أقل تقدير..و يستعملون أيضا الدمى و الصور..حيث يعتقدون أن للدمى قدرة على التأثير في الشخص المراد سحره ..يبدأ الأمر بإحداث المقصود بعمل السحر كما يعتقدون ثم يبدأ الساحر في وخز مكان القلب بإبرة حادة مما يؤدي إلى إحداث آلام فظيعة للشخص المسحور على الفور...
إسمحو لي على الإطالة أحبائي ...و إن كان لا زال هناك ما يذكر في هذا الباب...
أدمن كمال